طالبوها بتحديد الطرف المعرقل لمسار التسوية
مسؤولون صحراويون يحمّلون الأمم المتحدة مسؤولية إطالة النزاع
- 893
حمّل مسؤولون صحراويون الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية استمرار النزاع في الصحراء الغربية بسبب تقاعسهما في الإيفاء بالتزاماتها إزاء تسوية القضية الصحراوية باعتبارها آخر قضية تصفية استعمار في القارة الإفريقية، بما فسح المجال أمام المغرب لعرقلة كل مسعى لاحتواء النزاع بهدف الإبقاء على حالة الجمود السياسي التي تخدم مصالحه.
وأكد وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، محمد ولد السالك، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، أمس، أن المغرب نكث بالتزاماته الموقعة مع جبهة البوليزاريو ما جعلها تنهار بسبب عدم تحمّله مسؤوليته وتقاعس مجلس الأمن للأمم المتحدة بل حتى تواطؤ بعض أعضائه الدائمين" الذين يعرقلون استقلال الصحراء الغربية منذ سنة 1975. وتطرق ولد السالك لأزمة الهجرة التي افتعلها المغرب مؤخرا على السواحل الاسبانية كرد فعل انتقامي من مدريد على استقبالها للرئيس الصحراوي للعلاج، وقال إن، المغرب تمادى في استخدام مواطنيه، بما فيهم الأطفال الصغار كوقود للمدافع"، وكانت النتيجة صعبة بالنسبة للمملكة، بعد أن حطم البرلمان الأوروبي كل أمل مغربي في رؤية أوروبا تسير على خطى الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب".
واعتبر أن "الحقيقة من كل هذا أن المغرب كان يبحث عن ذريعة لتفجير الأزمة لتبرير استخدام الضغط والابتزاز بكل أنواعه من أجل الحصول على تنازل كبير وهو الاعتراف بسيادة مغربية مزعومة على الصحراء الغربية". ومن جهته، طالب السفير الصحراوي بالجزائر، عبد القادر طالب عمر في تصريح لموقع "الساحل الإفريقي" الأمم المتحدة بتحديد الطرف المعرقل لمسعى تعيين مبعوث أممي جديد إلى الصحراء الغربية لفضحه أمام الراي العام الدولي.
وأوضح طالب عمر أن جبهة البوليزاريو وافقت نهاية شهر، أفريل الماضي، على تعيين الدبلوماسي الإيطالي ذي الأصول السويدية، ستافان دي ميستورا مبعوثا أمميا للصحراء الغربية ولكن المغرب رفضه وبذلك يكون المخزن قد رفض لحد الساعة 10 مقترحات من أصل 12 مقترحا في حين تحفظت جبهة البوليزاريو على اسمين فقط بما يؤكد انه الطرف المعرقل لهذا المسعى. وهو ما جعله يحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مسؤولية التماطل في تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وأشاد الدبلوماسي الصحراوي بـ"التصريحات القوية" للفريق السعيد شنقريحة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي حول القضية الصحراوية خلال مؤتمر الأمن الدولي بجمهورية روسيا، والتي أكد خلالها على "ضرورة أن تتولى الأمم المتحدة مسؤوليتها في حل هذا النزاع الذي طال أمده".
وقال طالب عمر إن أهمية تصريحات الفريق شنقريحة تكمن في أنها جاءت في أكبر تجمع للأمن في العالم "لتفضح تهور النظام المغربي بعد خرقه السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في 13 نوفمبر الماضي وما يهدد المنطقة برمتها خاصة وأن الجمهورية العربية الصحراوية عامل توازن بالمنطقة وما يحدث يهدد السلم والأمن الدوليين". بالتزامن مع ذلك أكدت ممثلة جبهة البوليزاريو في ألمانيا، نجاة حندي، أن النظام المغربي يعيش عزلة دولية بعد فشله في فرض منطقه على العالم وابتزاز دول أوروبية في مسعى لحملها على دعم أطروحاته الواهية في "مغربية" الصحراء الغربية.
وقالت المسؤولة الصحراوية في حوار مع موقع "ساحل إفريقيا"، أن الأزمات التي خلقها وزير خارجية المملكة المغربية، ناصر بوريطة، هي "أكبر هدية للقضية الصحراوية والشعب الصحراوي" بداية من "فضيحته في الاتحاد الإفريقي ثم فشله في منع جبهة البوليزاريو من حضور اجتماعات الاتحاد وتسويقه للتطبيع الذي كان يعتبره أكبر إنجاز دبلوماسي إلى افتعال أزمات مع ألمانيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي وحتى جنوب إفريقيا مؤخرا". وأمام استمرار التماطل المغربي، طالب الخبير في شؤون الشرق الأوسط بالمجلس الأوروبي، هوغ لوفات، المجتمع الدولي بالضغط على المغرب من أجل عملية سلام هادفة في الصحراء الغربية تفي الشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير.
ودعا الاتحاد الأوروبي، لتصحيح علاقاته التجارية مع المملكة المغربية للتأكد من أنه غير متواطئ في الوضع غير القانوني. كما طالبه بـ”استبعاد الصحراء الغربية من النطاق الشامل لاتفاقياته الثنائية مع المغرب بما في ذلك التعريفات التجارية التفضيلية وترتيبات صيد الأسماك"، مقترحا بالمقابل انتهاج طريق يقوم على مفهوم الشراكة الحرة ينطلق من الاعتراف بسيادة الشعب الصحراوي على الصحراء الغربية وضرورة ضمان حقوقه غير القابلة للتصرف.