إعلان تفشّي المجاعة في القطاع إدانة صريحة للاحتلال.. الخارجية البريطانية:
منع إدخال المساعدات إلى غزة فضيحة أخلاقية

- 193

أثار الاعلان الأممي الرسمي عن تفشي المجاعة في قطاع غزة نتيجة استمرار العدوان الصهيوني وحصاره الخانق على هذا الجزء المنكوب من الأرض الفلسطينية المحتلة، موجة إدانة دولية عارمة شدّدت على ضرورة التدخل الفوري والفعلي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح بريئة ذنبها الوحيد أنها متمسّكة بأرضها وترفض مغادرتها.
ففي هذا السياق، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أنّ التقرير الدولي الذي يؤكد المجاعة في مدينة غزة ومحيطها بسبب منع الاحتلال الصهيوني إدخال المساعدات الكافية للقطاع هو "أمر مروع وفضيحة أخلاقية وكارثة من صنع الإنسان".
جاء ذلك في بيان أصدره لامي، أول أمس الجمعة، تعليقا على تقرير المبادرة العالمية للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي "آي بي سي" بشأن تفشي المجاعة في القطاع وسط حرب الإبادة التي تشنّها قوات الكيان الصهيوني منذ السابع أكتوبر 2023.
وأضاف أن تأكيد التقرير لحدوث المجاعة في غزة هو "أمر مروع كان من الممكن منع وقوعه"، مؤكدا أنّ "منع الاحتلال دخول المساعدات الكافية إلى غزة تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان. هذه فضيحة أخلاقية".
ودعا الكيان الصهيوني للتحرّك فورا لمنع تفاقم الوضع والسماح بإدخال الغذاء والمستلزمات الطبية والوقود وكل أشكال المساعدة الإنسانية بشكل عاجل ومستدام، وشدّد رئيس الدبلوماسية البريطانية في هذا السياق على أنه "يجب السماح للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالقيام بأنشطتها المنقذة للحياة دون أي عوائق".
من جانبها، حذّرت رابطة العالم الإسلامي المجتمعَ الدولي من العواقب الوخيمة للسلوك الإجرامي المتواصل لحكومة الاحتلال الصهيوني وتماديها في انتهاكاتها المروعة مع ازدراء متعمّد لكلِ القوانين والأعراف الدولية والإنسانية، منبّهة في هذا السياق إلى الإعلان الرسمي الصادم بدخول مدينة غزّة حالة المجاعة حسب تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي.
وفي بيانٍ للأمانة العامة للرابطة، أكد الأمين العام رئيس هيئة علماء المسلمين، محمد بن عبدالكريم العيسى، أنّ هذه الحكومة المتطرفة تشكل تهديدا خطيرا على الإنسان الفلسطيني بخاصة والمنطقة والمجتمع الدولي بعامة وتمثل العقبة الكبرى في طريق كل جهود وقف الحرب وحماية المدنيين وإحلال السلام الدائم العادل والشامل الذي ينشده الجميع للمنطقة.
وجدّد العيسى دعوة الرابطة الملحة للمجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته الأخلاقية والقانونية والوقوف وقفة عاجلة جادة لوضع حد لهذه المجاعة والإبادة الجماعية التي تركب بحق أبناء غزة وردع آلة حرب حكومة الاحتلال التي تمادت في طغيانها واستهانتها بحياة الشعب الفلسطيني وحقوقه وكرامته الإنسانية.
أما الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، فقد أكدت أن تقارير الأمم المتحدة والمرصد العالمي لمراقبة الجوع حول تفشّي المجاعة في غزة مهمة، وإن جاءت متأخرة، فهي تشكل إدانة صريحة للاحتلال الصهيوني وكشفاً صارخا لعجز وتواطؤ المجتمع الدولي، مؤكدة أن القطاع يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة وأزمة غذائية تصل إلى حدود المجاعة الفعلية.
وأكدت الجبهة أن المجاعة هي نتيجة طبيعية لسياسة تجويع ممنهجة من الاحتلال، كجزء من حرب الإبادة المستمرة، بما يشكّل جريمة حرب كبرى مكتملة الأركان وفق القانون الدولي، تستدعي تحرّكا عاجلا وحازما من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بما في ذلك تطبيق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ضد الاحتلال. ويشمل ذلك اتخاذ إجراءات عاجلة لإجبار الاحتلال على وقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر الإنسانية وضمان وصول الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي.
وحذّرت من أن السياسات الأمريكية الداعمة للاحتلال، والتي تمنحه مزيد من الضوء الأخضر لمواصلة العدوان وخاصة التصعيد الممنهج ضد مدينة غزة وتهديد احتلالها، تجعل الولايات المتحدة شريكا مباشرا في هذه الجرائم، داعية الجبهة المجتمع الدولي ومؤسّسات الضغط العالمية إلى مواصلة الضغط على الإدارة الأمريكية لوقف هذه السياسة الإجرامية فورا.
كما أكدت أن إعلان الأمم المتحدة عن المجاعة يجب أن يكون نقطة انطلاق لتحرّكات دولية عاجلة وعارمة للضغط على الاحتلال ومحاكمة قادته على جرائمهم البشعة بحقّ شعبنا الفلسطيني ومنها سياسة التجويع.