تصعيد أمني خطير في مصر

مقتل 70 جنديا في هجمات إرهابية شمال سيناء

 مقتل 70 جنديا في هجمات إرهابية شمال سيناء
  • 895
اضطر الجيش المصري إلى اللجوء لطائرات "أف. 16" المقنبلة من أجل ضرب مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سيناء بعد الهجومات المسلحة التي شهدتها المنطقة وخلّفت مقتل 70 جنديا مصريا. وتلقى الجيش المصري ضربة موجعة أمس، بعد تعرض قواته في صحراء سيناء لهجمات إرهابية خلّفت مقتل 70 جنديا في حصيلة أكدت مصادر طبية أنها تبقى مرشحة للارتفاع بسبب خطورة جراح المصابين. كما أرسل الجيش المصري طائرات حوامة من طرازي "اباتشي" الأمريكية إلى المنطقة في محاولة لحسم المواجهات جوا وتفادي سقوط المزيد من القتلى في صفوف عناصر الجيش المصري.
وأكدت مصادر أمنية مصرية من جهة أخرى أن وحدات الجيش تمكنت من القضاء على 38 مسلحا في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية خلال الاشتباكات التي اندلعت بينهما مباشرة بعد تلك الهجمات الدامية. وقامت مجموعات إرهابية  تابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس" المنضوية تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية وفي وقت متزامن فجر أمس، بشن هجمات على نقاط مراقبة وحواجز عسكرية تابعة للجيش المصري في هذه المنطقة الصحراوية التي تحولت في الأشهر الأخيرة، إلى مسرح لعمليات انتحارية وعمليات تصفية جسدية طالت كل ما يرمز للدولة المصرية. وحسب مصادر طبية مصرية فإن الحصيلة مرشحة للارتفاع في ظل تواصل المواجهات ساخنة بين عناصر الجيش والشرطة والإسلاميين المتطرفين إلى درجة استحال معها وصول سيارات الإسعاف إلى مكان المواجهات لنقل المصابين وجثث القتلى.
وكانت أعنف عملية في سلسلة هذه الهجمات تلك التي تعرضت لها نقطة مراقبة عسكرية عندما قام انتحاري بتفجير سيارة ملغمة في منطقة الشيخ زويد خلّفت مصرع 15 جنديا. وعرفت العاصمة المصرية ساعات بعد هذه التفجيرات عملية أمنية شنتها القوات الخاصة المصرية ضد معقل لنشطاء إسلاميين مسلّحين خلّفت مقتل تسعة من بينهم. وذكر مسؤولون أمنيون مصريون أن المجموعة المسلحة تمت مهاجمتها في منزل في إحدى ضواحي مدينة القاهرة متهم عناصرها بالقيام بأعمال تخريبية، وقد تم القضاء عليهم عندما فتحوا النار على عناصر الشرطة الذين حاولوا اعتقالهم.
وذكرت مصادر مقربة من حركة الإخوان المسلمين المحظورة وجود ناصر الحوفي، العضو القيادي في الحركة ضمن الأشخاص التسعة المقضى عليهم.
وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية هذه الهجمات، وأكد أن عناصره هاجمت في وقت متزامن 15 نقطة عسكرية في سيناء في نفس الوقت الذي تم فيه تلغيم محيط ثكنة للشرطة المصرية في الشيخ زويد، لمنع خروج عناصرها لتقديم الدعم للجنود المصريين. وجاء تنفيذ هذه العمليات يوما واحد بعد الوعيد الذي أصدره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بضرب الإرهابيين بيد من حديد واتخاذ إجراءات عاجلة من خلال تعديل التشريعات القانونية لتنفيذ أحكام الإعدام في حق المتورطين في العمليات الإرهابية دون تأخير.
وأدلى الرئيس المصري بهذا الوعيد بعد عملية الاغتيال التي طالت المدعي العام المصري هشام بركات، في أول عملية تستهدف مسؤولا مصريا من هذا المستوى.
وشكّلت العملية ضربة قوية للمنظومة الأمنية المصرية كونها استهدفت شخص المدّعي العام وأيضا لوقوعها على مقربة من ثكنة للشرطة في حي هيليو بوليس الراقي في الضاحية الغربية للعاصمة المصرية.
وتعد هذه أعنف عملية بعد عمليتين مماثلتين شهر أفريل الماضي، خلّفت الأولى مقتل 14 جنديا بينما خلّفت الثانية مصرع 15 عسكريا و15 متطرفا.