مفاوضات السلام السورية تراوح مكانها

مستقبل الأسد نقطة خلاف ودي ميستورا يدعو لمناقشة الانتقال السياسي

مستقبل الأسد نقطة خلاف ودي ميستورا يدعو لمناقشة الانتقال السياسي
  • 1073

تواصلت أمس في مدينة جنيف السلسة الثانية من مفاوضات حل الأزمة السورية بين وفدي الحكومة والمعارضة برعاية الأمم المتحدة، دون تحقيق أي إنجازات ملموسة في الوقت الذي شددت فيه الأمم المتحدة على ضرورة تحقيق تقدم في المشاورات حتى يصمد وقف إطلاق النار وتمكين إيصال المساعدات للمتضررين. وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا قد أكد الأسبوع الماضي في ختام الجولة الأولى من هذه المفاوضات غير المباشرة على أن الهوة بين طرفي الصراع "لازالت كبيرة" مؤكدا انه سيعمل خلال الجولة الثانية على بناء أرضية مشتركة بين الجانبين حيث ينتظر أن تتناول الجولة الجديدة من المفاوضات السورية-السورية القضايا المتعلقة بتشكيل حكومة جديدة ودستور جديد ومسار الإنتخابات. 

يبقى مستقبل الرئيس بشار الأسد "نقطة خلاف جوهرية" في مفاوضات جنيف إذ تطالب الهيئة العليا للمفاوضات برحيله مع بدء المرحلة الانتقالية فيما يصر الوفد الحكومي السوري على أن مستقبل الأسد يتقرر فقط عبر صناديق الاقتراع. وينص القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن في ديسمبرالماضي على تشكيل حكومة تضم ممثلين عن المعارضة والحكومة خلال ستة أشهر وصياغة دستور جديد وإجراء انتخابات خلال 18 شهرا. وأكد من جهته الوفد الحكومي السوري على أن مستقبل الرئيس بشار الأسد "ليس موضع نقاش" في مفاوضات جنيف على الرغم من الضغوط التي مارسها الموفد الدولي الخاص على سوريا ستافان دي ميستورا  لتحويل النقاش إلى مسألة الانتقال السياسي. وقال بشار الجعفري رئيس الوفد المفاوض الحكومي في جنيف ومندوب سوريا لدى الأمم المتحدة أن "ما يتم الحديث عنه من قبل الهيئة العليا للمفاوضات حول مقام الرئاسة ... ليس موضع نقاش ولم يرد في أي وثيقة في هذا الحوار". 

وأضاف الجعفري "هذه المسألة الهامة ليست جزءا من أدبيات ومرجعيات هذا الحوار". مشددا على أنه "لا يوجد معارضة معتدلة ومسلحة في نفس الوقت"، حيث إعتبر أنه مهما كانت التسميات التي يتم من خلالها تعريف المجموعات المسلحة الإرهابية النشطة في سوريا "لا يمكن لأحد أن يقنع أحدا آخر بما في ذلك الشعب السوري بأن المسلحين من مختلف الجنسيات هم معارضة سورية معتدلة مسلحة". وأكد الجعفري أنه لحد اليوم لم يحقق تقدم كبير في المفاوضات حيث أنه لا يوجد أي تفاعل حقيقي من الجانب الآخر، مشيرا إلى أنه تطرق خلال المحادثات مع المبعوث الأممي لسوريا ستيفان دي ميستورا، إلى مكافحة الإرهاب، في ضوء تنفيذ أكثر من 14 قرارا صادرا عن مجلس الأمن في هذا الصدد. 

وأضاف أنه تم توضيح مخاطر قيام دول بعضها أعضاء في مجلس الأمن بتسليح الإرهاب وتمويله وإرساله إلى سوريا عبر تركيا "تحت مسميات عدة".  وتأتي مواقف الوفد الحكومي، بعد ممارسة دي ميستورا لضغوط على الوفد الحكومي السوري وحثه على "تقديم ورقة حول الانتقال السياسي" خلال هذا الأسبوع بعد أيام من تسلمه ورقة مماثلة من الهيئة العليا للمفاوضات. وشدد دي ميستورا من جهته، على أن الإنتقال السياسي في سوريا "أساسي" في محادثات جنيف 3 ولا يمكن تجاهله معربا في الوقت ذاته عن "قلقه" من بطء التقدم في مباحثات السلام محذرا من أنه بدون البدء في حوار بشأن الانتقال السياسي سيكون من الصعب الحفاظ على إتفاق وقف الأعمال القتالية وتسليم المساعدات. 

لقاءات روسية - أمريكية مرتقبة لبحث مراقبة وقف إطلاق النار

بعد صمود الهدنة في سوريا بعد نحو ثلاثة أسابيع للسماح بإجراء محادثات سلام في جنيف اقترحت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية عقد اجتماع عاجل مع ممثلين أمريكيين للاتفاق على آلية لمراقبة وقف القتال في سوريا مبرزة أن  "المزيد من التأخير في تنفيذ القواعد المتفق عليها للرد على إنتهاك نظام وقف إطلاق النار في سوريا غير مقبول". وأكدت الوزارة أنها ستتصرف بشكل منفرد اعتبارا من اليوم الثلاثاء إذا لم يصلها أي رد من الولايات المتحدة الأمريكية. علما أنه بعد 23 يوما من سريان الهدنة سجل المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 530 شخصا في المناطق التي يشملها وقف إطلاق النار. 

وقالت الوزارة إن اجتماع الوفدين الروسي والأمريكي يمكن أن يعقد في موسكو أو أي مكان آخر. وفي ذات السياق، كانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت، أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، سيزور موسكو ابتداء من اليوم الاربعاء للقاء نظيره الروسي سيرجي لافروف لبحث العديد من الملفات على راسها الملف السوري.ووذكرت تقارير إعلامية، أن الإدارة الأمريكية توجهت بطلب إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لإستقبال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، خلال زيارته المقررة إلى موسكو".