بينما واصل حصد أرواح مئات الأمريكيين

كورونا يضع 5 ملايير نسمة تحت رحمة الحجر الصحي

كورونا يضع 5 ملايير نسمة تحت رحمة الحجر الصحي
  • 1063
م. مرشدي م. مرشدي

أصبح قرابة خمسة ملايير نسمة في العالم يعيشون تحت رحمة نظام الحجر الصحي في ظل تزايد اللجوء إلى هذا الخيار الوقائي من مجرد نصف مليون في بدايات انتشار الداء إلى اكثر من نصف سكان الأرض بعد تضاعف الإصابات وسرعة انتشاره الفيروس والرقعة الأرضية التي شملها بخطره القاتل.

وذكرت إحصائيات دولية متطابقة أن ستة من بين عشرة أشخاص أصبحوا يعيشون في ظل الحجر الصحي الذي اعتمد من كل دول العالم تقريبا بما شكل 58 بالمئة من إجمالي سكان الأرض المقدر بحوالي 7,79 مليار نسمة .

وأكدت هذه الإحصائيات أن عمليات الحجر توسعت أشبه برقعة الزيت منذ منتصف الشهر الماضي من 500 مليون نسمة في 18 مارس ليتعدى مليار نسمة، خمسة أيام بعد ذلك، وأربعة ملايير في السابع أفريل و4,5 مليار موزعين على 110 دولة في كل العالم.

وصاحب هذه الأرقام الاحترازية، أرقام كارثية في عدد ضحايا الفيروس الذي أصاب  إلى غاية أمس 2,2 مليون شخص تماثل 475 ألف من بينهم للشفاء دون أن يكون مثل هذا الحظ مع 146 الف شخص الذي راحوا ضحية الفيروس، ضمن منحنى تصاعدي لافت رغم تراجع أعدادهم في دول كانت إلى غاية الأسبوع الماضي من أكبر بؤر الداء  مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وحتى بريطانيا.

وشكلت الولايات المتحدة في ذلك استثناء بتزايد عدد الوفيات إلى قرابة 34 الف وفاة بعد تسجيل 4500 ضحية في أقل من 24 ساعة ضمن رقم قياسي آخر يتم تسجيله في هذا البلد  بخصوص عدد الوفيات ضمن وتيرة تسير بها باتجاه مرحلة الذروة، مع تسجيل 672 الف مصاب.

ورغم هذه الأرقام واعتراف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أن البلاد مقبلة على مرحلة حاسمة خلال الأيام القادمة إلا أن ذلك لم يمنعه كرجل اعمال حريص على عدم دخول الاقتصاد بلاده مرحلة الانكماش، من القول أن الوقت قد حان لاتخاذ أولى الإجراءات العملية لإعادة بعث أمريكا من جديد.

وانتهج خطة مرحلية تعتمد على تحديد درجة خطر الوباء في كل ولاية  بالنظر إلى اختلاف درجة تأثير الوباء وانتشاره في واحدة منها، بما يمكن من عودة سكانها إلى حياتهم الطبيعية في انتظار تحسن الأوضاع في الولايات المتضررة.

وشكل موقف الرئيس الأمريكي الداعي إلى رفع إجراءات الحجر الصحي في بعض الولايات في مرحلة أولى، صورة مصغرة لحقيقة المأزق الذي آل إليه الاقتصادي الليبرالي في كل العالم وجعل حكومات دوله تعيش أزمة حقيقية في كيفية التعاطي مع وضع وبائي كارثي وحتمية المحافظة على حياة سكانها وبين حتمية إنقاذ اقتصاد يعتمد على المبادرة الحرة ولكنه دخل اعقد أزمة لم يسبق أن عرفها  منذ  أزمة ثلاثينيات القرن الماضي. ولكن أزمة الرئيس الأمريكي مزدوجة في ظل هذه الوضعية وهو الذي وجد نفسه بشكل مفاجئ أمام 22 مليون عامل أمريكي ممن فقدوا مناصب عملهم خلال أربعة أسابيع فقط، وهو الذي حاول أن يجعل من ورقة "صفر بطال" خلال عهدته الرئاسية الأولى رهانه لخوض عهدة ثانية وكاد أن ينجح في رهانه لولا ظهور جائحة "كورونا" التي أخلطت كل حساباته الانتخابية بعد أن وجد نفسه أمام مشهد بلد، توقفت فيه كل مظاهر الحياة، انعكست على صورته الانتخابية وخاصة في ظل انتقادات لاذعة من معارضيه بالفشل في التعامل مع الوباء والاحتياط لتبعاته الكارثية وقد كان بإمكانه تجنيب البلاد حجم هذه الكارثة لو استعد للموقف منذ إعلان الصين عن أولى حالات الإصابة فيها شهر ديسمبر الماضي.

وعكست نتيجة عملية لسبر الآراء مثل هذا الموقف عندما اكد 65 بالمئة من الأمريكيين أن الرئيس الأمريكي تأخر في اتخاذ قرارات جريئة لمواجهة خطر الفيروس عندما كانت ينتشر في دول أخرى. كما حملوه مسؤولية مباشرة  في فشل عملية تسيير الأزمة في بداياتها بعد أن قلل  من درجة خطورة الوباء يوم كان منحصرا في دولة الصين وقبل تخطيه حدودها إلى كل بلدان العالم الأخرى.