رغم خلافات مع واشنطن حول مصير الرئيس الأسد
موسكو تحضر لقاء نيويورك
- 719
تمكن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحضور روسيا الندوة الدولية حول سوريا غدا بمقر الأمم المتحدة بنيويورك، بعد أن كانت موسكو قد لمحت بمقاطعتها بمبرر عدم وجود مبررات انعقادها. ووصل مسؤول الخارجية الأمريكي إلى موسكو في زيارة مفاجئة، كان الهدف منها عدم تأجيل ندوة نيويورك التي سيتم خلالها بحث آخر اللمسات قبل إجلاس فرقاء أزمة هذا البلد إلى طاولة مفاوضات واحدة بداية شهر جانفي القادم، لتشكيل حكومة وحدة وطنية، تؤول لها مهمة تسيير المرحلة الانتقالية في سوريا إلى غاية شهر جوان القادم، والتحضير لانتخابات عامة ورئاسية في أقل من عام ونصف عام من الآن.
وكانت المحادثات التي تمت بين الرئيس بوتين ووزير الخارجية الأمريكي عسيرة وشاقة؛ بالنظر الى طبيعة المواضيع المثارة بسبب التباين القائم بين مقاربتي البلدين، وهو ما استدعى ثلاث ساعات كاملة من المحادثات، وهي نفس المدة التي استغرقها لقاء كيري ولافروف قبل أن يقبل الرئيس بوتين بإيفاد وزيره للخارجية إلى نيويورك.
وانتقل كيري إلى موسكو لتفادي تضييع فرصة أخرى حول سوريا؛ حيث سعى من أجل إيجاد أرضية توافقية مع روسيا، وخاصة ما تعلّق بمصير الرئيس بشار الأسد، الذي شكّل نقطة خلاف جوهرية وحادة بين موسكو ومختلف العواصم الغربية والعربية الرافضة لبقائه في كرسي قصر الرئاسة في دمشق. ورغم اعتراف كيري ولافروف بوجود خلافات بين بلديهما حول مصير الرئيس الأسد، إلا أنهما أكدا عدم رغبتهما في جعل الخلاف بينهما حول هذه القضية، يرهن حظوظ نجاح لقاء نيويورك. وقال المسؤول الأمريكي إن "ما قلناه هو أننا لا نعتقد أن الأسد قادر على قيادة سوريا القادمة... ولكننا لم نركز في هذه المحادثات على خلافاتنا بقدر ما ركزنا على كل المسائل التي تساعد السوريين على اتخاذ قرارات لإنهاء أزمتهم".
ويُنتظر أن يناقش ممثلو 17 دولة غدا خطة خارطة الطريق التي توصلوا إليها خلال ثالث لقاء بينهم بالعاصمة النمساوية فيينا، منتصف شهر نوفمبر الماضي قبل إقرارهم قرار الأمين العام الأممي نقل المفاوضات إلى نيويورك. وتضمنت هذه الخطة تقديم مشروع لائحة أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي، يتم من خلالها المصادقة على ما تم التوصل إليه بالعاصمة النمساوية، ومن بينها عقد أول اجتماع بين المعارضة وممثلين عن الحكومة السورية لتشكيل هذه الحكومة.