أصاب نصف مليون وأودى بحياة قرابة 20 ألف أمريكي

فيروس كورونا يحطم كل الأرقام القياسية في الولايات المتحدة

فيروس كورونا يحطم كل الأرقام القياسية في الولايات المتحدة
فيروس كورونا يحطم كل الأرقام القياسية في الولايات المتحدة
  • 985
م. مرشدي م. مرشدي

اجتاز عدد وفيات وباء كورونا في العالم أمس عتبة 100 ألف ضحية توزعت غالبيتهم العظمى بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبنسبة أقل روسيا ضمن منحى تفاقمت مؤشراته باتجاه الأسوأ من يوم لآخر.

وكان وصول عدد ضحايا الوباء إلى أكثر من 100 ألف منتظر بسبب وتيرة الوفيات التي عرفت صعودا كبيرا في الدول المذكورة منذ منتصف الأسبوع الماضي وبعد أن تجاوز عدد المصابين عتبة 1,7 مليون مريض موزعين على 190 دولة، نصف مليون من بينهم تم إحصاؤهم في الولايات المتحدة لوحدها.

وواصل الداء انتشاره رغم الإجراءات الاحترازية التي فرضتها سلطات مختلف دول العالم ضمن حجر صحي أرغم قرابة 4 ملايير نسمة على البقاء في منازلهم ورغم التدابير الصحية المتخذة سواء من حيث اكتشاف الإصابات أو علاجها أو الأموال الضخمة التي تم تسخيرها من أجل توفير المواد الطبية وخاصة الوقائية منها لمنع توسع رقعة انتشار الوباء بين سكان كل المعمورة.

وهو واقع صحي مازال ينذر بكوارث لاحقة وجعل مختلف هيئات الصحة  العالمية والمختصين في علم الفيروسات يحذرون حكومات الدول من مغبة الإقدام على إلغاء العمل بإجراءات الحجر الصحي لمجرد أنها سجلت تراجعا في عدد الإصابات والوفيات بين مرضاها.

وكانت منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر من خطر اللجوء إلى مثل هذا الإجراء في وقت مازال الوباء منتشرا والذي من شأنه أن يعيد الوضعية الوبائية في هذه البلدان إلى سابق عهدها بما يستدعي الاحتراز من هذه الخطوة كون الداء كوني وكل إجراء في سياق رفع الحجر يجب أن يتم في سياق عالمي شامل.     

وبسبب استمرار هذا الخطر فقد اضطر مئات ملايين المسيحيين في العالم لإحياء أعياد الفصح اليوم في منازلهم تحت رحمة حجر صحي مفروض مما جعل ساحة سان بيار في قلب العاصمة الإيطالية روما على غير عادتها تبقى خاوية على عروشها وهي التي كانت إلى غاية العام الماضي تعج بعشرات آلاف المسيحين المتوافدين عليها  من كل القارات.

ولن يتابع مسيحيو العالم بسبب ذلك هذه الاحتفالية السنوية إلا عبر نظام "الموندوفيديو" الذي وضع خصيصا لنقل قداس استثنائي سيكتفي، البابا فرانسوا بتوجيه رسالة توعية لاتباع الدين المسيحي والتضرع إلى الله لرفع الغبن الذي فرضه الوباء على البشرية جمعاء.

وارتفع عدد الوفيات في الولايات المتحدة إلى حدود 19 ألف وفاة بعد تسجيل 2100 ضحية جديدة بالإضافة إلى نصف مليون مصاب بعد تسجيل 35 ألف إصابة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ضمن  أرقام قياسية عالمية لم يسبق أن سجلتها لا الصين ولا إيطاليا ولا إسبانيا اكبر الدول المتضررة بهذا الوباء.

وفي حال واصلت هذه الأرقام سيرها في اتجاه تصاعدي فإن ذلك سيؤدي حتما إلى تأكيد توقعات خبراء الصحة الأمريكيين ببلوغ ضحايا الوباء عتبة 200 ألف ضحية ضمن حصيلة كارثية سيكون لها وقع كبير على الرأي العام في الولايات المتحدة واقتصادها وعلى صورة رئيسها، دونالد ترامب الذي أساء تقدير الموقف الصحي في بلاده ودرجة الخطر الوبائي لهذا الفيروس رغم تقارير استخباراتية أكدت علمه به منذ شهر نوفمبر الماضي وهو وقت كاف لوضع كل الترتيبات الصحية للحد من آثاره.