الجزائر ترافع من أجل رفع الظلم التاريخي عن القارة.. مقرمان:
مجلس الأمن يحتاج إلى حكمة الصوت الإفريقي
- 1245
أكدت الجزائر التزامها بأن تكون صوتا صادقا في خدمة مصالح إفريقيا وتطلعاتها، وأنها ستظل وفيّة بالتزاماتها وحريصة على الدفع باتجاه تصحيح الظلم التاريخي الذي تعرضت له القارة الإفريقية فيما يتعلق بمسألة التمثيل الإقليمي غير العادل في مجلس الأمن.
قال الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، لوناس مقرمان، خلال النقاش المفتوح رفيع المستوى لمجلس الأمن حول "تصحيح الظلم التاريخي ضد إفريقيا بفعل غياب التمثيل الفعّال لها في مجلس الأمن"، إن الجزائر ستواصل بنفس الروح والعزيمة بذل أقصى جهدها للحفاظ على مصداقية هذه الهيئة الأممية، وضمان فعاليتها وقدرتها على الاستجابة السريعة لمواجهة التهديدات المتزايدة للسلم والأمن الدوليين.
وأوضح مقرمان أن، الاجتماع "يعقد في سياق دولي وإقليمي مثقل بالتحديات والمخاطر التي تهدد السلام والأمن الدوليين"، يتسم بتجدد حالة الاستقطاب بين القوى العالمية، وتآكل هيبة القانون الدولي وعودة أسلوب الانتقائية في تحديد الأولويات الأممية، والازدواجية في المعايير وتصاعد خيار اللجوء لاستعمال القوة كوسيلة لحل الخلافات.
وأعرب بالمناسبة عن "قناعة الجزائر بحاجة مجلس الأمن اليوم للصوت الإفريقي، صوت الحكمة وصوت الالتزام وصوت المسؤولية"، مذكّرا بالموقف الإفريقي الذي يرتكز على المبادئ التي تم تحديدها في "توافق إيزلويني" و«إعلان سرت" اللذين يعتبران الإطار المرجعي الأساسي والوحيد.
كما أشار إلى "أن ذلك يحدث في ظل الأزمة الحادة التي ألمت بمنظومة الأمن الجماعي، ووسط الشلل شبه التام الذي يطال مجلس الأمن الأممي، وإخفاقاته المتكررة في وضع حد أو حتى كبح سياسات الأمر الواقع والإجراءات أحادية الجانب، وتغليب مصلحة القوي على الضعيف وتوفير الحماية والغطاء السياسي لتصرفات الظالم المشينة على حساب حقوق المظلوم المشروعة".
وبعد أن أكد على ضرورة مواصلة العمل وتنسيق الجهود لدفع الدول الإفريقية التي تعيش اضطرابات مرحلية، إلى العودة إلى المسار السياسي السليم، وإلى تغليب لغة الحوار والحلول التوافقية التي لا تقصي أحدا، ذكر الأمين العام للوزارة، بالمعاناة المستمرة التي يعيشها شعب إقليم الصحراء الغربية المستعمَر منذ أكثر من خمسين عاما. وذكر أن هذا الشعب ينتظر بصبر اعتراف المجتمع الدولي، بحقه الثابت وغير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإنهاء استغلال موارده الطبيعية بشكل غير قانوني، ووقف ممارسات الاحتلال التي تنتهك حقوقه المشروعة، علاوة على تطلعه إلى تفعيل قرارات مجلس الأمن بشأن هذه القضية المطروحة على أجندته، وإلى اتخاذه خطوات ملموسة وهادفة لدفع عملية التسوية في إطار العقيدة الراسخة للأمم المتحدة في مجال تصفية الاستعمار ووفقًا للمعايير المتفق عليها التي حددها مجلس الأمن الأممي.
كما تطرق إلى معاناة الشعب الفلسطيني التي وصفها بالمأساة الحقيقية التي تتفاقم يوماً بعد يوم، وحرب الإبادة التي تشنها سلطة الاحتلال على الأبرياء منذ أكثر من 10 أشهر على التوالي، بسبب عجز مجلس الأمن عن ردع المحتل الإسرائيلي عن جرائمه وكَفِّ انتهاكاته لقواعد القانون الدولي، التي بات الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي لا يعبأ بها، ولا يحسب أدنى حساب لما تقره ويضرب عرض الحائط بكل ما تفرضه من التزامات.
وعليه يرى مقرمان، أن جل هذه التطورات قد أعادت إلى واجهة النقاش الدولي موضوعَ إصلاح مجلس الأمن، وتفرض على المجموعة الدولية ضرورة إحاطة هذا الملف بالعناية اللازمة، مضيفا أن هذا الأمر يزيد من قناعتنا بحاجة المجلس اليوم للصوت الإفريقي، صوت الحكمة وصوت الالتزام وصوت المسؤولية.