الوزير الأول الصحراوي يحمّل مجلس الأمن مسؤولية تصحيح الوضع
مطالبة بعودة بعثة "مينورسو" إلى العيون المحتلة
- 834
دعا الوزير الأول الصحراوي عبد القادر طالب عمر مجلس الأمن الدولي إلى تحمّل مسؤولياته الكاملة في إعادة بعثة الأمم المتحدة من أجل تنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو" للنشاط بالإقليم المحتل بعد قرار الرباط طرد جل مكونها المدني والعسكري. وشدد الوزير الأول الصحراوي في لقاء عقده ليلة الأحد إلى الإثنين على هامش زيارة وفد جزائري مخيمات اللاجئين على ضرورة "التعجيل في عودة بعثة الأمم المتحدة بكامل صلاحياتها وبجدول زمني يحدد تنظيم الاستفتاء وتجنيب المنطقة تصعيدا جديدا". وعبر عن أمله في أن يعمل مجلس الأمن الدولي على إصلاح ما أفسده المغرب بقراراته الأحادية الجانب التي جردت البعثة الأممية كل مهامها في الصحراء الغربية. وعبر المسؤول الصحراوي عن أمله في أن يقوم المجلس بالتعامل مع هذه المسألة بما يتماشى مع الشرعية الدولية.. ومنع المغرب من مواصلة مهزلته".
كما طالب عبد القادر طالب عمر المجتمع الدولي باتخاذ موقف صارم ضد المغرب الذي تخطى كل الخطوط الحمراء بتعديه على صلاحيات مجلس الأمن بطرده لبعثة "مينورسو" وهي التي شكلت منذ تسعينيات القرن الماضي بهدف تنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي. وهو ما جعله يؤكد أن القضية الصحراوية وصلت إلى "مستوى متقدم" أظهر حقيقة انتهاكات المغرب واعتبر أن "هذا هو الوقت المناسب لمناصرة القضية الصحراوية وعدم السكوت على ما أقدم عليه المحتل المغربي دفاعا على الشرعية الدولية والسلم". كما طالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين في سجون الاحتلال المغربي الذين دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام منذ الفاتح مارس الماضي احتجاجا على المعاملة السيئة والأحكام الجائرة الصادرة في حقهم.
للإشارة فإن تصريحات الوزير الأول الصحراوي جاءت على هامش مبادرة جمعية مشعل الشهيد الجزائرية التي نظمت قافلة لمخيمات اللاجئين الصحراويين للتحسيس بخطر الألغام وإزالتها. وفي هذا السياق أكد سامو عميدية مدير المكتب الصحراوي لتنسيق شؤون الألغام في الصحراء الغربية "سماكو" أمس أن الجيش الصحراوي تمكن بالتنسيق مع المنظمات الدولية من تدمير ما يفوق 13 ألف لغم منذ عام 2006 زرعها الجيش المغربي على طول شريط جدار العار المحاط بأكثر من 9 ملايين لغم. وقال عميديه بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتوعية بمخاطر الألغام أنه منذ سنة 2006 تم تطهير 15مليون متر مربع بينها 57 ألف بمنطقة تيفاريتي و79 ألف بمنطقة أمهيريز، حيث تم التخلص من أكثر من 10 آلاف قنبلة عنقودية و2000 من الذخيرة الحية.
وبهذه المناسبة دعا العديد من المسؤولين الصحراويين إلى الضغط على المحتل المغربي من أجل هدم جدار العار العازل الذي يقسم الأراضي الصحراوية إلى قسمين وتدمير أكثر من 10 ملايين لغم مزروع على طول الشريط من الجانبين للحد من الكارثة الإنسانية المحدقة بحياة آلاف الأشخاص في الصحراء الغربية المحتلة. وقال سالك محمد المادي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والإعلام بوزارة الخارجية الصحراوية أنه "مهما طال تواجد الجدار فإن الكوارث التي تخلفها الألغام المحيطة به ستبقى قائمة وتهدد ملايين الأبرياء". ورغم تأكيده بعدم وجود أرقام ثابتة بخصوص ضحايا هذه الألغام فإن المسؤول الصحراوي أكد أن هذه الأخيرة تبقى قنبلة ملغومة تخلف يوميا ضحايا جدد غالبيتهم من البدو والرعاة وحتى الحيوانات.