جيش الاحتلال يصدر مزيدا من أوامر الإخلاء وسط قطاع غزة

مستشفى "شهداء الأقصى" تحت نيران الكيان الصهيوني

مستشفى "شهداء الأقصى" تحت نيران الكيان الصهيوني
  • 1311
 ص. محمديوة ص. محمديوة

يدفعون كراسي متحركة وأسرة عليها مرضى وأخرون يحملون أقاربهم الجرحى بين أياديهم وعلى اكتافهم.. هو المشهد المأساوي الغالب أمس، على عشرات الفلسطينيين من جرحى ومرضى وعائلات اضطروا مرغمين لا مخيرين لإخلاء مستشفى "شهداء الأقصى" بدير البلح وسط قطاع غزة تحت تهديد نيران آلة الحرب الصهيونية التي لا ترحم أحدا في هذا الجزء المنكوب من الاراضي المحتلة.
عبر رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف النقالة ووسائل التوصل الاجتماعي، أصدر جيش الاحتلال مزيد من أوامر الاخلاء المجحفة في حقّ الفلسطينيين الأبرياء بمدينة دير البلح التي يتواجد بها مستشفى "شهداء الأقصى"، كتب فيه "إلى كل المقيمين والنازحين في المبنى 128، الجيش الاسرائيلي سيتدخل بكل قوة ضد حماس والجماعات الإرهابية...أخلوا المكان فورا".
وما عساهم أن يفعلوا هؤلاء الفلسطينيين المغلوب على أمرهم تحت تهديد واحد يعد من أكثر الجيوش دموية في العالم، سوى الامتثال لأوامره والدخول في رحلة تهجير قسري جديدة مجهولة المصير وهم لا يدرون أي جهة يتجهون وكل شبر في قطاع غزة معرض للقصف الجوي والمدفعي في كل وقت وحين.
وهو المشهد الموجع الذي يتكرّر منذ 11 شهرا في قطاع غزة والكيان الصهيوني يواصل عدوانه الهمجي بارتكاب مزيد من الجرائم والفظائع التي يندى لها جبين الانسانية ويواصل أمام أنظار العالم أجمع قتل الأطفال والنساء والمدنيين العزل. كما يواصل حربه المجنونة على المستشفيات التي تخرج تباعا عن الخدمة.
وأمام هذا الوضع المروع، طالب المدير الطبي لمستشفى "شهداء الأقصى"، إياد الجبري، بضرورة تحرك الجهات الدولية والحقوقية لتوفير الحماية للمستشفى والطواقم الطبية العاملة فيه. وقد أكد أن المستشفى هو الوحيد المتبقي من بين المستشفيات في القطاع الذي يقدم خدمة طبية متكاملة.
وقال الجبري في تصريح صحفي إن قوات الاحتلال "نشرت خريطة جديدة لإخلاء مربعات سكنية من بينها المنطقة التي يقع فيها مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح"، مؤكدا أن الاحتلال يمعن في تعذيب الشعب الفلسطيني. ومع إعلانه المنطقة المقام عليها المستشفى ضمن منطقة عملياته العسكرية اضطر عدد من الطاقم الطبي والمرضى للمغادرة خوفا من بطش الاحتلال.
وأعلن المدير الطبي، أن إدارة مستشفى "شهداء الأقصى" باقية ومستمرة في تقديم الخدمة للمرضى والمصابين بمن تبقى من الطواقم الطبية... مطالبا المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للوقوف إلى جانبهم وحماية الطواقم الطبية والمحافظة على المستشفى قبل تدميره، مشددا على أنه رغم التهديدات لا تزال الإسعافات تنقل المصابين نتيجة استهداف الاحتلال المتواصل للمنطقة الوسطى.
وفور تهديد قوات الاحتلال الصهيوني المنطقة التي يقع فيها مستشفى "شهداء الأقصى"، أعلنت السلطات الصحية استمرار عمل المشفى وتمسك الطواقم الطبية بتقديم الخدمة لما يقارب 100 مريض لا يزالون داخل المستشفى وذلك رغم ما حدث من حالة هلع ومغادرة عدد من المرضى خوفا من تكرار سيناريو اقتحام المستشفيات الأخرى. بينما وقالت بلدية دير البلح أنه خلال 72 ساعة الأخيرة، هجر الاحتلال قرابة 250 ألف فلسطيني وأخرج 25 مركز إيواء عن الخدمة بسبب عدوانه المتواصل على المدينة.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن "ما تشهده محافظة دير البلح المكتظة بالنازحين وسط قطاع غزة، من تصعيد إجرامي وغارات وحشية وعمليات تهجير تحت القصف والاستهداف وحشر للمواطنين العزل في قطاعات ضيّقة تفتقر لأدنى مستويات الخدمة الإنسانية، وصولا إلى إخراج مستشفى شهداء الأقصى من الخدمة، هو صورة من أبشع صور الإبادة الجماعية التي عرفتها الإنسانية في العصر الحديث، تنفّذها حكومة الاحتلال النازي أمام سمع وبصر العالم".
وجدّدت مطالبتها المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها، بوقف هذه الإبادة الوحشية وإلزام الاحتلال بوقف جرائمه التي ينفّذها ضد المدنيين الأبرياء في محافظة دير البلح وفي مستشفى "شهداء الأقصى" والعمل على إعادة تشغيله ومده بما يلزم من وقود ومستلزمات طبية ومحاسبة قادة الاحتلال مجرمي الحرب على جرائمهم الوحشية ضد الإنسانية.
برنامج الغذاء العالمي يدق مجدّدا ناقوس الخطر
أصدر برنامج الغذاء العالمي، أمس، بيانا بشأن التحديات التي يواجهها في إيصال المساعدات الغذائية لقطاع غزة، أكد فيه أن الفلسطينيين في غزة يعيشون دون مرافق الصرف الصحي أو الرعاية الصحية. كما تتعرض عمليات برنامج الغذاء العالمي لعرقلة شديدة من قبل دولة الاحتلال بسبب تكثيف القصف والعدد المحدود من المعابر الحدودية والطرق المتضررة.
وحذّر برنامج الأغذية العالمي من حالة الطرق التي مزقتها الحرب والتي يتم استخدامها لنقل المساعدات الغذائية لقطاع غزة، وأنه في حالة عدم إجراء إصلاحات للطرق لن نتمكن من توصيل الغذاء إلى سكان غزة قبل بداية موسم الشتاء وهطول الأمطار.
وبينما أكد أن معظم الفلسطينيين في غزة الآن مشردين ويعيشون في خيام أو أكواخ مؤقتة في مناطق معرضة للفيضانات، أشار البيان الأممي إلى التصاريح البطيئة والرفض المتكرّر من قبل دولة الاحتلال وتكرار أعمال النهب وترك قوافل المساعدات في الانتظار لساعات طويلة في نقاط الاحتجاز.
شهداء ومصابون في قصف مدرسة تؤوي نازحين شمال النصيرات
استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين، أمس، في قصف الاحتلال الصهيوني مدرسة تؤوي نازحين شمال مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال في مشهد يبدو أن العالم قد ألفه ويبقى يكتفي في كل المرة بالمشاهدة دون أن يحرك ساكنا لوقف واحدة من أبشع حروب الإبادة في العصر الحديث.
وقصفت مدفعية الاحتلال شمال غرب مخيم البريج فيما أطلق طيران الاحتلال المروحي النار باتجاه محيط مصنع العودة على شارع صلاح الدين شرق دير البلح.
وأوضحت مصادر طبية في المستشفى الأوروبي شرق مدينة خانيونس الواقعة الى جنوب القطاع، أن جثامين ثلاثة شهداء وصلوا بعد انتشالهم من منطقة الشوكة شرق رفح. وفي حصيلة جديدة ارتفع عدد الشهداء منذ بدء حرب الابادة الجماعية الصهيونية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي إلى 40 ألف و405 شهداء أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى 93 ألف و468 مصاب.