بعد تأكيد زيارة بان كي مون إلى الصحراء الغربية
محمد السادس اليوم في باريس لطلب نجدة هولاند
- 1248
يصل اليوم إلى العاصمة الفرنسية، باريس العاهل المغربي محمد السادس في زيارة رسمية يجري خلالها محادثات مع الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند. وإذا كانت السلطات المغربية لم يسبق أن أدرجت هذه الزيارة في أجندة القصر الملكي الدولية إلا في اليومين الأخيرين، إلا أن توقيتها يدفع إلى القول إنها على علاقة مع قرار مجلس الأمن الدولي الأربعاء الماضي، القاضي بإعطاء الضوء الأخضر للأمين العام الأممي، بان كي مون للقيام بزيارة رسمية إلى المنطقة المغاربية، تشمل إقليم الصحراء الغربية المحتل. وذكر القصر الملكي في بيان أصدره، أن الملك سيقوم بزيارة "عمل وصداقة إلى فرنسا يجري خلالها محادثات في قصر الاليزيه" قبل تدشين المركز الثقافي المغربي بمعهد العالم العربي.
والمؤكد أن هذا التدشين ما هو سوى مجرد غطاء على الخلفيات الحقيقية للزيارة التي تأتي ثلاثة أشهر قبل زيارة مفاجئة قام بها الملك محمد السادس إلى باريس بذريعة تقديم التعازي للرئيس والشعب الفرنسي بعد تفجيرات الجمعة الأسود في الثالث عشر نوفمبر الماضي وخلفت مقتل 130 فرنسيا. فقد تزامنت زيارة نوفمبر وزيارة اليوم مع تحركات دبلوماسية دولية على مستوى الأمم المتحدة ضمن مساعي لحلحلة الوضع "الجامد" في الصحراء الغربية. فقد جاءت زيارة شهر نوفمبر بعد تصريحات الأمين العام الأممي الذي طالب الجانبين الصحراوي والمغربي بالعودة إلى طاولة المفاوضات بعد أن حذر من قنبلة موقوتة في الصحراء الغربية، بينما جاءت زيارة اليوم مع قرار الهيئة الأممية بتنظيم هذه الزيارة التي ينتظرها الشعب الصحراوي.
وبعلاقة متعدية، فإن الملك راح يستنجد بصديقه الرئيس، عله يجد له مخرجا أمام إصرار بان كي مون القيام بزيارة إلى الصحراء الغربية والتي تعطلت منذ سنة 2014 بسبب رفض المغرب إتمامها. وكشفت زيارة الملك المغربي الأسبوع الماضي إلى مدينة الداخلة وتنظيمه لمنتدى "كرانس مونتانا" الاقتصادي فيها الشهر القادم حقيقة الارتباك المتزايد التي وجد فيها الملك المغربي نفسه بعد إصرار الأمم المتحدة على تنظيم زيارة مون إلى العيون المحتلة، وإخراج النزاع في الصحراء الغربية من حالة الجمود التي أصابته منذ 1991، تاريخ إقرار الأمم المتحدة لمسار تقرير مصير الشعب الصحراوي وبتزكية مغربية. كما أن الملك المغربي يكون قد استشعر بعض التراخي في موقف فرنسا حليفته في قضية يعدها إحدى مقدسات مملكته، مما جعله يضطر للقيام بهذه الزيارة للاستفسار عن حقيقة الموقف الفرنسي من مصدره. ولا يستبعد أن تكون فرنسا قبلت على مضض هذه المرة بالإذعان لإرادة الدول الأعضاء في مجلس الأمن بتنظيم هذه الزيارة والعمل بعدها على الوقوف في وجه كل لائحة تدين المغرب أو تحث على تنظيم استفتاء تقرير المصير.
كما أن الملك المغربي طار على جناح السرعة إلى باريس من أجل إقناع فرنسا بالضغط من أجل تأجيل زيارة بان كي مون إلى ما بعد نهاية شهر أفريل القادم الذي عادة ما يتم خلاله عرض ملف الصحراء الغربية على مجلس الأمن الدولي من أجل تمديد عهدة بعثة "مينورسو" عاما إضافيا. ويدرك الملك محمد السادس أنه في حال اقترنت خلاصة ما سيشاهده مون خلال زيارته إلى الصحراء الغربية وتقرير مبعوثه الشخصي، كريستوفر روس الذي لم يتمكن إلى حد الآن من زيارة الإقليم المحتل، فإن الصورة ستكون قاتمة السواد على مخزن فقد كل أوراقه بما فيها سعيه لفرض خيار الحكم الذاتي الذي سقطت فكرته في الماء بعد أن رفضته المجموعة الدولية لاستحالة تطبيقه على شعب يرفض البقاء تحت سلطة جلالته.