الأمم المتحدة تدعو إلى تحقيق سريع ومستقل في الانتهاكات المرتكبة
مدينة الفاشر تحت خطر داهم
- 323
ق. د
أعربت منظمة أطباء بلا حدود، أمس، عن مخاوفها من أن عددا كبيرا من الناس لا يزالون "في خطر داهم" في مدينة الفاشر السودانية، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع شبه العسكرية بما أثار قلق الأمم المتحدة من تأزم الوضع المأساوي وتفاقمه أكثر فأكثر. وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على الفاشر في 26 أكتوبر الجاري، بعد حصار دام 18 شهرا. ومنذ ذلك الحين، فر آلاف المدنيين من المدينة الواقعة في غرب السودان، حيث تتزايد التقارير عن أعمال عنف مميتة ضد المدنيين.
وفي بيان لها أدانت منظمة أطباء بلا حدود "الفظائع الجماعية والمجازر المروعة التي ارتكبت عشوائيا ضد جماعات عرقية مستهدفة" هذا الأسبوع في الفاشر والمناطق المحيطة بها. وتخشى المنظمة غير الحكومية، من أن عددا كبيرا من الناس لا يزالون "في خطر داهم" وأن قوات الدعم السريع "تمنعهم من الوصول إلى مناطق أكثر أمانا" مثل بلدة طويلة القريبة، حيث استعدت فرق أطباء بلا حدود للتعامل مع تدفق هائل من النازحين والجرحى.
لكن وأمام العدد المنخفض للذين وصلوا إلى بلدة طويلة، تساءل رئيس عمليات الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود، ميشيل أوليفييه لاشاريتيه، "أين جميع المفقودين الذين نجوا من أشهر المجاعة والعنف في الفاشر؟"، مضيفا "بناء على ما يخبرنا به المرضى، فإن الإجابة الأكثر ترجيحا وإن كانت مرعبة هي أنهم يقتلون ويحتجزون ويطاردون عند محاولتهم الفرار".
من جانبها أعربت "شبكة أطباء السودان" عن "قلقها البالغ إزاء تزايد حركة النزوح من مدينة الفاشر"، حيث وصل خلال الساعات الماضية، 642 نازح إلى منطقة الدبة في الولاية الشمالية، وقالت في بيان أمس، إن فرقها الميدانية لاحظت أن النازحين يعيشون أوضاعا إنسانية قاسية في ظل انعدام المأوى ونقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب وغياب الخدمات الصحية الأساسية، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن.
وأشار البيان إلى أن "هذه الأسر الفارة من ويلات الحرب لجأت إلى الولاية الشمالية بحثا عن الأمان، إلا أنها تواجه الآن تحديات معيشية خطيرة تفوق قدرة المجتمعات المستضيفة على الاستجابة لها، مع توقعات بأن يتضاعف عدد الوافدين بشكل كبير خلال الأيام القادمة نتيجة استمرار تدهور الأوضاع في دارفور". من جانبها، دعت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إلى تحقيقات مستقلّة وسريعة وشفّافة وشاملة بشأن ما حدث في مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور بالسودان من انتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
وأكدت أنها تلقت روايات مروّعة عن عمليات إعدام بإجراءات موجزة وقتل جماعي واغتصاب وهجمات على العاملين في المجال الإنساني، ونهب واختطاف وتهجير قسري في سياق توغل قوات الدعم السريع بالمدينة. وقال المتحدث باسم المفوضية، سيف ماغانغو، في حديثه للصحفيين في جنيف، إن الاتصالات مقطوعة والوضع على الأرض فوضوي "مما يجعل من الصعب الحصول على معلومات مباشرة من داخل المدينة".
وأضاف أن عدد القتلى من المدنيين خلال هجوم قوات الدعم السريع على المدينة وطرق خروجها وكذلك في الأيام التي تلت الاستيلاء عليها قد يصل إلى المئات، لافتا بحسب التقارير، إلى مقتل مرضى وجرحى داخل المستشفى السعودي للولادة وفي مبان مختلفة تقع في حيي الدرجة الأولى والمطار والتي كانت تستخدم مؤقتا كمراكز طبية.
وأكد ماغانغو، أن المفوضية وثّقت عمليات قتل واعتداء على العاملين في المجال الإنساني والمتطوعين المحليين الذين يدعمون المجتمعات الضعيفة، مشيرا إلى أن قوات الدعم السريع تحتجز ثلاثة أطباء في الفاشر. ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن حوالي 36 ألف مدني فروا منذ الأحد الماضي، من الفاشر بسبب المعارك الذي اشتعلت بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وتوجه كثير منهم إلى مدينة طويلة التي كانت تؤوي في الأساس نحو 650 ألف نازح.