جنوب إفريقيا تحيي ذكرى خروج مانديلا من سجنه

مسيرة كفاح أعتقت شعبا

مسيرة كفاح أعتقت شعبا
  • القراءات: 658 مرات
القسم الدولي القسم الدولي
أحيا الجنوب إفريقيون، أمس، الذكرى الرابعة والعشرون لانتصار السجين نيلسون مانديلا على نظام الميز العنصري بعد أن استطاع قهره بإرادة المناضل المصر على تمكين شعبه من الحرية والانعتاق.
ويتذكر العالم أجمع لحظة خروج المناضل العالمي "ماديبا" من زنزانته في الحادي عشر فيفري 1990 رافعا يد النصر والانتصار على نظام جثم على صدور الجنوب إفريقيين لأكثر من أربعة قرون كاملة لأبشع نظام تمييزي عرفته البشرية في تاريخها.
وكان رمز انعتاق إفريقيا قضى 27 عاما في سجون الابارتييد، 18 سنة منها في السجن سيئ الذكر روبن ايسلاند في عرض مياه الاطلنطي قبالة سواحل مدينة الكاب.
ولم تفوت مختلف وسائل الإعلام الدولية حينها تلك اللحظة التي أرخت لحدث ما كان لينسى ولرجل أعطى للعالم درسا في الصمود والإصرار وأن نظاما طاغية مهما كانت قوة جبروته
لابد أن يسقط يوما وهو ما حدث فعلا لنظام لا إنساني فرضه البيض الوافدون من هولندا وبريطانيا للاستيطان في دولة جنوب إفريقيا واستعباد شعبها.
وحتى الملايين من السكان السود ما كان لهم أن يتخلفوا عن موعد تاريخي لأنه شكل بداية انعتاقهم من نير هذا النظام المقيت ولأن مانديلا كان حينها متوجها مباشرة من زنزانته في سجن فيكتور فيرستر إلى مقر بلدية الكاب لبدء أول مفاوضات مع الرئيس الأبيض فرديدرك لوكليرك لإحقاق حق شعب جنوب إفريقيا.
وكانت هذه النهاية متوقعة جدا بعد أن وجد نظام الابارتييد نفسه أمام طريق مسدود وعجزه في مواجهة إرادة التحرر التي زرعها "ماديبا" في نفوس مواطنيه الذين وجدوا في المظاهرات الشعبية المتلاحقة الوسيلة الأنجع لتركيعه وشل كل مظاهر الحياة بعد ان كسروا عصا الطاعة في وجه أقلية بيضاء حرمتهم من كل شيئ .
وهي الحقيقة التي وقف عليها هذا النظام البائد وقد تيقن أن المجازر التي اقترفها ضد السكان الأصليين منذ سبعينيات القرن الماضي لن تنفعه في شيء مما جعله يرضخ للأمر الواقع ويقرر الاعتراف بالحقوق الأساسية لأصحاب الأرض الاصليين.
ولم يكن حينها السود يعتقدون أن الذي أصبح رمز كفاحهم سيكون في يوما ما رئيسا للبلاد وأن مصيرهم سيصبح بين أيديهم وأن البيض سيخيرون بين الرحيل أو البقاء.
ولكن ما كان مجرد حلم تحقق في النهاية وأصبح نيلسون مانديلا رئيسا للبلاد أربع سنوات بعد تطليقه حياة السجون وأصبحت حقيقة انتقاله من الزنزانة الى قصر الرئاسة أمرا واقعا ومجسدا على ارض الواقع.
وهي الحقيقة أيضا التي مكنت لمن كان ينعت بالإرهابي المحكوم عليه بالمؤبد سنة 1964 سيكون أول رئيس اسود في دولة جنوب إفريقيا المستقلة.
وحتى بعد توليه مقاليد سلطة في بلاده لم يشأ مانديلا أن يعاود ترشحه وفضل الانسحاب من رئاسة البلاد بانتهاء عهدته الرئاسية سنة 1999 مفضلا العيش في مسقط رأسه قبل  رحيله في 13 ديسمبر2013 عن عمر ناهز 95 عاما ضمن مسيرة كانت حافلة بالنضال والتضحيات وأي نضال وأي تضحية.