الاحتلال الصهيوني يستخدم أسلحة محرمة دوليا في القطاع
قصف عنيف على شمال غزة وحصار 100 ألف مواطن
- 354
لم تتوقف قوات الاحتلال الصهيوني، وعلى مدار الساعات الأخيرة، عن قصفها العنيف لما تبقى من منازل المواطنين المأهولة بالسكان وتحديدا بمناطق شمال قطاع غزة في نفس الوقت الذي تواصل فيه محاصرة ما لا يقل عن 100 ألف فلسطيني في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا محرومين من أدنى متطلبات الحياة.
وأكد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني، محمود بصل لـ"المساء"، أمس، بأن هذا القضف تسبب في تدمير عدد كبير من المباني والبنية التحتية حتى أن مقدمي الخدمة لم يسلموا منه، مجددا التحذير من أن المدفعية الإسرائيلية والطائرات المسيرة تشكل التهديد الكبير للمواطنين المحاصرين بنيران آلة الدمار الصهيونية.
وأبدى المسؤول الفلسطيني أسفه كون كافة المناشدات التي أطلقتها سلطات غزة باتجاه المنظمات الدولية والمؤسسات الإنسانية لم تجد نفعا من تغيير الواقع الموجود الذي يتخبط فيه المواطن في قطاع غزة، مذكرا بأن المنظومة الطبية والدفاع المدني متوقف عن العمل في محافظة شمال القطاع ولم يسمح له حتى اللحظة من العودة للتدخل في عمليات الانقاذ والانتشال.
كما لا يسمح هذا الاحتلال الغاشم وعلى مدار 400 يوم الماضية من دخول مركبات ومعدات الدفاع المدني، بما يؤكد نيته المبيتة، وفق بصل، بإبقاء منظومة الدفاع المدني في حالة شلل واضح وعدم القدرة على الاستجابة للأحداث.
وأشار، في هذا السياق، الى وجود أكثر من 100 الف فلسطيني في محافظة شمال قطاع غزة دون طعام وشراب ولا دواء وجميعهم بحاجة ماسة لمقومات الحياة لكن "وللأسف، نحن غير قادرين على تقديم أي مساعدة لهم".وهو ما جعله يوجه رسالة جديدة لأحرار العالم بضرورة زيادة الضغط على المجتمع الدولي من أجل مساعدة مقدمي الخدمة من تمكينهم من أداء الواجب الانساني وفقاً للقوانين الإنسانية المعمول بها. وقال "نحن لا نطلب أي شيء سوى تقديم خدمة إنسانية لأبناء شعبنا في ظل الحرب على القطاع ونتمنى أن نستمر في أداء عملنا دون أي معوقات".
الاحتلال يقصف مركزا صحيا بالتزامن مع استئناف حملة التطعيم
بالتزامن مع ذلك، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة محرمة دوليا من خلال إلقائها بشكل عشوائي من الطائرات المقاتلة والدبابات الحربية. وقال إنها قامت بزراعة براميل متفجرة بين منازل المواطنين الفلسطينيين وتفجيرها عن بعد دون أية اعتبارات قانونية.
وأفاد المكتب، في بيان له، بأن الاحتلال يستخدم صواريخ ذات قدرة تدميرية هائلة ضد منازل المواطنين الفلسطينيين مما ألحق بها دمارا يفوق التصور الإنساني، مؤكدا أن جيش الاحتلال الصهيوني ارتكب على مدار الـ48 ساعة الماضية عدة مجازر في منطقة المخيم الجديد ومحيطه بالنصيرات وسط قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 40 شهيدا وعشرات الإصابات بينهم عشرات الأطفال والنساء.
وقال إن جيش الاحتلال قصف ودمر 254 وحدة سكنية في مخيم النصيرات خلال 48 ساعة مضت.وأدان المكتب ارتكاب الاحتلال الصهيوني لهذه الجرائم ضد الإنسانية وللمجازر والإبادة الجماعية التي استهدف فيها المدنيين والأطفال والنساء بشكل متعمد ومقصود، مطالبا مجددا كل دول العالم بإدانة المذابح المروعة ضد الأحياء السكنية وضد المدنيين.وقصف جيش الاحتلال، أمس، قطاع غزة بالتزامن مع حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها تلقت تقارير مقلقة للغاية تفيد بتعرض مركز "الشيخ رضوان" للرعاية الصحية الأولية في شمال غزة للقصف، أول أمس، بينما كان الآباء يحضرون أطفالهم للتطعيم ضد شلل الأطفال في منطقة تم الاتفاق على هدنة إنسانية فيها للسماح باستمرار المرحلة الأخيرة للتطعيم.
وقال مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريوس، إن ستة أشخاص من بينهم أربعة أطفال أصيبوا في الهجوم، مشيراً إلى أن فريقاً من منظمة الصحة العالمية كان موجوداً في الموقع قبل وقوع الهجوم بقليل. وأوضح أن هذا الهجوم، أثناء الهدنة الإنسانية، يعرض قدسية حماية صحة الأطفال للخطر وقد يثني الآباء عن إحضار أطفالهم للتطعيم. وشدد على ضرورة احترام هذه الهدن الإنسانية الحيوية بشكل مطلق ومجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
من جانبها، شددت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" على ضرورة وقف الكيان الصهيوني هجماته على المدنيين والعاملين في المجال الإنساني وما تبقى من المرافق والبنية التحتية داخل قطاع غزة، داعية إلى إجراء "تحقيق فوري" في الهجوم الذي طال أحد موظفي المنظمة في جباليا.
وطالبت المديرة التنفيذية لـ"اليونيسيف"، كاثرين راسل، في بيان تم نشره على الموقع الرسمي للمنظمة الأممية بإجراء "تحقيق فوري" للوقوف على ملابسات الهجوم الذي طال أحد موظفيها يوم السبت في مدينة جباليا شمال قطاع غزة.وذكرت راسل بأن شمال قطاع غزة شهد، نهاية الأسبوع، تصعيدا دمويا في الهجمات، مشيرة إلى أن تقارير أفادت بأن 50 طفلا فلسطينيا في جباليا كانوا ضحايا لهذا التصعيد خلال اليومين الماضيين. وقالت أن جميع سكان شمال غزة، خاصة الأطفال، يتعرضون إلى "خطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والقصف المستمر".