مساع روسية مكثفة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا

لافروف يستقبل بموسكو وفد المعارضة في الداخل

لافروف يستقبل بموسكو وفد المعارضة في الداخل
  • 901
استقبل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، بالعاصمة موسكو، وفدا عن المعارضة السورية في الداخل في إطار المحادثات التي شرعت فيها موسكو مع مختلف الأطراف السورية، على أمل التوصل إلى اتفاق بينها لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في هذا البلد منذ أكثر من أربعة سنوات. ويعد هذا رابع وفد سوري معارض يزور العاصمة الروسية في اقل من شهر، ضمن مساع دبلوماسية روسية لاحتواء مشكلة سياسية وأمنية خرجت عن إطارها الداخلي للتحول مع مرور الأعوام إلى أزمة دولية.
وكان خالد خوجة، زعيم ائتلاف المعارضة السورية في الخارج أول من زار موسكو بدعوة من الخارجية الروسية منتصف الشهر الماضي، ثم وفد لجنة ندوة القاهرة بقيادة المعارض هيثم مناع، وهو تحالف يضم أحزاب وأطياف المعارضة السورية في الخارج. وكان وفد المعارضة السورية المسموح بها في الداخل زار روسيا وقبله وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر. ووصل أمس، إلى موسكو أيضا حسن عبد العظيم، رئيس لجنة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي السوري الذي التقى بوزير الخارجية الروسي. وألقت السلطات الروسية بكل ثقلها الدبلوماسي من أجل إقناع مختلف أطراف الأزمة السورية على أمل التفاهم على أرضية توافقية بينها تكون بمثابة انطلاقة لمفاوضات شاملة مع الحكومة  السورية، تنهي حالة الاحتقان التي يعرفها المشهد السياسي مع كل مخاطر ذلك على وحدة هذا البلد الممزق بحرب أهلية خلّفت إلى حد الآن قرابة 250 ألف قتيل.
وقال سيرغي لافروف، أمس، إنها ليست المرة الأولى التي نلتقي فيها مع المعارضة السورية على اعتبار أن زيارات وفودها إلى موسكو أصبحت تقليدا في إشارة إلى الدعوات السابقة باتجاه هذه الوفود التي زارت موسكو منذ بداية العام الجاري، ضمن مهمة لإقناعها بمضمون مقاربة الحل الروسية. وقال حسن عبد العظيم، مثمّنا هذا الدور، حيث شكر السلطات الروسية على تنظيمها لقاء أمس، والعمل المعمّق الذي تقوم به من أجل عقده. ولم تحصر موسكو تحركاتها في إطار أطياف المعارضة السورية بمختلف توجهاتها ولكنها شملت أيضا دولا إقليمية مثل الأردن والسعودية وإيران.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، استقبل قبل أيام المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا مايكل راتني، الذي زار روسيا لبحث سبل التوصل إلى تسوية دولية للأزمة السورية بعد أن اقتنعت الإدارة الأمريكية أن بلوغ ذلك لن يتم أبدا عبر الحل العسكري الذي كانت روجت له في بدايات الأزمة، ولكنها ما لبثت أن تراجعت عنه بعد أن فشلت حتى في احتواء خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام الذي أخلط عليها حساباتها.