فيما ارتفع عدد ضحايا سياسة التجويع الصهيونية إلى 37 شهيدا

قطاع غزّة على أبواب المجاعة

قطاع غزّة على أبواب المجاعة
  • 1108
ص. م ص. م

جدد مكتب الإعلام الحكومي في غزّة، أمس، تحذيره من اقتراب القطاع من مجاعة حقيقية خاصة في مناطق الشمال جراء الوضع الذي خلّفه العدوان الصهيوني، وذلك في وقت لا تزال فيه طواقم الإسعاف تنتشل جثامين الشهداء بعد انسحاب قوات الاحتلال أول أمس، من مخيم  جباليا الذي عاثت فيه فسادا.

قال المكتب في بيان له، إن الواقع الإنساني شمال غزّة "يزداد سوءا والسكان في العراء بعد استهداف مراكز الإيواء"، مشيرا إلى أن أكثر من 70 شهيدا ارتقوا في الساعات الـ24 الأخيرة.

وشدد البيان على أن "أي اتفاق لوقف إطلاق النار لا يتضمن فتح كافة معابر القطاع يعد منقوصا ويفاقم مأساة السكان" وأنه "لا بديل عن فتح كافة معابر القطاع وإدخال 1000 شاحنة مساعدات يوميا على الأقل".

ومع توالي التحذيرات من داخل القطاع جراء تفاقم المجاعة، استشهد أمس، طفل في مستشفى شهداء "الأقصى" بدير البلح وسط القطاع نتيجة سياسة التجويع الصهيونية لترتفع بذلك حصيلة شهداء التغذية والجفاف إلى 37 شهيدا.

وبتعلق الأمر بالطفل عبد القادر السرحي، صاحب الـ13 عاما الذي توفي بسبب سوء التغذية في مشهد متكرر يعكس الحالة المزرية التي وصلت إليها المستشفيات في قطاع غزّة، بعد منع الاحتلال الصهيوني عنها كل المستلزمات الطبية والوقود والدواء والغذاء والماء بما يهدد حياة العشرات من المرضى والجرحى.

وفي هذا السياق، حذّرت مصادر طبية فلسطينية، من أن الوضع الصحي في القطاع من سيئ إلى أسوأ مع توسع  العدوان في مدينة رفح باتجاه الغرب وخروج كل مستشفياتها عن الخدمة.

ويواصل الاحتلال إغلاق معبر رفح منذ 26 يوما وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإنساني بسبب عدم تدفق الإمدادات المنقذة لحياة الفلسطينيين في أنحاء متفرقة، خاصة في مناطق شمال قطاع غزة، التي تواجه خطر المجاعة الحقيقية.

كما يواصل هذا الجيش الدموي قصفه لأنحاء متفرقة من قطاع غزّة بما أسفر أمس، عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى من بينهم الصحفية والمذيعةّ علا الدحدوح، إثر قصف الاحتلال منزلها بمدينة غزّة شمال القطاع ليرتفع بذلك عدد الشهداء من الصحفيين إلى 150.

وهو ما جعل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تؤكد أمس،  ضرورة أن تضغط المنظمات الدولية والحقوقية على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الصحفيين وانتهاكه كافة القوانين والمواثيق الدولية، والتحرك الفوري من أجل حماية الصحفيين الفلسطينيين بموجب القرارات الدولية الصادر عن مجلس الأمن الدولي.

ونفذ الاحتلال الصهيوني فجر أمس، أحزمة نارية استهدفت بيت حانون شمال القطاع وطال القصف أيضا وسط القطاع، في وقت لا تزال الصور والمشاهد القادمة من مخيم جباليا بعد انسحاب قوات الاحتلال منه بعد عملية استمرت 20 يوما، تثير الصدمة بعد تكشف حالة الدمار والخراب الذي ألحقته قوات الاحتلال بالمخيم ومبانيه ومرافقه وعدد الشهداء الذين سقطوا جراءه ولا يزال العشرات منهم تحت الأنقاض.

وأعلنت "الأونروا" أمس، أنها تلقت في الأسابيع الماضية، تقارير مروعة من مرافقها في جباليا، مشيرة إلى أن نازحين بمن فيهم الأطفال قد استشهدوا وأصيبوا أثناء لجوئهم إلى مدرستها التي حاصرتها دبابات القوات الصهيونية وأضرمت النيران في خيام النازحين. وحذّرت مجددا من أن منشآتها "ليست هدفا.. ويجب أن تتوقف هذه الهجمات".

نحو مليون فلسطيني يحتمون بمراكز "الأونروا" بالقطاع

أكدت القائمة بأعمال مدير مكتب الإعلام في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزّة، إيناس حمدان، إن حوالي مليون فلسطيني يحتمون بمراكز الوكالة الأممية، موضحة في الوقت نفسه أن أكثر من 170 منشأة تابعة لها تم تدميرها جراء القصف الصهيوني.

وقالت حمدان، في تصريح إعلامي أمس، إن أكثر من 400 فلسطيني استشهدوا داخل مراكز تابعة للأونروا التي أكدت بأنها "تعاني من عراقيل عدة في سبيل تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزّة". وأشارت إلى أن مجتمع النازحين "يتزايد في منطقة المواصي والمنطقة الوسطى بشكل خطير"، لافتة إلى أن "ما يدخل من مساعدات إنسانية من معبر كرم أبو سالم لا يلبي الاحتياجات الإنسانية لأهالي القطاع".

وكان المفوض العام للاونروا، فيليب لازاريني، قد دعا الكيان الصهيوني لوقف حملته المسعورة ضد الوكالة، وقال إن "الحرب في غزّة تسبب ازدراء فاضحا بمهمة الأمم المتحدة بما في ذلك الهجمات الصارخة ضد الموظفين والمنشآت والعمليات التي تقوم بها الوكالة"، مطالبا بوقف الهجمات على الوكالة وموظفيها وبتحرك دولي لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.