بعد 76 عاما على نكبة فلسطين

"نكبة جديدة" بنفس فصول الدم والتهجير والتطهير العرقي

"نكبة جديدة" بنفس فصول الدم والتهجير والتطهير العرقي
  • 791
ق. د ق. د

تحل غدا النكبة في ذكراها 76 على الشعب الفلسطيني وهو يعيش مجدّدا فصولها الدامية والموجعة في قطاع غزة الواقع منذ قرابة ثمانية أشهر تحت قصف صهيوني مكثف وحرب همجية خلفت ارتقاء أكثر من 35 ألف شهيد إلى غاية الآن، وموجة نزوح قسري لمئات آلاف العائلات التي تلاحقها نيران الاحتلال الصهيوني  في كل شبر يلجؤون إليه في القطاع المنكوب.    

يحيي الفلسطينيون غدا الأربعاء ومعهم أحرار العالم الذكرى 76 للنكبة المصادفة لـ15 ماي من كل عام في وقت يواصل فيه الاحتلال الصهيوني عدوانه على قطاع غزة وباقي بالأراضي الفلسطينية المحتلة وسط تنديدات دولية ومطالبات متصاعدة بإنهاء الاحتلال.

وتعيد النكبة ذكرى 10 آلاف فلسطيني على الأقل استشهدوا في سلسلة مجازر وعمليات قتل ما زال معظمها مجهولا، فيما أصيب 3 أضعاف هذا الرقم بجروح، وتوالت بعد ذلك خطط الصهاينة لتطهير أرض فلسطين من سكانها وبذلوا قصارى جهدهم لمسح التراث والثقافة الفلسطينية من الوجود ليفرز هذا الوضع معاناة ممتدة لملايين اللاجئين الفلسطينيين.

وشكلت أحداث نكبة فلسطين وما تلاها من تهجير مأساة كبرى للشعب الفلسطيني لما مثلته وما زالت من عملية تطهير عرقي، حيث تم تدمير وطرد شعب بكامله وإحلال جماعات وأفراد من شتى بقاع العالم مكانه وتشريد 957 ألف فلسطيني من قراهم ومدنهم من أصل 1.4 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في فلسطين التاريخية عام 1948 في 1300 قرية ومدينة فلسطينية.

وانتهى التهجير بغالبيتهم إلى عدد من الدول العربية المجاورة إضافة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، إضافة عن التهجير الداخلي للآلاف منهم داخل الأراضي التي استولى عليها الاحتلال عام النكبة وما تلاها بعد طردهم من منازلهم والاستيلاء على أراضيهم.

واليوم نفس المشهد الدامي يتكرّر في قطاع غزة على مدار أكثر من سبعة أشهر على مرأى ومسمع العالم الأجمع العاجز حتى الساعة عن وضع حد للمحرقة الصهيونية المستمرة منذ السابع أكتوبر الماضي في قطاع غزة.

ويحاول الكيان الصهيوني من خلال عدوانه الهمجي على غزة وتصعيد اعتداءاته في الضفة الغربية والقدس إعادة الشعب الفلسطيني إلى فصول "نكبة جديدة" بعد 76 عاما من نكبة 1948 التي أجبرت الأهالي على الهجرة قسرا وترك بيوتهم وأراضيهم على أمل العودة يوما.

ورغم العدوان الوحشي والإبادة الجماعية التي يشنها هذا المحتل والمضايقات وتشديد الخناق على المواطنين في الأراضي المحتلة ومحاولة تصفية الوجود الفلسطيني، يبقى الشعب الفلسطيني صامدا وثابتا يستميت من أجل العودة إلى أرضه وحماية مقدساته.

ويسعى الكيان الصهيوني بكل ما أوتي من قوة من خلال هذه "النكبة الجديدة" إلى تحقيق جملة من الأهداف المعلنة وغير المعلنة كونه لا يحاول الاكتفاء بالقضاء على المقاومة فحسب وإنما يتعدى الأمر ذلك إلى الإجهاز على القضية الفلسطينية برمتها عبر التهجير والاجتثاث وشطب قضية اللاجئين لمحو حق العودة الذي يحاول الشعب الفلسطيني افتكاكه بالدم والمقاومة منذ 76 عاما.