بنيّة إفشال مبادرة السلام الفرنسية

نتانياهو يدعو الرئيس عباس لحلحلة مسار السلام الأمريكي

نتانياهو يدعو الرئيس عباس لحلحلة مسار السلام الأمريكي
  • 547

أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أمس، استعداده "المطلق" لعقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، متى شاء هذا الأخير من أجل بحث عملية السلام المتعثرة منذ عدة سنوات.  وقال بنيامين نتانياهو إنه قبل أيام تابع تصريحات الرئيس عباس للتلفزيون الإسرائيلي التي أكد خلالها "استعداده للقائي في حال وجهت له دعوة بذلك"، وأضاف "إذن إنني أدعوه مجددا للمجيء في أي يوم يريده". ويعود آخر لقاء علني بين الرجلين إلى عام 2010 غير أن تقارير إعلامية كانت تحدثت سابقا عن لقاءات بينهما تمت في سرية تامة باستثناء المصافحة التي تمت بينهما على هامش قمة المناخ المنعقدة بفرنسا شهر نوفمبر الماضي. وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أعاد الكرة إلى مرمى الرئيس الفلسطيني فإنه من المفيد التأكيد على أن الرئيس عباس لا يريد أخذ صور تذكارية مع نتانياهو بقدر ما يريد وقف الانزلاق العسكري الذي تشهده الأراضي الفلسطينية والاستيطان الذي يبتلع كل يوم مزيدا من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

والمؤكد أن نتانياهو المعروف عنه تنصله من التزاماته كرئيس وزراء لدولة الاحتلال بخصوص عملية السلام مع الفلسطينيين لن يقدم أي ضمانات بتعهدات رسمية لبعث الروح في مسار سلام تأكد موته في ظل فشل الوساطة الأمريكية طيلة عشريتين أو أكثر من الزمن.  وهو ما يجعل هذه الدعوة تشتم فيها نية خبث نتانياهو بهدف إفشال المبادرة الفرنسية الرامية لعقد مؤتمر دولي لتسوية القضية الفلسطينية، وبالتالي التشويش عليها بعد أن أبدت عدة أطراف ومن ضمنها جامعة الدول العربية تأييدها للمسعى الفرنسي. وجاء الدعم للمبادرة الفرنسية بعدما حكمت هذه الأطراف وفي مقدمتها الجانب الفلسطيني بفشل المساعي الأمريكية التي لم تتمكن من إحراز أي تقدم يذكر على مسار تسوية أقدم وأعقد صراع في منطقة الشرق الأوسط وكل العالم، بسبب انحياز واشنطن المفضوح لإسرائيل على حساب الحقوق الفلسطينية المغتصبة. ثم كيف يمكن الوثوق في حكومة احتلال همها الوحيد تضييق الخناق أكثر على الشعب الفلسطيني الأعزل من خلال مواصلة انتهاكاتها واعتداءاتها ضد كل ما هو فلسطيني؟.

ففي حلقة جديدة من مسلسل هذه الاعتداءات أقدمت سلطات الاحتلال أمس، على تدمير ثلاثة منازل لعائلات شهداء فلسطينيين في بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة الغربية ضمن سياسة العقاب الجماعي التي اعتادت اقترافها في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. واقتحمت أكثر من 60 آلية عسكرية إسرائيلية ترافقها 4 جرافات البلدة الفلسطينية وقامت بهدم منازل عائلات الشهداء أحمد زكارنة وأحمد أبو الرب ومحمد كميل بعد محاصرتها. وهو ما تسبب في اندلاع مواجهات بين عشرات الشباب وقوات الاحتلال استمرت من الفجر حتى ساعات الصباح الأولى أسفرت عن إصابة 5 شبان فلسطينيين بالرصاص الحي والمطاطي. واستشهد الفلسطينيون الثلاثة قبل حوالي شهرين برصاص جيش الاحتلال بالقدس المحتلة ضمن ما عرف بانتفاضة فتيان السكاكين المندلعة منذ بداية أكتوبر الماضي، والتي خلّفت إلى غاية الآن استشهاد ما لا يقل عن 200 شهيد فلسطيني.