الخرطوم تبحث مقترح واشنطن للهدنة في السودان.. غوتيريس:
مفاوضات فورية لوقف الصراع الدامي
- 140
ص. م
دعا الأمين العام الأممي، انطونيو غوتيريس، أمس، إلى مفاوضات من أجل الوقف الفوري للصراع الدامي الذي يتخبط فيه السودان ويهدّد هذا البلد العربي الفقير من السقوط في أزمة مستعصية، وأعرب غوتيريس عن مخاوفه بأنها في صدد الخروج عن السيطرة. وحث الأمين العام الأممي، في كلمته خلال انطلاق أشغال القمة العالمية للتنمية الاجتماعية بالدوحة القطرية، أطراف الصراع في السودان إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات ووضع حد لهذا الكابوس من العنف الآن، محذرا من أن "الأزمة المروعة في السودان... تتفاقم وتخرج عن السيطرة".
وأكد أن "مئات الآلاف من المدنيين محاصرون تحت هذا الحصار.. يموت الناس من سوء التغذية والأمراض والعنف.. وما زلنا نسمع تقارير عن انتهاكات للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان"، كما أكد أن "الفاشر والمناطق المحيطة بها في شمال دارفور كانت مركزا للمعاناة والجوع والعنف والنزوح"، مضيفا أنه منذ دخول قوات الدعم السريع إلى المدينة، "تدهور الوضع يوما بعد يوم".
وتشير إحصائيات لمنظمات إنسانية إلى أن شهر أكتوبر الماضي يعد الأدمى في السودان منذ اندلاع النزاع المسلح بين فرقائه منتصف شهر أفريل 2023 بمقتل ما لا يقل عن 1545 مدني. ويستمر الصراع بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع شبه العسكرية منذ عامين وأسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح ما يقرب من 12 مليون شخص وتسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.
وأخذ هذا الصراع منحى خطير في 26 أكتوبر الماضي على إثر سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر بإقليكم دارفور المضطرب الواقع غرب السودان وذلك بعد حصار دام 18 شهرا. ومنذ ذلك الحين، تزايدت التقارير والشهادات بشأن حالات الإعدام والاغتصاب والهجمات ضد العاملين في المجال الإنساني والنهب المرتكبة هناك، والتي وثقتها صور الأقمار الصناعية ومقاطع فيديو للفظائع نشرها المسلحون أنفسهم.
وفي مسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أعلنت الحكومة السودانية أنها ستدرس المقترح الأمريكي الذي تروج له إدارة الرئيس، دونالد ترامب، من أجل وقف إطلاق النار في السودان. ويجري المبعوث الأمريكي إلى إفريقيا، مسعد بولس، سلسلة محادثات في القاهرة خلال الأيام الأخيرة بهدف استكمال مقترح الهدنة الإنسانية الذي طرح في منتصف سبتمبر الماضي برعاية مجموعة من الوسطاء من بينهم مصر والسعودية والإمارات. والتقى مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، حيث قدم لهما "شرحا مفصلا" عن الجهود الأمريكية "لإنهاء الحرب وإيصال المساعدات بسرعة وإطلاق عملية سياسية سودانية ـ سودانية".
وتعمل مجموعة الوساطة الرباعية، التي تضم مصر والإمارات العربية والسعودية والولايات المتحدة، على خطة سلام شاملة للسودان، إلا أن مقترحاتها الأخيرة، التي قُدمت في منتصف سبتمبر الماضي في واشنطن، قوبلت بالتجاهل. وحتى الآن، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الخطة، التي تدعو وفق تسريبات إعلامية، إلى استبعاده واستبعاد قوى "الثورة السودانية" من عملية الانتقال السياسي بعد انتهاء الصراع.