قرينة المصالح المشتركة تحكم دعم بلاده للمقترح التوسعي المغربي
موقف ماكرون الجديد استخفاف بالحقوق المشروعة للصحراويين
- 1188
اعتبر باحثون في مقال نشر على موقع "ميديا بارت" الفرنسي، موقف الرئيس الفرنسي، ايمانيول ماكرون، الجديد من الصحراء الغربية منعطفا كبيرا في موقف باريس من تسوية النزاع في الاقليم المحتل، الذي يشكل استخفافا بالحقوق المشروعة لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير التي نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة وكل قرارات المحاكم الاقليمية والدولية.
وقال فريق يضم خمسة مختصين من المركز الوطني الفرنسي للبحوث وباحثين في علوم الاجتماع، في مساهمة نشرت أول أمس، على موقع "ميديا بارت" تحت عنوان "الصحراء الغربية.. مقامرة استعمارية رئاسية محفوفة بالمخاطر"، أن الرسالة التي بعث بها الرئيس الفرنسي إلى العاهل المغربي يوم 30 جويلية الماضي، شكلت منعطفا كبيرا في الموقف الفرنسي الرسمي من الصحراء الغربية، حيث يرى العديد من الباحثين أنها دعم واضح "للمقاربة الاستعمارية" وموقف من شأنه أن يضر بالشراكة التي تربط باريس بالعديد من الدول الإفريقية الداعمة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال.
واعتبر فريق التحرير، أن الاصطفاف الرسمي الفرنسي مع المواقف المغربية فيما يخص قضية النزاع في الصحراء الغربية، يشكل استخفافا بالحقوق المشروعة لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير، ويتزامن أيضا مع الهزيمة التي مني بها الرئيس الفرنسي في صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية والتشريعية، في وقت يفترض فيه أن تقوم الحكومة الجديدة بإدارة الشؤون الداخلية للبلاد فقط.
وذكر نفس الفريق أنه نبّه عام 2018، من خلال رسالة مفتوحة موجهة مباشرة إلى إيمانويل ماكرون، إلى المسؤولية الجسيمة التي تتحمّلها فرنسا في عدم إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، وحاول حينها على الرغم من الرقابة المفروضة على هذا الموضوع اطلاع الرأي العام الفرنسي، على انهيار المبادئ الأخلاقية لفرنسا بسبب دعمها لاحتلال آخر مستعمرة في إفريقيا.
واليوم ـ يقول فريق التحرير ـ فإن اتخاذ الرئيس الفرنسي الخطوة وتجاهله رسميا رأي محكمة العدل الدولية لعام 1975، وجميع قرارات المحاكم حول الموضوع منها المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ومحكمة العدل الأوروبية ومعها قرارات الأمم المتحدة، التي تعترف بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير يكون بذلك قد أعلن رسميا موقفه الداعم للاستعمار.
وذكر محررو المقال، بأنه في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الفرنسي، موقفه من الصحراء الغربية، فإن غالبية الدول الإفريقية تعترف بالصحراء الغربية وبحق شعب الصحراء الغربية في تقرير مصيره على رأسها جنوب إفريقيا ونيجيريا في المنطقة، وغالبية البلدان الإفريقية منها موريتانيا التي دعت مؤخرا الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، للمشاركة في مراسم أداء اليمين الدستورية للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية جديدة.
وفي نفس السياق، أكد الخبير في تسوية الصراعات الدولية والعضو السابق بلجنة خبراء الأمم المتحدة، محمد الشرقاوي، أن دعم فرنسا لما يسمى "خطة الحكم الذاتي" في إقليم الصحراء الغربية التي اقترحها المغرب تحكمه قرينة المصالح المشتركة.
وقال الخبير المغربي، لدى نزوله ضيفا على القناة الألمانية "دوتشي فيلي" في حصة "المسائية"، التي ناقشت مستجدات قضية الصحراء الغربية تحت عنوان "رسائل غوتيريس حول الصحراء الغربية.. لماذا الآن"، أن تقرير الأمين العام للأمم الأممي، الذي سيقدمه للجمعية العامة في الدورة المقبلة، هو ملخص لقراءاته وقراءات مبعوثه الشخصي، ستافان دي ميستورا، وكل رجال الأمم المتحدة حول هذا الصراع ومستجداته خلال الفترة الممتدة من 1 جويلية 2023 إلى 30 جوان 2024.
وحول موقف فرنسا الداعم للطرح المغربي في الصحراء الغربية، يرى الشرقاوي، أن باريس والرباط توصلتا إلى اتفاق بحكم قرينة المصالح المشتركة ولاعتبارات أخرى قد لا يعلمها الكثيرون"، معتبرا أن خرجة باريس "ذات رمزية دبلوماسية". وأشار إلى أن موقفه من قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حول الصحراء الغربية في نهاية 2020 ينطبق على الموقف الفرنسي.