في ظل تصاعد الانتهاكات المغربية بالصحراء الغربية

ملتقى دولي حول حقوق الإنسان بداية سبتمبر القادم بإسبانيا

ملتقى دولي حول حقوق الإنسان بداية سبتمبر القادم بإسبانيا
  • 870
ستشكل وضعية حقوق الإنسان بالأراضي الصحراوية المحتلة وسياسة الاحتلال المغربية الممارسة في هذا الإقليم، موضوع ملتقى دولي تحتضنه بداية سبتمبر القادم، مقاطعة الباسك الإسبانية. وذكرت مصادر صحراوية أن الملتقى الدولي الذي ستحتضنه مدينة سان سيباستيان في شمال إسبانيا، سيعرف مشاركة متخصصين في القانون الدولي وحقوق الإنسان وكذا ممثلين عن منظمات حقوقية من بلدان أوروبية مختلفة، إضافة إلى مندوبين عن منظمات المجتمع المدني الصحراوي، منهم الحقوقية الصحراوية المعروفة أميناتو حيدار ومواطنتها الغالية جيمي، ومندوب عن اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان. وسيستعرض المشاركون في الملتقى النقاط المرتبطة بالوضع في الصحراء الغربية؛ حيث ستخصص الورشات التي ستنظَّم أيام الفاتح والثاني والثالث سبتمبر القادم، حيزا كبيرا لانتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية إضافة إلى السياسة القمعية والعنصرية التي يمارسها الاحتلال المغربي والمستوطنون المغاربة بالأراضي المحتلة.
ويأتي الإعلان عن عقد مثل هذا المؤتمر في وقت تعالت الأصوات المنددة بتصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وأكدت كيري كيندي الناشطة الحقوقية الأمريكية ورئيسة مركز روبيرت كنيدي للعدالة وحقوق الإنسان، أن الأراضي الصحراوية المحتلة تشهد انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان من قبل المغرب، الذي يعمل جاهدا للتأثير على الأمم المتحدة، وجعلها تغض الطرف عن الأوضاع هناك. ونشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالا للناشطة الحقوقية كيري كنيدي، سلّطت من خلاله الضوء على الأوضاع بالأراضي الصحراوية في ظل الاحتلال المغربي، مستشهدة بقضيتي المناضلة تكبر هدي ونجلها محمد لمين هيداله الذي اغتيل على يد مستوطنين مغاربة شهر جانفي الماضي. وتأسفت الناشطة الأمريكية بشدة لغياب كل مراقبة لوضعية حقوق الإنسان في ظل عدم تمكين بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو"، من القيام بمهمتها رغم النداءات الملحة من أجل ذلك.  
وناشدت كيندي الأمين العام الأممي بان كي مون وضع قضية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ضمن أولويات زيارته المرتقبة إلى المنطقة. وقالت إن تقارير مركز روبيرت كيندي لحقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية الدولية، أثبتت أن انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية والتي تجاوزت كل الحدود، أصبحت تشكل انشغالا. وأكدت أن حالات مثل قضية الشاب هيداله، شائعة بصورة واسعة في الصحراء الغربية، التي تشهد انتهاكات خطيرة، وهي التي عاينت خلال زيارتها لمدينة العيون المحتلة، آثار الضرب المبرح الذي تعرضت له سيدة صحراوية على يد قوات الاحتلال المغربي.
وأبرزت الناشطة الأمريكية في مقالها أن تسريبات سرية نُشرت مؤخرا، أكدت أن "المغرب بذل جهدا كبيرا للتأثير على الأمم المتحدة، وجعلها تغض الطرف عن الأوضاع في الأراضي الصحراوية المحتلة". وكشفت التسريبات تقديم المغرب "هبات مالية كبيرة لمكتب مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، مقابل خدمات كإلغاء بعثات لتقصّي الحقائق إلى الصحراء الغربية، وإقناع المفوضة نافي بلاي بعدم زيارة الصحراء الغربية، والتصدي للمحاولات الرامية إلى توسيع صلاحيات بعثة "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان".