قصف صهيوني مكثّف وتوغّل للآليات العسكرية
غزة.. المنطقة المنكوبة من الشمال إلى الجنوب
- 1137
شنّ الطيران الحربي الصهيوني، أمس، غارات مكثفة على مناطق مختلفة من قطاع غزة وسط توغل آلياته العسكرية في حي الشجاعية في مدينة الغزة شمالا وشرق خان يونس جنوبا، في وقت تستمر آلة دماره في حصد مزيد من أرواح الفلسطينيين وقد تخطت عتبة الشهداء 36 ألف و400 شهيد في أقل من ثمانية أشهر.
ففي سلسلة غارات صهيونية استهدفت، فجر أمس، خان يونس ورفح جنوب قطاع غزة، استشهد 12 فلسطينيا على الأقل من بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون، كما استشهد مواطنان وجرح آخرون في قصف صهيوني استهدف منزلا في خان يونس بالتزامن مع استهداف إلى غارة صهيونية محيط مستشفى غزة الأوروبي قرب خان يونس.
وذكرت مصادر محلية أنه تم تسجيل إصابات في قصف صهيوني استهدف منزلا في الحي السعودي غربي مدينة رفح، بينما استهدفت غارة مماثلة منطقة "عريبة" شمال المدينة، واستشهد 10 مواطنين جراء استهداف الاحتلال منزلين بمخيم البريج والنصيرات وسط قطاع غزة.
وتوغّلت آليات الاحتلال الصهيوني العسكرية، أمس، شرق مدينة خان يونس وعلى الأطراف الشرقية لحي الشجاعية شرق مدينة غزة وسط إطلاق نار وقصف مدفعي عنيف ومتقطع في المنطقتين.
وتقدّمت آليات الاحتلال باتجاه بلدتي عبسان الجديدة والزنة شرق خان يونس وسط إطلاق نار وقصف مدفعي كثيف يستهدفان البلدتين، بما اضطر بمئات المواطنين إلى النزوح قسرا من المناطق القريبة من مواقع التوغل بسبب القصف المدفعي وإطلاق النار الكثيف.
وفي مدينة غزة، توغلت آليات الاحتلال بشكل محدود شرق حي الشجاعية وسط قصف مدفعي وإطلاق نار من الطائرات المسيرة تجاه كل ما يتحرك في المنطقة.
قطاع غزة بأكمله أصبح منطقة منكوبة
قال مدير الدفاع المدني في غزة، رائد دهشان، أن قطاع غزة بأكمله من الجنوب إلى الشمال أصبح منطقة منكوبة، مضيفا في تصريح صحافي أدلى به أمس، بأنه بعد انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من جباليا تكشفت الأمور وأصبحت الصورة واضحة، حيث تم انتشال عدد كبير من الجثث من تحت الأنقاض.
وأوضح بالقول "نعمل في حدود إمكانياتنا ولا توجد معدات حيث أصبحت السيارات بالية ومتهالكة وطواقم الدفاع المدني تبذل جهدا أكبر لقلة الإمكانات وقلة المعدات"، مؤكدا أن المنطقة الشمالية لقطاع غزة مدمرة بالكامل وقد دمرت قوات الاحتلال الصهيوني البيوت والمنازل والمساجد والمستشفيات وأحرقتها.
الكيان الصهيوني "انتهك قواعد الحرب بشكل متعمّد ومقصود"
قالت عضو هيئة العمل الوطني الفلسطيني، رتيبة النتشة، إن الكيان الصهيوني انتهك كل الاتفاقيات والمعاهدات وقواعد الحرب بشكل مباشر ومتعمّد ومقصود، مشيرة إلى أن الوضع في غزة "تعدى كل ما يمكن وصفه من مجازر إنسانية".
وأشارت النتشة في تصريح أمس، إلى أن حرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة مازالت مشتعلة لقلب التوازن الديمغرافي في الشرق الأوسط، لافتة إلى أنه "لا توجد منطقة آمنة" في قطاع غزة على خلفية مواصلة الاحتلال استهداف كل المناطق وكذا خيام النازحين.
وأضافت أن العدوان الصهيوني الوحشي في قطاع غزة لم يشهده العالم الحديث منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم على خلفية الاستهداف الكبير للمباني والبنى التحتية والأطفال والنساء والطواقم الإغاثية وطواقم الدفاع المدني والصحفيين والمستشفيات بشكل كامل، كما أوضحت أن قطاع غزة بحاجة إلى 14 عاما لإعادة الإعمار نتيجة حجم الدمار الهائل.
وارتفعت حصيلة العدوان الصهيوني الوحشي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 36 ألف و439 شهيد و82 ألف و627 مصاب، كما خلف هذا العدوان الجائر كارثة إنسانية غير مسبوقة وتسبب بنزوح أكثر من 85% من سكان القطاع.
وسط مواصلة قوات الاحتلال اقتحاماتها واعتداءاتها واعتقالاتها.. العدوان الصهيوني بالضفّة لا يقل ضراوة عن الحرب الدامية في غزّة
أكد نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية، صبري صيدم، أن عدوان الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه بالضفة الغربية لا يقل في ضراوته عن ما يشهده قطاع غزّة حاليا، من حرب دموية أودت حتى الساعة بحياة أكثر من 36 ألف شهيد.
قال صيدم، في تصريح أمس، إن الكيان الصهيوني "يشن حربا خفية في الضفة الغربية"، مشيرا إلى أن هذا الكيان كثف جهوده الاستيطانية بصورة كبيرة، وما يعلن عنه لا يتجاوز 10% مما يدور على الأرض.
وأوضح أن المشروع الاستيطاني مشروع احتلالي يهدف إلى القضاء على الهوية الفلسطينية، مؤكدا أن الاحتلال يعزز جهوده في القضاء على الهوية الفلسطينية من خلال تسليح المستوطنين ومنح القوة المفرطة لهم وتشجيعهم من خلال سلسلة قوانين عنصرية.
وكانت تقارير إعلامية قد أفادت بأن عشرات المستوطنين اقتحموا "مقام" النّبي يوسف ـ عليه السلام ـ في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، بدعم كبير من قوات جيش الاحتلال التي اقتحمت المنطقة الشرقية للمدينة من حاجز عورتا وبيت فوريك.
وفي ظل استمرار العدوان الصهيوني في الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني خلال 24 ساعة الماضية، 20 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية المحتلّة من بينهم أسرى سابقون.
وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير، في بيان مشترك أمس، أن حصيلة الاعتقالات بالضفة الغربية منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزّة في السابع من أكتوبر الماضي، بلغت أكثر من 9000 حالة اعتقال، لافتة إلى أنها شملت كافة فئات المجتمع الفلسطيني، إلى جانب اعتقال العشرات من العمال والآلاف من غزّة وحتى الآن لم يتم التعرّف على كافة أعدادهم وهوياتهم بدقة، حيث يواصل الاحتلال الصهيوني تنفيذ جريمة الإخفاء القسري بحقهم.
ويواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتدمير واسعة في المحافظات والمخيمات والبلدات، ترافقها عمليات تخريب وتدمير في منازل الفلسطينيين وعمليات الضرب المبرح بحق المعتقلين وعائلاتهم.
كما تواصل تنفيذ حملات الاعتقال الممنهجة كإحدى أبرز السياسات الثابتة، والتي تصاعدت بشكل غير مسبوق بعد السابع من أكتوبر، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين وإنما من حيث مستوى الجرائم التي ارتكبتها.
وفي سياق متصل، ذكرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، أن قوات الاحتلال الصهيوني والمستوطنين ارتكبوا 1127 انتهاك بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدّساته خلال شهر ماي الماضي.
وأوضح رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، مؤيد شعبان، في تقرير الهيئة الشهري حول انتهاكات الاحتلال وإجراءات التوسع الاستعماري أن قوات الاحتلال نفذت 906 اعتداءات فيما نفذ المستوطنون 221 اعتداء. ولفت إلى أن اعتداءات المستوطنين تركزت في محافظة نابلس، بواقع 75 اعتداء ومحافظة بيت لحم 27 اعتداء ومحافظتي رام الله والبيرة والخليل 25 اعتداء لكل منهما.
وقال التقرير إن الاحتلال الصهيوني نفذ 47 عملية هدم طالت 66 منشأة منها 35 مسكنا مأهولا و5 غير مأهولة و15 منشأة زراعية وغيرها، وقد تركزت في محافظات القدس والخليل وبيت لحم، كما أصدر الاحتلال في نفس الشهر ما مجموعه 29 إخطارا بهدم منشآت فلسطينية تركزت في محافظات رام الله والبيرة وأريحا والأغوار والخليل.