"حماس" في الذكرى 37 لتأسيسها
منفتحون على المبادرات الجادة لوقف العدوان الصهيوني
- 293
جددت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" انفتاحها على أية مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان الصهيوني وجرائمه المروعة في حق أبناء الشعب الفلسطيني، مع تمسكها الراسخ بحقوقه وثوابته وتطلعاته.
أكدت "حماس"، في بيان أصدرته امس بمناسبة إحيائها الذكرى الـ37 لانطلاقتها، على ضرورة التسمك بعودة النازحين وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة وإغاثة سكانه وإعمار ما دمره الاحتلال وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى.
وتضمن البيان موقف الحركة مما يروج له لمستقبل غزة أو كما يتم تداوله في وسائل الاعلام بـ"اليوم التالي" للحرب من خلال تأكيدها أن الشعب الفلسطيني هو من له الحق المطلق ويملك القدرة والكفاءة والإرادة الحرة، في أن يُقرر مستقبله ويرتب بيته الداخلي بنفسه، مشيرة إلى أنه "لا يجوز لأحد أن يفرض الوصاية عليه أو أن يُقرر بالنيابة عنه". كما اكدت رفضها لأي مشاريع دولية وصهيونية تسعى لتحديد مستقبل قطاع غزة، بما يتناسب مع معايير الاحتلال وبما يكرّس استمراره.
وحملت الحركة إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، التي وصفتها بالشريكة في هذا العدوان، المسؤولية الكاملة السياسية والقانونية والإنسانية والأخلاقية، عن دعمها للاحتلال في حربه العدوانية بكل الوسائل. ودعت الإدارة الجديد بقيادة الجمهوري، دونالد ترامب، لتصحيح هذا المسار والعمل بكل جدية لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية وعدم الانحياز للاحتلال في مواصلة إجرامه بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
وبينما اكد البيان أن "جرائم الاحتلال المروعة بحق شعبنا في قطاع غزة على مدار أكثر من عام، هي جرائم ممنهجة وموصوفة يندى لها جبين البشرية ولن تسقط بالتقادم"، دعا محكمة العدل الدولية وكل المنظمات الحقوقية إلى مواصلة عملها في توثيق جرائم الحرب الصهيونية ضد الفلسطينيين وتقديم مرتكبيها للمحاكمة ومنع إفلاتهم من العقاب.
وفيما يتعلق بالقدس والمسجد الاقصى المبارك الذي يحمل اسم العملية العسكرية التي اطلقتها "حماس" ضد الاحتلال في السابع كتوبر من العام الماضي، فقد أكدت الحركة انهما يبقيان في قلب الصراع ولا شرعية ولا سيادة فيهما للاحتلال، مشددة بانه لن تفلح كل محاولاته في التهويد وتغيير المعالم في وقت يواصل فيه الشعب الفلسطيني رباطه ومقاومته حتى تحريرهما.
ولأنها حركة مقاومة، فقد أكدت "حماس" أيضا مواصلة هذا المسار بخطة ثابتة ويقين بالنصر والتحرير "لتبقى الحركة أيقونة في رفع راية فلسطين وقضيتها العادلة ونموذجا في العمل السياسي والعسكري والإعلامي والإنساني، دفاعا عن حقوق شعبنا وثوابتنا الوطنية ومقدساتنا".
ودعت في هذا السياق الفلسطينيين في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى تصعيد كل أشكال المقاومة ضد الاحتلال وجرائمه ومخططاته ضد كل ما هو فلسطيني والتصدي بكل الوسائل الممكنة لقطعان المستوطنين المتطرفين والنفير العام والرباط في المسجد الأقصى المبارك ذودا وحماية له من مخططات التدنيس والتقسيم.
وثمنت "حماس" كل المواقف والجهود سواء على المستوى العربي أو الإسلامي وأحرار العالم الذين وقفوا ولا زالوا يفقون إلى جانب الشعب الفلسطيني ومقاومته العادلة في نيل استقلاله وتحرره. ودعت إلى استمرار وديمومة كل أشكال المناصرة والدعم والتأييد وحشد المسيرات والمظاهرات في كل مدن وعواصم العالم وممارسة كل الضغوط حتى وقف العدوان على غزة.
وتأتي الذكرى الـ37 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية في ظل العدوان الصهيوني المتواصل لليوم 435 في حربٍ إبادة جماعية متكاملة الأركان وتطهير عرقي وتهجير قسري وتجويع وتعطيش غير مسبوق في العصر الحديث.
وقالت "حماس" انه، طيلة هذه المدة من حرب الإبادة، لم يفلح الاحتلال الصهيوني إلاّ في تدمير ممنهج وإجرامي لكل مقومات الحياة الإنسانية ومقدرات الشعب الفلسطيني في قطاع غزَة. كم أنه لم يستطع بكل قوته وآلة حربه الهمجية وجيشه الفاشي تحقيق أهدافه العدوانية، بفعل الصمود الأسطوري للغزيين وبسالة مقاومتهم الذين أفشلوا كل مخططات الاحتلال وأربكوا حساباته. واضافت انهم "أكدوا أن شعبنا وحركتنا عصية عن الانكسار والاحتلال إلى زوال".