على خلفية مقترح إخضاع الأقصى الشريف لسيادة إسرائيل

مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمصلين

مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال والمصلين
  • القراءات: 1042 مرات
ص. محمديوة ص. محمديوة

خيمت أجواء من التوتر الشديد، أمس، على مدينة القدس المحتلة التي تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى تهويدها من خلال طمس كل معالمها الإسلامية وحتى المسيحية الشاهدة على قدسية أرض الإسراء والمعراج.

وتفجر الوضع مجددا في باحة المسجد الأقصى المبارك باندلاع مواجهات عنيفة بين المحتجين الفلسطينيين وقوات الاحتلال على وقع مساع احتلالية قديمة ـ جديدة لتهويد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وإخضاعه لسلطة إسرائيل ضمن مخططها الرامي لجعل القدس العاصمة الأبدية  لـ«الدولة اليهودية".

ولم تتوان قوات الاحتلال وكعادتها في اقتحام باحة المسجد الأقصى وقمع المحتجين والمصلين المرابطين بداخله وهو ما أسفر عن إصابة العديد من الفلسطينيين واعتقال آخرين ضمن مشهد ينذر بتصعيد قادم قد يكون أشد وقعا.

وعاود الجيش الإسرائيلي اعتداءه على الفلسطينيين بباحات الأقصى الشريف، حيث أقدم على إغلاق بواباته واشتبكت عناصره مع المصلين بعد أن حاصرتهم في المسجد القبلي مستخدمة قنابل صوتية وغازات مسيلة للدموع.

ولا يجد الفلسطينيون في كل مرة يلبون فيها نداء القدس لنصرته إلا الحجارة سلاحا للدفاع عن أقدس المقدسات ليس فقط بالنسبة للفلسطينيين وإنما لكل المسلمين رغم أن حمايته لا تقع فقط على عاتق هؤلاء وإنما على العالم الإسلامي بأسره.

وشرع الكنسيبت الإسرائيلي، أمس، في نقاش حاد لبحث مشروع قرار لإخضاع المسجد الأقصى الشريف لسلطة حكومة الاحتلال بدل السيادة الأردنية بناء على اقتراح النائب الليكودي موشيه فيغلين.

غير أن مصادر إسرائيلية أكدت أن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى إسقاط أي صيغة تنص على تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى على الأقل في الوقت الراهن خدمة لمساعيها التهويدية.

لكن مشروع هذا القرار الاستفزازي في حق المسلمين يأتي بعد قرار الحكومة الإسرائيلية تحويل إدارة  الحديقة التوراتية في مدينة القدس المحتلة لجمعية "العاد" الاستيطانية التي تعمل على تهويد البلدة القديمة في القدس المحتلة.

وهو ما يؤكد نوايا سلطات الاحتلال في تنفيذ كل مخططاتها الاستيطانية والتهويدية ما دامت لم تجد أي جهة قادرة على ردعها.

وأمام هذه التطورات المثيرة للقلق لم تجد القيادة الفلسطينية من وسيلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه إلا اتهام إسرائيل بتصعيد حوادث التوتر في المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس لإخراجهما" من مفاوضات السلام.

وحذر أحمد الرويضي، مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون القدس، من استمرار هذه الممارسات وقال إنها ستقود إلى حرب دينية لا تحمد عقباها في نفس الوقت الذي ندد فيه بتكرار اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى والاشتباك مع المصلين الفلسطينيين في داخله.

واعتبر الرويضي أن تصاعد حدة الاشتباكات في المسجد بالتزامن مع مساع في الكنيست الإسرائيلية لفرض السيادة عليه "يستهدف إخراجه ومجمل ملف القدس من الحل السياسي والمفاوضات".

ورأى أن إسرائيل تستهدف من وراء كل ذلك تقسيم المسجد الأقصى والتمهيد لفرض السيطرة عليه لإقامة الهيكل المزعوم.