فيما وصفت ”حماس” قصف غزّة بالتصعيد العدواني
عريقات يدعو لعدم تسييس ”الأونروا”
- 1004
ناشد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس، إلى الإسراع في إنهاء التحقيق الحالي في شبهات وادعاءات وجود فساد في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ”أونروا” قبل نهاية شهر سبتمبر المقبل.
وأعرب عريقات، الذي أكد على أهمية استقرار وكالة ”أنوروا” وبرامجها عن أسفه لقيام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتسييس عمل ”أونروا”، واصفا ذلك بأنه ”خطوة للقضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين”.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أنه لتفادي قطع المساعدات الأمريكية عن الوكالة تقدمت أكثر من 40 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بتعهدات إضافية، مما يعني إقرارها بأهمية الخدمات التي تقدمها الوكالة ودورها الهام في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
كما وجه عريقات، رسائل متطابقة إلى وزراء خارجية كل من هولندا وبلجيكا وسويسرا، أعرب من خلالها عن أسفه العميق لتعليق مساعداتهم المالية بسبب إدعاءات لم تثبت صحتها بعد وطالبهم بعدم تعريض برامج الوكالة الأممية إلى الخطر حتى لو كان ذلك مجرد إجراء مؤقت.
ولأنه أكد أن الظروف التي يمر بها اللاجئون حساسة، دعا صائب عريقات إلى عدم تسييس الوضع وتعريض المنطقة للمزيد من التوتر وعدم الاستقرار. وقال إنه ”لا يمكن لنصف مليون طفل فلسطيني يعتمدون على مساهماتكم المنتظمة تعليق فصولهم الدراسية بانتظار نتائج التحقيق”. وأضاف بأن ”الحاجة إلى دعم وتمويل ”الأونروا” تظل قائمة لأن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 لم يتم تنفيذه بعد ولم يتم تجسيد حق العودة والتعويض”.
ووجه عريقات، رسائل أيضا إلى جامعة الدول العربية ممثلة بأمينها العام أحمد أبو الغيط، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف بن العثيمين، أعرب فيها عن ”قلق” القيادة الفلسطينية من توقيت تسريب التقرير حول التحقيقات مع اقتراب موعد انعقاد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة شهر سبتمبر المقبل، ومنح ”الأونروا” تفويضا لثلاثة أعوام أخرى، وهو ما ينسجم مع المساعي الأمريكية والإسرائيلية بتجفيف موارد ”الأونروا” تمهيداً لتصفية قضية اللاجئين وتوطينهم في الدول المضيفة.ودعا هذه المنظمات إلى مخاطبة دول العالم وحثها على الاستمرار في تقديم دعمها المالي باعتباره التزاما قانونيا وأخلاقيا إلى حين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين وفقاً للقرار الأممي 194 والتصويت لتجديد التفويض ولاية ”الأونروا”. ولا تتوقف مأساة الشعب الفلسطيني في التضييق على عمل الوكالة الأممية بل يزيدها سوءا مواصلة الاحتلال الإسرائيلي لغاراته على الأراضي الفلسطينية المحتلّة، فقد شن الطيران الحربي للاحتلال الإسرائيلي فجر أمس، عدة غارات على مواقع متفرقة من قطاع غزّة المحاصر منذ 2007، استهدفت أرضا زراعية في حي التفاح شرق مدينة غزّة بصاروخين. كما أغارت على أرض زراعية في قرية وادي السلقا بخمسة صواريخ دون الإعلان عن وقوع إصابات في الغارتين.
وقال فوزي برهوم، الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن قصف واستهداف الاحتلال الإسرائيلي لمواقع في غزّة رسالة تصعيد وعدوان تهدف إلى تحويل الأنظار عما يجري من أعمال ”فدائية” في الضفة الغربية أربكت حسابات الاحتلال وعمقت أزماته الداخلية.
وأضاف أن المقاومة لن تسمح بأن تكون غزة مسرحا لتصدير هذه الأزمات وجوابها سيبقى منسجما تماما مع امتداد الحالة النضالية والجهادية للشعب الفلسطيني في الضفة وغزة وفي كل مكان في فلسطين على حد سواء ومع واجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه.
ومن معاناة غزّة الجريحة إلى أنين القدس المحتلّة في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي الرامي إلى تهويد هذه المدينة المقدسة وجعلها العاصمة الأبدية للكيان العبري، بما جعل الفلسطينيين يشرعون في تحركات هي ليست الأولى من نوعها على أصعدة مختلفة عربية وإسلامية وأممية على أمل إيجاد جبهة قادرة على وضع حد للغي الإسرائيلي في كل فلسطين وخاصة القدس.
وأوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت، بأن التحركات الفلسطينية هذه المرة تركز على ”مجابهة الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي من إعدامات وهدم منازل واعتقالات، واقتحامات يومية للمسجد الأقصى من قبل عصابات المستوطنين بحماية الشرطة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن ”الممارسات التي تقوم بها حكومة الاحتلال يجري متابعتها مع كافة الأطراف من أجل ممارسة الضغوط على إسرائيل لوقفها، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتفاقيات والمواثيق الدولية”. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى ”ممارسة دورها مع الأمم المتحدة لحماية الشعب الفلسطيني خاصة في القدس الشرقية”، مطالبا ”الأردن بالضغط على إسرائيل لاحترام الاتفاقيات الموقّعة معها باعتبارها وصيا على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”.