انقضاء المهلة النووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة
كيم جونغ أون يتوعد ترامب بعمل غير منتظر
- 805
أكد الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أن المهلة التي حددتها بلاده لاستئناف التجارب النووية والصاروخية قد انتهت بحلول العام الجديد، وتعهد بالقيام بـ "عمل مذهل" ضد الولايات المتحدة، مؤكدا أمام قيادات حزب العمال الشيوعي الحاكم أنه لم تعد هناك حاجة تحتم علينا الالتزام بهذا التعهد وأن العالم سيكتشف خلال الأيام القادمة سلاحا استراتيجيا جديدا في الترسانة الكورية.
هذا الموقف في انقلاب على تصريحات سابقة أدلى بها سنة 2018، حيث أكد كيم جونغ أون أن بلاده ليست في حاجة للقيام بتجارب نووية وصاروخية في سياق التقارب الذي طبع علاقات بلاده مع الولايات المتحدة والذي توج بعقد قمتي سنغافورة شهر جوان 2018 وقمة العاصمة الفيتنامية (هانوي) شهر فيفري من العام الماضي.
وإذا كانت قمة العاصمة السنغافورية شكلت في حينها "حدثا تاريخيا" ضمن أكبر اختراق دبلوماسي يحققه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مع ألذ أعداء بلاده، فإن قمة العاصمة هانوي، عاما بعد ذلك شكلت انتكاسة حقيقية للدبلوماسية الأمريكية بعد أن رفض الزعيم الكوري كل فكرة لتدمير ترسانة بلاده النووية، مشترطا إقامة علاقات دبلوماسية بين بيونغ يونغ وواشنطن مع تعهد الإدارة الأمريكية بتقديم مساعدات ضخمة لإعادة بعث الاقتصاد الكوري الشمالي المنهار.
واحتفظ الرئيس كيم جونغ أون بعنصر المفاجأة بخصوص السلاح الذي توصلت بلاده إلى إنتاجه وما إذا كان الأمر يتعلق بقنبلة نووية أو صواريخ استراتيجية تضاف إلى تلك التي يمتلكها منذ انضمام بلاده إلى النادي النووي بأول تجربة نفذها سنة 2009 قبل أن يتبعها بخمس تجارب أخرى على مدار السنوات الأخيرة أثارت تنديد دول الجوار في منطقة جنوب شرق آسيا ودقت ناقوس الخطر من احتمالات تهديد بيونغ يونغ لأمن جارتها الجنوبية وكل القارة الآسيوية.
وهو الخطر الذي استشعرته الإدارة الأمريكية بعد إطلاقها آخر صاروخ عابر للقارات بإمكانه ضرب أي هدف داخل العمق الأمريكي. إلا أن الرئيس الأمريكي الذي تزامنت تصريحات نظيره الكوري الشمالي مع تواجده بمنتجعه الخاص بمدينة فلوريدا رفقة أفراد عائلته لقضاء أعياد نهاية العام هون من أمر هذه التهديدات بحجة أنه وقع اتفاقية مع الرئيس الكوري في سنغافورة شهر جوان 2018 وأنه يثق في التزامه لأنه صاحب عهد ولن يخلفه، وأضاف أنه مقتنع برغبة الرئيس الكوري الشمالي في نزع السلاح النووي في بلاده رغم انتهاء المهلة التي حددها لاستئناف تجاربه الصاروخية.
وجعلت حالة الاحتقان وانسداد أفق استئناف المفاوضات بين البلدين حول مختلف القضايا الخلافية، الرئيس الكوري الشمالي يلعب ورقة ضغط برائحة نووية لإرغام الرئيس ترامب على العودة إلى طاولة المفاوضات وإنهاء حالة الترقب التي طبعت العلاقات المتدهورة بين البلدين بعد انتعاش ظرفي أفرزته قمة العاصمة السنغافورية.
وقال الرئيس كيم جونغ أون أمام أعضاء اللجنة المركزية لحزبه إن بلاده لا يزعجها أبدا البقاء تحت نظام العقوبات الدولية المفروضة عليها في مقابل المحافظة على قدراتها النووية بقناعة أن الولايات المتحدة تريد فرض شروط تتعارض مع المصالح العليا لبلاده وتتصرف بنفس تصرفات "المارقين".