اعتبرت بمثابة تسويق لأفكار صهيونية في فلسطين المحتلة
قلق فلسطيني من تصريحات السفير الأمريكي في إسرائيل
- 982
أكدت الخارجية الفلسطينية أنها قررت رفع دعوى قضائية أمام محكمة الجنايات الدولية، ضد السفير الأمريكي في الكيان الإسرائيلي، ديفيد فريدمان بسبب خطورة تصريحاته الأخيرة على السلم والأمن في المنطقة.
وأدانت الخارجية الفلسطينية في بيان أصدرته أمس، تصريحات الدبلوماسي الأمريكي الذي نعتته بـ”المستوطن المتطرف” بعد أن ذهب إلى حد إعطاء الحق لحكومة الاحتلال لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
وتساءلت الخارجية الفلسطينية حول أي منطق اعتمده فريدمان لمنح هذا الحق لإسرائيل ضم: هل على أساس القانون الدولي الذي يمنع ضم أراضي الغير بالقوة أم على واقع الحال المفروض من قبل سلطات الاحتلال؟.
وأضافت أن اللافت من خلال تصريحات ”المستوطن” فريدمان أنه يحرص على تحسين مستوى معيشة السكان الفلسطينيين من خلال توفير أموال عربية وأخرى أجنبية لدعم المشاريع المشتركة للغرفة التجارية الفلسطينية ـ الإسرائيلية الاستيطانية التي عمل شخصيا على تأسيسها لتكون عنوانا للتعايش تحت الاحتلال، في نفس الوقت الذي بذل فيه جهودا كبيرة من أجل قطع كامل المساعدات الأمريكية عن الشعب الفلسطيني ومؤسساته الخدماتية وبناه التحتية من مستشفيات وطرق ومنشآت حيوية.
وكان نبيل شعث، مستشار الرئيس محمود عباس للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية أكد رفض السلطة الفلسطينية لتصريحات السفير الأمريكي، مؤكدا أن ”الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي إجراءات إسرائيلية ـ أمريكية لطمس الحقوق الأساسية الفلسطينية وأنه سيواصل نضاله لإسقاط كل المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية في إطار ”صفقة القرن” التي يرفضها العالم.
كما استنكرت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، تصريحات السفير الأمريكي ”التحريضية” ضد الشعب الفلسطيني، متهمة إياه بـ”الكذب والتسويق لحقائق مشوهة لتبرير الإجرام الإسرائيلي” في حق الفلسطينيين.
وأضافت أن تعمد السفير الأمريكي تبرير ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية يشكل امتدادا للنهج العدواني الذي اعتمدته الإدارة الأمريكية الحالية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت عشراوي إن ”إلقاء اللوم على الفلسطينيين والادعاء بوجود أغلبية فلسطينية صامتة تؤيد سياسات الإدارة الأمريكية الحالية يعد محاولة بائسة لاستحضار الأوهام وتبرير الإجرام وهو مرفوض جملة وتفصيلا”. يذكر أن تصريحات السفير الأمريكي المعروف عنه مواقفه الصهيونية جاءت تكريسا لمضمون ”صفقة القرن” التي وضع إطارها العام جاريد كوشنير صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ومستشاره السياسي ضمن خطة محكمة لرهن كل الحقوق الفلسطينية بما فيها حقهم في إقامة دولة مستقلة وعاصمته القدس الشرقية ضمن مبدأ ”حل الدولتين” الذي تعمدت الإدارة الأمريكية طمسه.
وهي الخطة التي جعلت عدة عواصم غربية تشكك في إمكانية تحقيق السلام المنشود في ظل الانحياز الأمريكي غير المبرر إلى جانب الكيان الإسرائيلي. ودافع وزير الخارجية الألماني، هيكو ماس بالعاصمة الأردنية عمان أمس، عن مبدأ ”حل الدولتين” وقال إنه أفضل خيار للتوصل إلى حل نهائي لأقدم وأطول نزاع في العالم. وجاءت زيارة وزير الخارجية الألماني إلى المنطقة العربية عشية ندوة اقتصادية ينتظر أن تحتضنها العاصمة البحرينية، المنامة يومي 25 و26 جوان الجاري، والتي تندرج ضمن الشق الاقتصادي لـ ”صفقة القرن” في انتظار الكشف عن الشق السياسي لهذه الخطة التي تعهد الرئيس الأمريكي بالكشف عنها مباشرة بعد عيد الفطر المبارك. وهو ما جعل وزير الخارجية الفرنسي جون إيف لودريان، يؤكد انطلاقا من العاصمة المغربية الرباط عندما سئل عن موقف بلاده من ”صفقة القرن” بأن يتم إطلاعه على مضمونها متى توفرت المعلومات الخاصة بها في تلميح إلى التكتم الذي انتهجته الإدارة الأمريكية إلى حد الآن في التعامل مع خطة السلام التي أكدت أنها ستضع حدا للصراع في منطقة الشرق الأوسط.
والموقف نفسه أبداه نظيره المغربي ناصر بوريطة الذي أكد هو الآخر أنه لا يتوفر على معلومات بشأنها رغم أن معدها جاريد كوشينر قام بزيارة إلى الرباط نهاية شهر ماي الماضي والتقى خلالها مع الملك المغربي محمد السادس الذي بحث معه مضمون هذه الخطة ضمن جولة قادته إلى الأردن ثم إسرائيل.