الكيان الصهيوني يكسر اتفاق وقف إطلاق النار بغارات خلفت 420 شهيد ومئات الجرحى

مجزرة في غزة.. استئناف الإبادة

مجزرة في غزة.. استئناف الإبادة
  • 148
ق. د ق. د

❊ قطر: العدوان تحد سافر للإرادة الدولية الداعمة للسلام

❊ غوتيريش: نطلب احترام وقف إطلاق النار وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية

❊ مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: مفزوعون من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر لشهرين

❊ اليونسف: الغارات الصهيونية على غزة انتكاسة جديدة على كافة المستويات 

❊ حماس: نتنياهو مسؤول بشكل كامل عن تداعيات العدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة

❊ الأونروا: الاحتلال الصهيوني يؤجّج الجحيم ويزيد من معاناة الفلسطينيين 

استأنف الاحتلال الصهيوني، فجر أمس، عدوانه الشامل على غزة بغارات عنيفة وواسعة النطاق على مناطق متفرّقة من القطاع، خلفت 420 شهيد ومئات المصابين معظمهم من النساء والأطفال والمسنين، حيث عاش القطاع في مشهد أشبه بالجحيم، واحدة من أكثر الليالي دموية منذ بداية العدوان بفعل شنّ قوات الاحتلال الصهيوني سلسلة غارات عنيفة هي الأبشع من نوعها منذ توقف القصف قبل نحو شهرين، وسط دمار هائل ومشاهد مأساوية تعيد إلى الأذهان الأيام الأولى للعدوان.

أفادت مصادر فلسطينية طبية ميدانية أنه بالإضافة إلى الشهداء والمصابين لا يزال أخرون تحت الأنقاض، مما يجعل حصيلة الشهداء مرشّحة للارتفاع، خلال الساعات القادمة حيث طال القصف، نحو 35 مكانا توزّعت بين منازل ومخيمات نزوح وخيام للمواطنين وشقق سكنية في عمارات ومساجد وأراض مفتوحة، في كافة مناطق قطاع غزة، مع تركيز القصف في المنطقة الوسطى للقطاع. وذكر الدفاع المدني في قطاع غزة في بيان مقتضب، أن صعوبات كبيرة تواجه طواقمه نتيجة استهداف طائرات الاحتلال أكثر من منطقة في نفس التوقيت بالقطاع.

بدورها حمّلت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس"، الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة بمواصلة العدوان وحرب الإبادة ضد المدنيين بقطاع غزة، وذكرت أن "المدعو نتنياهو مسؤول بشكل كامل عن تداعيات العدوان الصهيوني الغادر على قطاع غزة، وعلى المدنيين العزل من الشعب الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرض لحرب متوحشة وسياسة تجويع ممنهجة".وأضافت أن المدعو "نتنياهو يأخذ قرارا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وأنه يعرض الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة إلى مصير مجهول".

وأدانت حركة حماس انتهاكات الاحتلال الصهيوني لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة باستئناف العمليات العسكرية من جديد، مطالبة الوسطاء بتحميل المدعو "نتنياهو والاحتلال الصهيوني المسؤولية كاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه"، كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى أخذ قرار عاجل يلزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلزامه بالقرار 2735 الداعي لوقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة.بدوره قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة مهند هادي، اليوم الثلاثاء، إن سكان قطاع غزة تحمّلوا معاناة لا يمكن تخيّلها. وأوضح في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية، أن "ما يحدث في قطاع غزة أمر لا يمكن تصوّره، ويجب إعادة وقف إطلاق النار على الفور".

وأردف قائلا في هذا السياق أن إنهاء العدوان الصهيوني وتقديم المساعدات الإنسانية المستدامة، واستعادة الخدمات الأساسية وسبل عيش الناس، "هي السبيل الوحيد للمضي قدما"، وجاءت تصريحاته تعليقا على استئناف الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة اليوم. 

قطر تدين العدوان بأشد العبارات

عبّرت وزارة الخارجية القطرية عن إدانتها "بأشد العبارات" استئناف قوات الاحتلال غاراتها على قطاع غزة، وأكدت أن العدوان يعد "تحديا سافرا للإرادة الدولية الداعمة للسلام".وحذّرت الوزارة في بيان لها أمس من أن سياسات الاحتلال التصعيدية "ستقود في النهاية إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها".

وأكدت الحاجة الماسة إلى استئناف الحوار من أجل تنفيذ مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وصولا إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة. وقالت إن الأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة بلغت درجة غير مسبوقة في التاريخ، مما يستوجب تحرّك المجتمع الدولي عاجلا لتوفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني.

غوتيريش مصدوم من الغارات الصهيونية على غزة 

من جهتها عبرت الأمم المتحدة عن "الصدمة" و"الفزع" إزاء تجدّد الضربات الجوية الصهيونية على قطاع غزة، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد 419 فلسطيني، وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "يشعر بالصدمة حيال الضربات الجوية في غزة".

وفي مؤتمر صحفي بجنيف أضاف الناطق باسم غوتيريش، رولاندو غوميز أن "الأمين العام يناشد بقوة إلى احترام وقف إطلاق النار وإلى إعادة إفساح المجال للمساعدات الإنسانية من دون عراقيل وإطلاق سراح من تبقى من الرهائن بشكل غير مشروط".من ناحيته، عبر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن "الفزع" إزاء الغارات الجوية والقصف الصهيوني على غزة، وهو ما تقول السلطات الفلسطينية إنه أسفر عن مقتل المئات، مما أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس". 

وقال تورك "أشعر بالفزع إزاء الغارات الجوية والقصف على غزة الليلة الماضية، والذي أسفر عن مقتل المئات، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، هذا سيزيد مأساة إلى المأساة".

اليونيسف: الغارات الصهيونية على غزة انتكاسة جديدة 

أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، كاظم أبو خلف، أن الغارات الصهيونية على قطاع غزة تشكل انتكاسة جديدة على كافة المستويات، ولا سيما المجالين الإنساني والصحي.

وأوضح أبو خلف في تصريح للصحافة أن "العاملين في المجال الإنساني يجدون صعوبات بالغة في القيام بدورهم نتيجة الحصار والعدوان الصهيوني على القطاع"، مندّدا بسقوط عشرات الشهداء الأطفال خاصة منذ الساعات الأولى للقصف الصهيوني الغاشم على القطاع، محذرا في الوقت ذاته من عدم وجود أي مكان آمن للمدنيين في غزة.

ولفت إلى أن النظام الصحي والبنية التحتية في القطاع "متهالكة تماما" حيث تعمل 20 مستشفى بشكل جزئي من أصل 36 مستشفى، وأن أعداد الضحايا والجرحى تفوق ما يمكن للمستشفيات استيعابه. الأونروا: استئناف العدوان على غزة يؤدي للمزيد من اليأس والمعاناة

من جانبه، أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن استئناف العدوان الصهيوني على قطاع غزة لن يؤدي إلا لمزيد من اليأس والمعاناة لأهالي القطاع، مشيرا في منشور على حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن تأجيج "الجحيم على الأرض" من خلال استئناف الحرب لن يؤدي إلا المزيد من اليأس والمعاناة.ولفت السيد لازاريني إلى المشاهد المروعة للمدنيين الفلسطينيين الذين استشهدوا، من بينهم أطفال، في أعقاب موجات القصف العنيف التي شنّها الاحتلال الصهيوني.


 المرصد الأورومتوسطي لحقوق الانسان

صمت المجتمع الدولي منح الاحتلال الصهيوني تفويضا لتصعيد الإبادة

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أمس، أن صمت المجتمع الدولي على الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني على مدار الثمانية عشر شهرا الماضية في قطاع غزة لم يكن مجرد فشل مشين، بل تفويض فعلي له لمواصلة مجازره وتصعيد جريمة الإبادة الجماعية عبر العودة إلى القتل الواسع النطاق للفلسطينيين.

وحذر المرصد، في بيان صحفي، أمس، من أنه، بغض النظر عن الذرائع التي يروج لها الكيان الصهيوني، "فإن الأنماط المنهجية للقتل الجماعي، والتجويع القسري المتواصل، والحرمان المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء، والتدمير الشامل للبنية التحتية في غزة، لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف"، منبها أن هذه الأفعال تشكل "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتعد أفعال إبادة جماعية وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها".

وأكد أن محاولات تبرير هذه الجرائم ، ليست سوى تضليل مكشوف للتغطية على جريمة الإبادة الجماعية. غير أن هذه "التبريرات لا تغير الواقع القانوني، إذ تنفذ هذه الأفعال بنية واضحة للقضاء على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة". كما حذر المرصد المجتمع الدولي من "التعاطي مع هذه التبريرات بأي شكل"، داعية إياه إلى "اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المسؤولين ومنع استمرار هذه الجريمة ضد سكان قطاع غزة".

وذكر المرصد الأورومتوسطي، أنه وثق شن جيش الاحتلال في الساعات الأولى من صباح مئات الغارات الجوية على مختلف محافظات القطاع الخمس، استهدفت معظمها منازل مدنية مأهولة ومراكز لإيواء النازحين وخياما للنازحين، ما أسفر عن استشهاد أزيد من 420 شخصا، من بينهم نحو 150 طفلا وعدد كبير من النساء، إلى جانب إصابة مئات آخرين.

وأشار إلى أن الغارات الجوية كانت متتالية ومتزامنة، واستمرت على هذا النسق العنيف لنحو خمس ساعات (من الثانية صباحا وحتى السابعة صباحا)، "ما يعني استشهاد شخص كل دقيقة في هذه المدة خلال اليوم في قطاع غزة".

ولفت المرصد إلى أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني اليوم جاءت بعد أكثر من أسبوعين على إغلاقه المعابر مع قطاع غزة، ومنع دخول جميع أشكال السلع الأساسية والمساعدات الغذائية، بما فيها تلك المنقذة للحياة، إلى جانب الوقود والمستلزمات الطبية الأساسية، "ما ترك جميع القطاعات الخدمية والحيوية في حالة من الانهيار، على النحو الذي سيعقد من جهود الاستجابة الإنسانية، لا سيما تقديم خدمات الرعاية الطبية".


استشهاد "أبو حمزة" المتحدث باسم سرايا القدس

نعت حركة الجهاد الإسلامي الناطق باسم سرايا القدس الشهيد "أبو حمزة"، الذي اغتاله جيش الاحتلال الصهيوني خلال القصف على غزة.

وأكدت الحركة أن اغتيال ناجي أبو سيف "لن يثنينا عن مواصلة الدفاع عن شعبنا وحقوقه، بل سيزيدنا إصرارا على المقاومة، "ونقلت وكالة رويترز عن مصادر من الحركة أن ناجي أبو سيف المعروف بأبو حمزة استشهد مع زوجته وعدد من أفراد عائلته في غارة جوية استهدفت منزله وسط قطاع غزة.وفي وقت سابق، نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عددا من قادة العمل الحكومي في القطاع، إثر استئناف الكيان الصهيوني عملياته العسكرية بعد مرور 85 يوما على اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة. 


مؤسسة "الضمير لحقوق الإنسان"

انتهاكات خطيرة بحقّ المعتقلين الفلسطينيين في سجون الكيان الصهيوني

كشفت مؤسّسة "الضمير لحقوق الإنسان" عن انتهاكات خطيرة بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، مؤكدة أن هذه الممارسات والإجراءات بحقهم  تندرج  في إطار سياسة ممنهجة، تعبّر عن نهج رسمي من الكيان الصهيوني.أوضحت المؤسّسة في بيان لها، أنها زارت سجن "عوفر المعسكر" للمرة السادسة على التوالي منذ السابع من أكتوبر 2023، وذلك  في إطار جهودها المستمرة لمتابعة أوضاع المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني، حيث التقت بعدد من المعتقلين الفلسطينيين للوقوف على ظروف احتجازهم والاطمئنان على صحتهم.

ووثقت خلال الزيارة شهادات حيّة من المعتقلين، أكدت فيها استمرار ممارسات سوء المعاملة والسلوكات اللاإنسانية التي تنتهجها قوات الاحتلال ومصلحة السجون الصهيونية بحقهم، حيث أفاد المعتقلون بأنهم يتعرضون للمعاملة القاسية والضرب المبرح والإهمال الطبي المتعمّد، والعزل الانفرادي، والحرمان من أبسط الحقوق الإنسانية، والحرمان من تقديم وجبات طعام كافية، وتقديم وجبات رديئة خلال شهر رمضان المبارك، وعدم تقديم العلاج الطبي اللازم لمصابي مرض الجرب (السكايبوس).

في هذا السياق، أكدت "مؤسّسة الضمير لحقوق الإنسان"، أن هذه الممارسات والإجراءات بحق المعتقلين الفلسطينيين التي تعبر عن نهج رسمي من الكيان الصهيوني، تستدعي تحرّكا فوريا وجادا من كافة الجهات المعنية، داعية إلى تصعيد الجهود القانونية والدبلوماسية لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المعتقلين. وأضافت ذات المؤسّسة أنها سوف تبذل كل الجهود للمتابعة القانونية وفضح الانتهاكات على المستويين المحلي والدولي. 

 وحملت الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن سلامة المعتقلين الفلسطينيين، وطالبته بوقف جميع ممارسات التعذيب وسوء المعاملة فورا.كما دعت المجتمع الدولي ومؤسّسات حقوق الإنسان الدولية إلى التدخل العاجل والضغط على سلطات الاحتلال لضمان التزامها بالقوانين الدولية، وتوفير الحماية للمعتقلين الفلسطينيين. وطالبت أيضا اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتكثيف زياراتها إلى السجون الصهيونية وتوثيق الانتهاكات، مع العمل على رفع هذه القضايا إلى المحافل الدولية.