فيما أكد عبد ربه أن نجاحها مع إسرائيل أصبح منعدما
كيري يطالب عباس بتكثيف المفاوضات
- 1796
طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال لقائه مساء أول أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعاصمة البريطانية لندن، هذا الأخير بتكثيف المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي للسلام.
وتحادث كيري وعباس وجها لوجه في لقاء دام ثلاث ساعات كاملة، يُعد الأول من نوعه بين الرجلين منذ استئناف مفاوضات السلام برعاية أمريكية نهاية شهر جويلية الماضي.
وقال مصدر من كتابة الدولة الأمريكية لم يكشف عن هويته، إن اللقاء تناول سبل تكثيف المفاوضات الجارية بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وكيفية ضمان نجاحها.
وقدّم الرئيس عباس لوزير الخارجية الأمريكي "ملاحظات فلسطينية على سير مفاوضات السلام مع إسرائيل"، احتج خلالها على رغبة إسرائيل في حصر المفاوضات على ملف الأمن، وعدم بحث ملف الحدود على أساس حدود عام 1967.
وطبعا، لم يفوّت الرئيس الفلسطيني فرصة لقائه برئيس الدبلوماسية الأمريكية، ليلفت انتباهه إلى خطورة إعلان إسرائيل عن بناء أكثر من 2100 وحدة سكنية في مستوطنات تقيمها إسرائيل في القدس الشرقية والضفة الغربية بعد العودة للمفاوضات، إلى جانب هجمات للجيش الإسرائيلي، أدت إلى استشهاد أربعة فلسطينيين مؤخرا.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية اتهمت إسرائيل بتدمير المفاوضات عن سبق إصرار؛ من خلال "ممارساتها اليومية من استيطان وتهويد وعدوان متواصل ضد الشعب الفلسطيني".وطالبت الوزارة أطراف اللجنة الرباعية الدولية بالتحرك الفوري من أجل وضع حد لما وصفته بـ "العدوان الذي يدمّر فرص السلام، ويمهّد لجر الساحة إلى العنف والعنف المضاد"، وهي كلها عوامل جعلت ياسر عبد ربه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، يعتبر أن احتمالات نجاح مفاوضات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية بأسلوبها القائم حاليا، تبقى "ضئيلة إن لم تكن منعدمة".
وقال عبد ربه إن المفاوضات التي استؤنفت حديثا برعاية أمريكية، "لم تحقق أي نتائج فعلية على الأرض". وأكد أن "الوضع القائم الآن لا يشير إلى أي تقدم في العملية السياسية، وإنما تقدم بالاستيطان وتوسيعه ومزيد من انتهاكات إسرائيل ضد الإنسان والأرض والمقدسات الفلسطينية"، وهي الحقيقة التي لا يبدو لوزير الخارجية الأمريكي، أنه يريد رؤيتها بعدما رمى بكل ثقله على الحلقة الأضعف في عملية سلام، فقدت منذ سنوات كل معنى لها بعد أن طالب الرئيس عباس بتكثيف المفاوضات مع طرف إسرائيلي بدل مطالبة هذا الأخير بالكف عن انتهاكاته الصارخة ضد كل ما هو فلسطيني.
وكان الأجدر بكيري توجيه تعليماته إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بدلا من الرئيس عباس المغلوب على أمره، للتوقف عن كل الانتهاكات والاستفزازات التي تعيق سير العملية السلمية، والتي ازدادت حدتها مع استئناف مفاوضات السلام قبل حوالي الشهر.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن الحديث عن عملية للسلام وإسرائيل تواصل تقتيل الفلسطينيين وانتهاك حرمات مقدساتهم والاستيلاء على ما تبقّى من أراضيهم، دون أن تجد أي جهة قادرة على ردعها وإيقافها عند حدها.