أفرج عنه بعد 7 أشهر من الاعتقال دون أي تهمة
مدير مجمّع "الشفاء الطبي" بغزّة يفضح الاحتلال
- 1163
أطلق الاحتلال الصهيوني، أمس، سراح مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، الطبيب محمد أبو سلمية، بعد سبعة أشهر من اعتقاله في سجونه دون توجيه له أي تهمة باستثناء أنه فلسطيني لم يتخل عن واجبه في خدمة أبناء شعبه في أحلك محنة يمرون بها.
خرج أبو سلمية، من المعتقل رفقة 56 أسيرا آخر تم الإفراج عنهم بعد اكتظاظ معتقلات الاحتلال بالأسرى الفلسطينيين الذين يتم اعتقالهم عشوائيا وبطريقة جنونية منذ السابع أكتوبر الماضي، ويتعرضون لأبشع وأسوء المعاملات والانتهاكات التي تحط بالكرامة الإنسانية.
فصورة أبو سلمية، بذلك الجسد النحيل وتلك الملامح المرهقة التي جعلته يبدو أكبر من سنّه بعدة سنوات، ومن كان معه من الأسرى من الإطارات الطبية الذين أسعفهم الحظ لعناق الحرية بعد أشهر من الاعتقال في غياهيب السجون الصهيونية، قدمت دليلا إضافيا على الخروقات الفظيعة التي يمارسها هذا الاحتلال الدموي في حق هذه الفئة من أبناء الشعب الفلسطيني المحرومة من أدنى الحقوق البديهية التي تكفلها كل الشرائع الدنياوية والدينية.
وروى أبو سلمية، في تصريحات صحفية أدلى بها من أمام مستشفى "ناصر" الطبي بغزة، ما تعرض له رفقة باقي الأسرى من ممارسات تعذيب وإهانات جسدية ونقص في الطعام وتعذيب في سجون الاحتلال، جعلته يؤكد على "ضرورة أن يكون هناك كلمة حاسمة للمجتمع الدولي لإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين" بعدما أكد أن "الاحتلال أثبت مدى إجرامه بالتعامل مع الأسرى والطواقم الطبية الفلسطينية واستهدف كل الفئات في غزة". وقال بأن "الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني يمرون بوضع مأساوي لم يمر على تاريخ الشعب الفلسطيني منذ عام نكبة 1948".
وأكد في شهادته بأنه لم تكن هناك لائحة اتهام ضده واعتقاله كان بسبب سياسي بحت، بدليل أنه في كل مرة كان يعرض فيها للمحاكمة لم توجه له أي تهمة وتكتفي المحكمة بالقول إنه سيبقى رهن الحبس لإشعار آخر. وأوضح بأن الإفراج عنه جاء وفق إجراءات ممنهجة بعدما لم يجد الاحتلال أي شيء في المجمع الذي سعى يائسا للترويج على أنه قاعدة عسكرية تستخدمها المقاومة الفلسطينية. وقال "سمعت أن مجمع الشفاء تعرض لدمار كبير، ونَعِدكم بأننا سنقوم ببنائه ليكون صرحا طبيا يخدم كل فلسطين بمساعدة الجميع خلال أشهر قليلة".
وأثار إطلاق سلطات الاحتلال سراح أبو سلمية ضجة واسعة في إسرائيل وتبادل للاتهامات بين كبار مسؤوليها ومؤسساتها وسط مطالبات بإقالة المسؤول عن اتخاذ القرار.
وأمام السجال الواسع في اسرائيل بشأن قرار الإفراج عن أبو سلمية، سارع مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى القول إن الأخير أمر بفتح تحقيق فوري في الموضوع، مشيرا إلى أن القرار جاء بعد مناقشات في المحكمة العليا بشأن التماس ضد احتجاز السجناء في سجن "مركز سدي تيمان" جنوب إسرائيل.
حماس: حالة الأسرى وشهاداتهم تؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال
ولأن اسرائيل تقدم في كل مرة دليلا ضدها يثبت انتهاكاتها وخروقاتها الفظيعة لحقوق الإنسان، فقد أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحالة التي ظهر عليها الأسرى الذين أفرج عنهم أمس، جيش الاحتلال وما يبدو عليهم من علامات الهُزال والإنهاك الجسدي والنفسي وآثار التعذيب الواضحة وما أدلَوا به من شهادات مُروعة حول الأوضاع المأساوية التي يعيشها المختطفون من قطاع غزة داخل معتقلات الاحتلال، وبينهم أطباء ومُسنّون ومرضى وجرحى يتعرضون لأبشع الممارسات والجرائم من تعذيب وتجويع وإهانات، يؤكد السلوك الإجرامي لحكومة الاحتلال الفاشية المتحدية لكافة القوانين الإنسانية والتي ترتكب يوميا جرائم حرب موصوفة دون أن تجد أي رادع.
وقالت إن هذه الجرائم المستمرة، بحق المدنيين العزّل في قطاع غزة، والتي تجاوزت كل حد وما يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال والمعتقلون في مراكز اعتقال جيشه الإرهابي، تتم بقرار من حكومة الاحتلال ضمن سياستها الفاشية باستهداف شعبنا الفلسطيني وإبادته، بغطاء كامل من الإدارة الأمريكية المتواطئة مع انتهاكاتٍ فاضحة للقوانين الدولية، تتم على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
وعلى إثر ذلك طالبت "حماس" المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، بالعمل الفوري على وقف هذه المجزرة التي تنفذها حكومة الاحتلال النازية وضرورة حماية الأسرى والمعتقلين والمدنيين في مناطق الصراع. كما دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى ضرورة التحرك وكشف مصير آلاف المعتقلين الفلسطينيين الذين اختطفهم جيش الاحتلال من قطاع غزة ويعمل على إخفائهم قسرا في ظروف لا إنسانية.
لليوم الخامس على التوالي.. الاحتلال الصهيوني يواصل قصف حي الشجاعية بغزّة
واصل الاحتلال الصهيوني أمس، ولليوم الخامس على التوالي عدوانه العنيف على حي الشجاعية في شرق مدينة غزة مما دفع عشرات آلاف المدنيين إلى النزوح القسري مجددا من هذه المنطقة المنكوبة.
أفادت تقارير إعلامية بأن غارات جوية وقصفا مدفعيا عنيفا استهدف شرقي الشجاعية والتفاح بمدينة غزة، تسبب في استشهاد أكثر من 70 فلسطينيا وإصابة المئات خلال عملية التوغل المستمرة في حي الشجاعة المحاصر من قبل الدبابات الاحتلال والذي ترافق مع منع الطواقم الطبية من انتشال العشرات الشهداء والجرحى من تحت أنقاض المنازل والبنايات السكنية التي يواصل الاحتلال قصفها في الحي.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 55 ألف فلسطيني من أطفال ونساء في الحي أصحبوا من دون مأوى ويعيشون ظروفا قاسية.
من جهة أخرى، تسبب القصف المدفعي الصهيوني على خان يونس جنوب القطاع في استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات. كما استشهد ستة فلسطينيين آخرين في غارة جوية صهيونية فجر امس استهدفت منزلا في رفح في أقصى الجنوب.
وتواصل القصف الصهيوني الهمجي على قطاع غزة في ظل تصاعد الأصوات الدولية والأممية المحذرة من الكوارث المتعددة التي سببها هذا العدوان المستمر منذ تسعة أشهر والذي أودى حتى الساعة بحياة ما لا يقل عن 38 ألف شهيد غالبتهم أطفال ونساء.
وفي هذا السياق، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أن 32 مستشفى من أصل 36 في القطاع تضررت منذ السابع من أكتوبر، وأصبح 20 منها خارج الخدمة مما يعمق من مآسي الغزيين المحرومين من أدنى متطلبات الحياة من دواء وعلاج وطعام وماء ..الخ.
ونفس التحذير أطلقته وزارة الصحة الفلسطينية، من توقف ما تبقى من المستشفيات والمراكز الصحية ومحطات الأكسجين خلال 48 ساعة عن العمل، نتيجة نفاد الوقود اللازم لعمل المولدات بالرغم من الإجراءات القاسية والتقشفية التي اتخذتها الوزارة للحفاظ على ما تبقى من كميات الوقود لأطول فترة ممكنة في ظل عدم توريد الكميات اللازمة للتشغيل". وجددت مناشدتها كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية بضرورة سرعة التدخل لإدخال الوقود اللازم، بالإضافة إلى المولدات الكهربائية وقطع الغيار اللازمة للصيانة.