فيما تجدد البوليزاريو استعدادها لمفاوضات مباشرة

كوهلر يدعو للقاء جديد قبل نهاية السنة

كوهلر يدعو للقاء جديد قبل نهاية السنة
هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للامين العام الاممي إلى الصحراء الغربية
  • 1383
❊ ص. محمديوة ❊ ص. محمديوة

أعرب هورست كوهلر، المبعوث الشخصي للامين العام الاممي إلى الصحراء الغربية عن رغبته في استئناف المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب قبل نهاية السنة الجارية، من أجل التوصل إلى حل نهائي للنزاع المستمر في الصحراء الغربية منذ أكثر من أربعة عقود.

وأبدى الرئيس الألماني الأسبق عزمه إطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين طرفي النزاع الصحراوي خلال اجتماعه الثاني حول القضية الصحراوية ليلة الأربعاء إلى الخميس بمجلس الأمن الدولي.

وأكد مساعد السفير البريطاني جوناثان ألان، الذي تضمن بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن خلال الشهر الجاري، في تصريح صحفي أن "مجلس الأمن يدعم بشكل كبير مقاربة كوهلر واقتراحه بمحاولة جمع شمل مختلف الأطراف قبل نهاية العام".

وخلال إحاطة قدمها بنيويورك أطلع الوسيط الأممي مجلس الأمن الدولي حول مسعاه المتمثل في إرسال دعوات إلى جبهة البوليزاريو والمغرب من أجل استئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة منذ 2012، حيث كشف عن عزمه تنظيم هذه الجولة الجديدة من المفاوضات نهاية شهر أكتوبر أو بداية نوفمبر القادمين.

وبالرغم من ضغوطات المغرب لحصر هذه الإحاطة في مجرد تقرير بهدف تفادي التوصيات حول الرجوع إلى طاولة المفاوضات، فقد أعلن الرئيس الألماني السابق عن المساعي التي ينوي اتخاذها من أجل استئناف المسار الأممي.

ويعد هذا ثاني اجتماع لكوهلر منذ تعيينه كمبعوث شخصي للأمين العام الاممي للصحراء الغربية، والذي يأتي أيضا في أقل من شهرين بعد جولته إلى المنطقة، حيث أجرى محادثات مع طرفي النزاع جبهة البوليزاريو والمغرب وكذا مع موريتانيا والجزائر بصفتهما بلدين ملاحظين.

وكان كوهلر حدد وبوضوح خلال أول إحاطة له قدمها أمام مجلس الأمن شهر مارس الماضي، مهمته كمبعوث شخصي للأمين العام الأممي و«التي تكمن في إيجاد سبيل للمستقبل" على أساس تسوية تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.

وسارعت جبهة البوليزاريو إلى تأكيد جاهزيتها ورغبتها للذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع المملكة المغربية على النحو الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي في قراره الأخير 2414 الصادر نهاية أفريل الماضي.

وأوضح بيان لتمثيلية جبهة البوليزاريو بالأمم المتحدة أول أمس، أن "المبعوث الشخصي للصحراء الغربية هورست كوهلر، قام باطلاع مجلس الأمن الدولي على زيارته الأخيرة للمنطقة والخطوات القادمة التي ينوي القيام بها.. وعليه تعيد الجبهة الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي التأكيد على التزامها بالتعاون الكامل مع المبعوث الشخصي في إطار العملية السياسية للأمم المتحدة وهي على استعداد للانخراط في عملية التفاوض على نحو ما دعا إليه مجلس الأمن".

وفي هذا السياق قال سيدي محمد عمار، ممثل جبهة البوليزاريو بالأمم المتحدة أن "الجبهة لا تزال ترى في الجهود التي يبذلها السيد كوهلر، عاملا مشجعا، وهي تؤيد تلك الجهود لإعادة إطلاق عملية الأمم المتحدة للسلام المتوقفة منذ فترة طويلة".

وأضاف إن "شعب الصحراء الغربية الذي ما زال يعاني من أهوال الاحتلال المغربي لأرضه قد انتظر بصبر لفترة طويلة جداً لممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.. وإن جبهة البوليزاريو مستعدة وراغبة في الذهاب إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل عادل وسلمي ودائم لنزاع الصحراء الغربية بما يكفل حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف".

للتذكير فإن آخر مرة اجتمعت فيها جبهة بوليزاريو مع المغرب حول طاولة المفاوضات كانت في مارس 2012 بمدينة منهاست بالولايات المتحدة الأمريكية. كما يوجد مسار السلام الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة في حالة انسداد بسبب العراقيل الكثيرة التي يضعها المغرب لتفادي تسوية النزاع على أساس مبادئ الشرعية الدولية التي تضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.