مفاوضات جنيف حول الصحراء الغربية
كوهلر يعترف بصعوبة التقريب بين طرفي النزاع
- 697
تعهد طرفا النزاع في الصحراء الغربية، المغرب وجبهة البوليزاريو في ختام أشغال ثاني مائدة مستديرة بينهما برعاية أممية بالعودة إلى طاولة المفاوضات المباشرة بمدينة جنيف، في تاريخ سيتم تحديده لاحقا دون يمنع ذلك المبعوث الاممي الخاص الى الصحراء الغربية هورست كوهلر، من الاعتراف أن مواقف الجانبين مازالت متباعدة جدا.
وأكد كوهلر، خلال لقاء صحفي عقده في ختام يومين من المناقشات بمدينة جنيف السويسرية، أن اللقاء لم يحقق أي تقدم يعتد به على طريق تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وقال الدبلوماسي الأممي إن الأمر لم يكن سهلا وسوف لن يكون كذلك، وإن عملا شاقا ينتظر الوفدين المتفاوضين" قبل أن يضيف بأنه لا أحد كان ينتظر تحقيق تقدم في مسار هذه المفاوضات بالنظر إلى المواقف الخلافية القائمة بين الطرفين حول الكثير من المسائل المبدئية.
وتعد هذه ثاني جولة مفاوضات بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية بعد تلك التي احتضنها مقر الأمم المتحدة في لقاء مغلق بداية شهر ديسمبر الماضي، وشكل ذلك أول اجتماع رسمي بين المغرب وجبهة البوليزاريو بعد ست سنوات من الاحتقان الذي كرسه فشل مفاوضات مانهاست سنة 2012.
وأكد كوهلر، أن غايته من عقد اللقاء الثاني الذي جرى في مكان سري بمدينة جنيف يومي الخميس والجمعة، كان يهدف إلى تعزيز ما وصفها بـ«الديناميكية الايجابية التي تم التوصل إليها في مفاوضات الجولة الأولى والبدء في مناقشة المسائل الجوهرية، حيث أكد على أن الوفدين المتفاوضين قبلا بمواصلة هذا المسار والاجتماع لاحقا في سياق هذه الديناميكية.
وأكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الذي قاد وفد بلاده إلى جنيف أن اللقاء الثاني سيعقد قبل فصل الصيف القادم دون أن يحدد تاريخا لذلك.
ولا يستبعد أن يتم تحديد موعد المائدة المستديرة الثالثة بعد تقديم الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، تقريره الدوري أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم 29 أفريل القادم، والذي سيتم خلاله أيضا تمديد عهدة بعثة الأمم المتحدة لتقرير المصير إلى الصحراء الغربية "مينورسو" لمدة ستة أشهر إضافية.
وتبدو مهمة المبعوث الأممي صعبة إن لم نقل مستحيلة في ظل تعنت المغرب الذي ترجمته تصريحات وزير خارجيته ناصر بوريطة، الذي جدد القول إن بلاده لن تقبل بأي تسوية إلا في إطار"الحكم الذاتي". وإن بلاده لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف التفاوض حول فكرة تقرير المصير والتي من بين بدائله استقلال الصحراء الغربية".
وهو الموقف الذي رفضته جبهة البوليزاريو التي أكدت من جهتها على لسان رئيس وفدها خاطري أدوه، على ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من حقه في التعبير بكل حرية عن موقفه بخصوص مستقبله.
وأضاف أدوه، أنه بدون تنظيم استفتاء حر لتقرير المصير وبضمانات أممية فإن جبهة البوليزاريو لا ترى كيف يمكن للشعب الصحراوي أن يعبّر عن موقفه النهائي من تقرير المصير.
وأضاف بخصوص الجولة القادمة من المفاوضات أنه يجب "البناء على العناصر اللازمة لحل عادل ودائم يحترم حق الصحراويين" الذي يعد "هدفا ثابتا ودائما" يتضمن تقرير المصير والاستقلال.
وعبّر وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الذي قاد الوفد الجزائري في أشغال هذه المائدة المستديرة عن أمله في أن ترافق جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية بإجراءات "ملموسة أكثر" وتقدم "جد معتبر، في إطار مسار هذه المفاوضات الذي يلقى دعم المجتمع الدولي بأكمله، وخاصة بعد اطلاع مجلس الأمن على تقرير الأمين العام الأممي شهر أفريل القادم، وبعد أن يقدم مجلس الأمن توجيهات جديدة تبرز ضرورة التعجيل بالجهود في إطار اللائحة 44 ـ 24 المصادق عليها نهاية شهر أكتوبر.