في وقت أكد فيه وزير الداخلية الصحراوي أن معنويات اللاجئين جد مرتفعة
قمع مغربي ضد السكان الصحراويين في المدن المحتلة
- 1363
كشف وزير الداخلية الصحراوي عن التزامات دولية لعدة منظمات إنسانية غير حكومية بتقديم مساعدات إنسانية للاجئين الصحراويين المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت المنطقة مؤخرا. وقال حمه سلامة في تصريح أدلى به، أمس، أنه لم تصل إلى حد الآن إلى مخيمات اللاجئين سوى المساعدات الجزائرية التي وفرها الهلال الأحمر الجزائري. وأكد المسؤول الصحراوي أن المخيمات "لا تزال في حاجة ماسة" إلى مساعدات تتعلق إلى جانب المواد الغذائية بوسائل ترميم السكنات وكذا الخيم خاصة تلك التي كانت تأوي المؤسسات والمرافق الاجتماعية والصحية والتربوية المتوقفة حاليا بسبب تراكمات مياه الأمطار.
ورغم هذه الكارثة الطبيعية إلا أن ذلك لم يمنع عضو الحكومة الصحراوية من التأكيد أن "معنويات المواطنين الصحراويين بالمخيمات مرتفعة رغم الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يمرون بها في هذه الفترة". وقال إن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى حالتها الطبيعية بفضل المساعدات الإنسانية التي قدمتها كل فعاليات المجتمع المدني الجزائري والهلال الأحمر الجزائري وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى جانب السلطات الولائية بتندوف ومصالح الحماية المدنية.
وتوقع الوزير الصحراوي أن تستعيد المؤسسات والمرافق الاجتماعية نشاطها خلال العشرة أيام القادمة بفضل التدابير والإجراءات التي وضعتها الحكومة من خلال تنصيب خلايا المتابعة على مختلف المستويات والتي قدمت الإرشادات والنصائح الضرورية. وكذا بفضل تضامن المواطنين الصحراويين والمؤسسات الذي مكن من تفادي تسجيل خسائر في الأرواح بفعل التقلبات الجوية التي شهدتها المنطقة مؤخرا. وبالتزامن مع ذلك، فرضت سلطات الاحتلال المغربي بمختلف تشكيلاتها الأمنية إجراءات "قمعية مشددة" غير مسبوقة في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية بهدف ترهيب وقمع المتظاهرين الصحراويين المطالبين بالحرية والاستقلال.
وهو ما عاشته مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، أول أمس، عندما قمعت قوات الاحتلال المغربية مسيرة سلمية نظمتها التنسيقية المحلية لإطارات الصحراوية العاطلة عن العمل للمطالبة بتوفير مناصب عمل والعيش الكريم. وكشفت التنسيقية الصحراوية عن اعتقال العديد من أعضائها خلال هذه الوقفة الاحتجاجية السلمية التي عكست مرة أخرى سياسة التضييق التي يمارسها نظام المخزن على السكان الصحراويين لحملهم على التخلي على حقوقهم المشرعة وخاصة حقهم في تقرير المصير. وفي هذا السياق، أكد مصدر بوزارة الأرض المحتلة والجاليات الصحراوية أن الحصار المفروض على العيون وباقي المدن المحتلة أدى إلى تعرض العديد من المواطنين إلى "القمع والممارسات التي تمس بالكرامة الإنسانية، حيث يتم توقيفهم وتعريضهم للتفتيش ليتم تسجيل مخالفات بحقهم".
كما نشرت السلطات المغربية بأحياء وشوارع مختلف المدن المحتلة سيارات تابعة للشرطة والقوات المساعدة وأخرى مدنية، إلى جانب الدراجات النارية والمئات من عناصر الاستخبارات المغربية بزي مدني ظلوا يستهدفون المواطنين الصحراويين وفرض إجراءات عقابية في حقهم. وشددت قوات الاحتلال المغربية من إجراءاتها القمعية بالمدن المحتلة لمنع الصحراويين من التظاهر السلمي وإسماع صوتهم للمبعوث الشخصي للامين العام الاممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس الذي يزور المنطقة. وعاد روس إلى المنطقة في زيارة جديدة كانت مخيمات اللاجئين محطته الاولى، حيث وقف على الأضرار التي خلفتها الفيضانات التي اجتاحت المنطقة مؤخرا قبل أن يتوجه الى الجزائر ثم المغرب. وتأتي زيارة روس هذه المرة في إطار التحضير للزيارة المرتقبة للامين العام الاممي بان كي مون إلى المنطقة قبل نهاية العام الجاري.