بينما باشرت وكالات إنسانية توزيع مساعداتها على اللاجئين الصحراويين
نداء أممي لجمع 20 مليون دولار لمواجهة أضرار الفيضانات
- 994
وجهت وكالات الأمم المتحدة نداء عاجلا لجمع مساعدات مالية بقيمة 19,6 مليون دولار لمواجهة الأزمة التي خلّفتها الفيضانات التي اجتاحت مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤخرا، وتسببت في أضرار مادية بليغة بهذه المخيمات. وأكدت مصادر مكتب الأمم المتحدة بالجزائر، أن هذا المبلغ ستضمنه المحافظة السامية للاجئين بقيمة 9,6 مليون دولار، وبرنامج الغذاء العالمي بمبلغ 8,1 مليون دولار، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة بمبلغ 1,7 مليون دولار، و300 ألف دولار تضمنها منظمة الصحة العالمية، وأكد أن هذا المبلغ يضمن حاجيات اللاجئين الصحراويين لمدة ثلاثة أشهر فقط.
ويأتي النداء الأممي في وقت باشرت فيه وكالات إنسانية متواجدة بمخيمات اللاجئين، تقديم أولى المساعدات للصحراويين المتضررين من الفيضانات الأخيرة، مكونة من عتاد استعجالي ومواد أغذية بإشراف مباشر من طرف تنسيقية المحافظة السامية للاجئين. وكان مكتب الأمم المتحدة بالجزائر وجّه نداء عاجلا باتجاه المجتمع الدولي للتعبئة؛ من أجل تلبية الحاجيات المستعجلة للاجئين الصحراويين، الذين يعتمدون بصفة كلية على المساعدات الإنسانية الدولية منذ أكثر من 40 سنة؛ بسبب الاحتلال اللاشرعي للصحراء الغربية من قبل المغرب بدعم من فرنسا.
وتأسّف المكتب الأممي كون أكثر من "11 ألف عائلة تهدمت بيوتها بصفة كلية أو جزئية في وقت فقدت هذه العائلات مؤونتها الغذائية الشهرية، إلى جانب تعرض جزء هام من المنشآت القاعدية العمومية والعيادات والصيدليات والمستشفيات والمدارس، للتدمير". وكانت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري وضمن وقفة تضامنية مع اللاجئين، أعطت الأسبوع الماضي إشارة الانطلاق الرمزي لقافلة من المساعدات الإنسانية الموجهة لمخيمات اللاجئين. وأشارت إلى أن هذه الإعانات الأولية هي ثمرة الالتفاف الشعبي الذي سجله الهلال الأحمر الجزائري عقب النداء الذي أطلقه لمساعدة اللاجئين الصحراويين، وهي دليل على قناعة الشعب الجزائري بالقضية الصحراوية العادلة.
وتضمنت القافلة التي تُعد الثانية من نوعها، حوالي 1100 طن من المساعدات الإنسانية التي تشمل مواد غذائية، على غرار الفرينة والأرز والتمور والسكر وكذا أفرشة وأغطية؛ حيث من المقرر أن تصل قافلة ثالثة من المساعدات في غضون هذا الأسبوع. وسبق لرئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، أن أكدت على توجيه نداء لكل الشركاء الإنسانيين، مثل المحافظة السامية للاجئين، وبرنامج الغذاء العالمي وكذا الصليب الأحمر الإسباني، الذين أكدوا استعدادهم لتقديم المساعدات. كما وجّه الهلال الأحمر الجزائري رسالة رسمية للفيدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر؛ من أجل إطلاعه على حجم المعاناة الإنسانية التي يكابدها اللاجئون الصحراويون خاصة بسبب هذه الفيضانات.
وأكدت بن حبيلس أن نداءها لاقى ردا إيجابيا، وأنه "ولأول مرة" سترسل الفيدرالية الدولية للصليب والهلال الأحمر أخصائيا في الكوارث الطبيعية لمعاينة حجم الأضرار، إلى مخيمات اللاجئين وتقدير كمية المساعدات اللازمة. يُذكر أن كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، قام بزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين؛ حيث وقف بنفسه على حجم الخسائر التي خلّفتها الأمطار الطوفانية بمختلف المخيمات.