لمنع انعقاد قمة سان بطرسبورغ
موسكو تتهم الغرب بممارسة ضغط غير مسبوق على الدول الإفريقية

- 607

اتهم الكرملين، أمس، الغرب بممارسة ضغط غير مسبوق على الدول الإفريقية لحملها على عدم المشاركة في قمة روسيا ـ إفريقيا المقرر تنظيمها غدا الخميس بمدينة سان بطرسبورغ الروسية والتي تندرج في اطار مساعي موسكو تعزيز شراكتها مع قارة عذراء لا تزال خيراتها وثرواتها تسيل لعاب مختلف القوى العظمى والصاعدة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دمتري بيسكوف، في تصريحات صحافية أمس إنه "فعلا الدول الإفريقية تقريبا تتعرض لضغط غير مسبوق من قبل الولايات المتحدة"، مضيفا أن "السفارات الفرنسية لم تكن نشطة لمنع تنظيم هذه القمة". وكان بيسكوف، الذي أكد على أهمية القمة الروسية الإفريقية المزمع تنظيمها في مدينة بطرسبورغ، أعلن عن القضايا الرئيسية التي ستبحثها والتي تشمل بالدرجة الأولى بحث صفقة الحبوب المعروفة باسم “مبادرة البحر الأسود للحبوب" وجهود روسيا لدعم أسواق الغذاء العالمية. كما ستبحث تنويع مجالات التعاون الروسي الإفريقي وتحديد سبل تطوير هذه العلاقات على المدى الطويل وسيتم تنظيم معرض واسع النطاق وعقد ورشات عمل.
وتحتضن مدينة سان بطرسبورغ الروسية غد الخميس وعلى مدار يومين ثاني قمة روسية ـ أفريقية بعد قمة أولى عقدت في سوتشي عام 2019 حضرها عشرات رؤساء الحكومات والدول الافريقية واتفق حينها على تنظيمها كل ثلاث سنوات لتعزيز الشراكة بين الطرفين.
ومن المقرر أن سيتضيف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عددا من قادة الدول المشاركة في القمة التي تسعى إلى إظهار التوافق بين روسيا والدول الأفريقية رغم استمرار الحرب في أوكرانيا وإنهاء العمل باتفاق تصدير الحبوب الذي يثير مخاوف القارة السمراء التي تعتمد عدة دول منها على الحبوب والأسمدة الروسية والأوكرانية.
وهو ما سيجعل من قضية تصدير الحبوب في لب المناقشات بين الجانبين الروسي والافريقي تكون فيها موسكو مطالبة بطمأنة الدول الافريقية بضمان سلاسل الامدادات بهذه المواد الأساسية في الغذاء العالمي. وفي مواجهة العزلة التي سعت الدول الغربية لفرضها على الرئيس الروسي منذ اندلاع الحرب أوكرانيا في 24 فيفري 2022، بقيت خطوط التواصل مفتوحة بين موسكو وعدة أطراف على غرار بيكين وطهران. وعززت روسيا خلال السنوات الأخيرة حضورها في أفريقيا عبر صادرات الحبوب وصفقات التسليح والتعاون في مجال الطاقة. ويأتي تعزيز الحضور الروسي في أفريقيا على حساب دول أخرى مثل فرنسا التي فقدت نفوذها بالتدريج خاصة في مستعمراتها السابقة لصالح ليس فقط روسيا ولكن لقوى أخرى وجهت بوصلة اهتماها نحو افريقيا مثل الصين وتركيا وحتى الولايات المتحدة التي أحييت في عهد الرئيس الحالي، جو بايدن، صلتها مع القارة السمراء بعد تجاهلها في عهد سبقه سابقه دونالد ترامب.
وفي إشارة إلى اهتمام موسكو المتزايد بأفريقيا، زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، القارة مرتين منذ بداية العام الجاري ساعيا للتقريب بين الجانبين في مواجهة ما تصفها موسكو بـ “الإمبريالية” الغربية. وقال الرئيس بوتين في مقال له أول أمس "لطالما دعمنا الشعوب الأفريقية في نضالها من أجل التحرر من الاضطهاد الإمبريالي، وساعدنا في تأسيس الدول وتعزيز السيادة والقدرات الدفاعية".