في ظل اشتداد أزمة الدواء وإغلاق الاحتلال لجميع المعابر
لا غذاء ولا ماء.. المجاعة تتفاقم في غزّة
- 1184
حذّر المكتب الإعلامي الحكومي، أمس، من اشتداد أزمات الغذاء والماء والدواء وتفاقم المجاعة والعطش بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية إدخال المساعدات والوقود إلى قطاع غزّة، وحمّلهم المسؤولية الكاملة عن كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المنكوب.
قال المكتب في بيان له، أن جيش الاحتلال يواصل إغلاق جميع المعابر والمنافذ المؤدية إلى قطاع غزّة منذ 24 يوما بدعم كامل وبمباركة وتأييد من الإدارة الأمريكية، مما يُنذر بتفاقم أزمات الغذاء والماء والدواء، وهو ما يعزّز فرص وقوع مجاعة حقيقية في قطاع غزّة الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية ينفذها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأمريكية.
وأضاف أنه قد مضى 24 يوما على احتلال معبر رفح البري من قبل جيش الاحتلال وإغلاقه معبر كرم أبو سالم، مما أدى إلى وقوع أزمات إنسانية مركبة بمنع 22 ألف جريح ومريض من السفر لتلقي العلاج خارج قطاع غزّة.
كما يمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإمدادات التموينية لقطاع غزّة الذي يعيش فيه قرابة 2.4 مليون إنسان من بينهم أكثر من 2 مليون نازح يعيشون على المساعدات بشكل أساسي ووحيد، وفي ظل فقدان ربع مليون رب أسرة لأعمالهم ووظائفهم بسبب حرب الإبادة الجماعية. وهو ما خلّف انعدام السيولة النقدية لديهم مما يعزّز فرص تعميق المجاعة بشكل واضح.
ويمنع الاحتلال أيضا إدخال الوقود وغاز الطهي والدواء ضمن سياسة الضغط على المدنيين والأطفال والنساء، وهي جريمة ضد الإنسانية، مما أدى إلى توقف أكثر من 98% من مخابز قطاع غزّة عن العمل بسبب انعدام غاز الطهي، وكذلك توقف أكثر من 700 بئرٍ للمياه عن العمل بسبب الاستهداف ومنع إدخال الوقود، مما يُعزز فرص تعميق المجاعة والعطش ضد المدنيين وخاصة ضد الأطفال والنساء.
وأكدت سلطات غزّة بأن "الصورة الأخلاقية والإنسانية للإدارة الأمريكية وللاحتلال، تهشمت بشكل واضح أمام كوارث التجويع والقتل والإبادة الجماعية، والتدمير الممنهج للأحياء السكنية وللبنى التحتية ولشبكات الماء والصرف الصحي والكهرباء ولكل قطاعات ومناحي الحياة في قطاع غزّة، حيث بدى ذلك واضحا بأنه مخطط له من قبل الاحتلال والأمريكان وبشكل ممنهج وبنية مبيّتة ومسبقة وبصورة يندى لها جبين البشرية والإنسانية".
وجددت إدانتها لاستمرار حرب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الاحتلال وتدعمها الإدارة الأمريكية، والمجازر المتواصلة ضد المدنيين النازحين ومراكز الإيواء، والتي كان آخرها استهداف مراكز إيواء بمخيم جباليا وبمحافظة رفح، كما دعت كل دول العالم الحر إلى إدانة هذه الجرائم ضد الإنسانية، وإدانة حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل.
وحذّرت بالمقابل المجتمع الدولي وكل دول العالم من تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل كارثي في قطاع غزّة، كما ونُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" والإدارة الأمريكية والدول المنخرطة في جريمة الإبادة الجماعية كامل المسؤولية عن النتائج الكارثية لهذه الحرب المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني والتي راح ضحيتها أكثر من 130 ألف ضحية من شهداء وجرحى ومفقودين ومعتقلين تم إخفاؤهم إخفاء قصريا.
ودعا المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة، المحكمة الجنائية الدولية وكل المحاكم الدولية الأخرى وكل القضاة الأحرار في العالم، إلى ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين والأمريكيان الذين قتلوا أكثر من 36 ألف إنسان في محرقة تاريخية لم يشهد العالم لها مثيلا. وطالب بتقديمهم إلى محكمة عادلة كمجرمي حرب ومحاسبتهم وإيقاع بحقهم أقسى العقوبات على هذه الجرائم الفظيعة.
مطلب بإعلان غزّة "منطقة منكوبة" جراء المجاعة والكارثة البيئية
دعا مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشو، إلى ضرورة إعلان قطاع غزّة "منطقة منكوبة" جراء المجاعة والكارثة البيئية التي يعيشها الفلسطينيون.
وحذّر الشوا، في تصريح صحفي أمس، من الكارثة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة على كافة المستويات نتيجة انتشار أكوام القمامة وقنوات الصرف الصحي بين خيام النازحين المتكدسة في ظل مواصلة الاحتلال الصهيوني حصاره المطبق على كافة مناطق القطاع.
وأوضح مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أن جيش الاحتلال يضرب بعرض الحائط كافة المواثيق والمعاهدات والمبادئ الإنسانية والأخلاقية باستهدافه للمدنيين الفلسطينيين وكل مقومات الحياة في غزّة، مطالبا المنظمات العالمية بسرعة تقديم المستلزمات الطبية بسبب نفاد الكثير من الأدوية.
وذكر أن طواقم الدفاع المدني والإسعاف تحاول جاهدة انتشال جثامين المدنيين الذين سقطوا تحت ركام منازلهم جراء العدوان الذي تواصل على مدار أشهر طويلة بعد أن ندد باستمرار القصف الصهيوني على مختلف مناطق قطاع غزّة.
بعد انسحاب الآليات الصهيونية.. اكتشاف أعداد كبيرة من جثث الشهداء
أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اكتشاف أعداد كبيرة من جثث الشهداء بعد انسحاب الآليات العسكرية الصهيونية من مناطق توغلت فيها شمال قطاع غزّة.
وأوضحت الجمعية في بيان لها، أمس، بأن طواقم الإنقاذ تواجه صعوبات في انتشال الشهداء وهي بحاجة إلى معدات بشكل عاجل لانتشال الجثث من تحت الأنقاض، محذّرة من أن تعثر عملية انتشال الجثث يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة في مناطق شمال غزّة.
من جهته أكد رئيس المكتب الإعلامي في غزّة، سلامة معروف، بأن الفيديوهات والصور التي خرجت من مخيم جباليا بعد انسحاب قوات جيش الاحتلال منه، تظهر بشاعة الفظائع والجرائم التي ارتكبتها في مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا وحجم الدمار والتخريب الذي ألحقته بمنازل المواطنين والمنشآت الخدماتية والمرافق العامة.
وقال إن ذلك يكشف مجددا فاشية وعنصرية وإرهاب هذا الاحتلال وتحلله الفاضح من أبسط مبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية وقواعد القانون الدولي والإنساني، ومخالفته للقرارات والأحكام الدولية سيما الصادرة عن محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.
وانسحبت قوات الاحتلال الصهيوني أمس، من شمال قطاع غزّة بعد عملية عسكرية استمرت 20 يوما خلّفت دمارا واسعا غير مسبوق خاصة في مخيم جباليا ومحيطه، حيث بدأ عشرات الآلاف من الفلسطينيين في العودة إلى مخيم جباليا ومحيطه مع ساعات الفجر الأولى لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.
بالتزامن مع ذلك حذّرت الأمم المتحدة، من أن تكثيف قوات الكيان الصهيوني عملياتها في قطاع غزّة يتسبب في إغلاق مرافق المساعدات في القطاع "واحدا تلو الأخر، وقالت في بيان لها إنه مع استمرار القصف الصهيوني على أنحاء قطاع غزّة، فقد حذّر العاملون في المجال الإنساني التابعون للأمم المتحدة، من أن تدفق المساعدات الحيوية المنقذة للحياة إلى القطاع قد تراجع بأكثر من الثلثين منذ كثف جيش الاحتلال حملته في رفح واستولي على ممر المساعدات الرئيسي إلى القطاع.
وأكد مكتب تنسيق المساعدات التابع للأمم المتحدة "أوتشا" أن المنشآت الإنسانية في رفح تضطر إلى الإغلاق الواحدة تلو الأخرى، وإن تدفق إمدادات المساعدات الإنسانية إلى غزّة، الذي يعتبر غير كاف بالفعل في تلبية الاحتياجات المتزايدة انخفض بنسبة 67 % منذ 7 ماي الماضي، وسط تقارير عن إغلاق المطابخ والعيادات والمستشفيات.