طبول الحرب تقرع على مشارف القطاع

غارات جوية إسرائيلية على غزّة بتزكية أمريكية

غارات جوية إسرائيلية على غزّة بتزكية أمريكية
  • 600
 م. م م. م

قام الطيران الحربي الإسرائيلي أمس، بعمليات قصف جوي مكثف ضد أهداف في قطاع غزة بدعوى الرد على قذيفة صاروخية سقطت ليلة الأحد الى الاثنين، على قرية في شمال الكيان المحتل وخلفت إصابة سبعة أشخاص. ونفذت قوات الاحتلال هذه الغارات في وقت كان فيه الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في مقر البيت الأبيض حيث استقبل من طرف الرئيس الامريكي دونالد ترامب.

ولم يتوان ترامب، في التأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، واصفا إطلاق القذيفة الصاروخية بالعمل المنبوذ، مما يعد ضوءا أخضر قد يدخل المنطقة في متاهة عدوان إجرامي آخر سيدفع المدنيون الفلسطينيون ثمنا غاليا له. وفي تحد آخر للعرب وقّع الرئيس ترامب، على مرسوم اعترف من خلاله على سيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري المحتل. وبدأت طبول الحرب تقرع من جديد على حدود قطاع غزة على خلفية تهديدات إسرائيلية بالرد على قذيفة صاروخية ضربت العمق الإسرائيلي ليلة الأحد الى الاثنين، وخلفت إصابة سبعة مستوطنين في شمال الكيان المحتل بجروح متفاوتة.

وأكد جيش الاحتلال أمس، إرسال تعزيزات عسكرية الى الحدود الجنوبية مع قطاع غزة، في وقت قرر فيه الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، تقليص مدة زيارة رسمية الى الولايات المتحدة متوعدا برد قاس ضد حركة حماس التي حملها مسؤولية إطلاق هذه القذيفة الصاروخية.                       

واستنفرت قيادة الجيش الإسرائيلي قواتها بالنظر الى قوة القذيفة الصاروخية التي بلغ مداها 120 كلم دون أن تتمكن الدفاعات الجوية الإسرائيلية ولا أنظمتها الصاروخية التصدي لها وتفجيرها جوا.

وأعلن جيش الاحتلال أمس، إرسال فرقتين عسكريتين واستدعاء قوات الاحتياط الى الحدود الجنوبية تحسبا لاجتياح محتمل لقطاع غزة بدعوى الرد على هذه القذيفة التي ضربت منزلا في قرية مشميريت الى الشمال من مدينة تل أبيت عاصمة الكيان الإسرائيلي وخلفت إصابة سبعة من قاطنيه.

كما أقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق معبر بيت حانون المخصص لانتقال الأفراد ومعبر كرم أبو سالم المخصص لعبور السلع الموجهة الى قطاع غزة، الى جانب تقليص مساحة الصيد البحري في قطاع غزة حتى إشعار آخر، في نفس الوقت الذي منعت فيه حركة سير المركبات على مختلف الطرقات ومنعت المزارعين الفلسطينيين من التوجه الى حقولهم.

وتمسكت حكومة الاحتلال باتهامها لحركة المقاومة الإسلامية حماس بالوقوف وراء هذه العملية رغم نفي هذه الأخيرة كل صلة لها بهذه العملية.

وقال قيادي في الحركة لم يشأ الكشف عن هويته، إن القذيفة يمكن أن تكون أطلقت عن طريق الخطأ بسبب سوء الأحوال الجوية التي تسود قطاع غزة هذه الأيام، وهي الفرضية التي دافعت عنها صحف إسرائيلية نقلا عن مسؤولين إسرائيليين الذين أكدوا احتمال تسبب الأحوال الجوية في انطلاق هذه القذيفة. وأضاف مسؤول حركة حماس أنه ليس من مصلحة مختلف فصائل المقاومة بما فيها حركة حماس إطلاق صواريخ ضد العدو الإسرائيلي انطلاقا من قطاع غزة، دون أن يمنع ذلك قوات الاحتلال من توجيه ضربات جوية ومدفعية ضد أهداف تابعة لحركة المقاومة الإسلامية التي تسيطر على قطاع غزة منذ سنة 2007.

وجاء هذا التصعيد أياما قبل الذكرى الأولى لمسيرات حق العودة التي شهدها قطاع غزة على مدار أسابيع العام الماضي، للمطالبة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أراضيهم التي طردوا منها بقوة الحديد والنار قبل أكثر من سبعين عاما وخلفت سقوط 258 شهيدا فلسطينيا ومئات المصابين. كما أنها تأتي أياما قبل موعد الانتخابات العامة المسبقة المنتظر إجراؤها في إسرائيل في التاسع من شهر أفريل القادم.