الرئيس الأمريكي يهدد بقطع علاقات بلاده مع الصين
هل أخلطت حقائق كتاب جون بولتن حسابات ترامب الانتخابية،،؟
- 1300
شدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشكل مفاجئ من لهجته، أمس، تجاه الصين مؤكدا أنه لا يستبعد قطع علاقات بلاده معها بما فيها الاقتصادية في سياق تصعيد متجدد في علاقات اكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.
وكرر الرئيس ترامب القول أن بلاده تحتفظ بخيار سياسي وببدائل متعددة قد تصل إلى قطع العلاقات الاقتصادية مع بكين وأنه لا يريد التحدث مع الرئيس الصيني، تشي جين بينغ بسبب خلافات اقتصادية حادة بين بلديهما.
وفي رد فعل على هذا الموقف العدائي، وصف زهاو لي جيان الناطق باسم الخارجية الصيني التهديد الأمريكي بـ«غير العقلاني وغير الواقعي " وأن اللجوء بمثل هذه السهولة إلى قطع العلاقات بين أكبر دولتين في العالم يبقى أمرا غير منطقي في العلاقات الدولية كونه تفكير لا يساعد على تسوية مشاكل الولايات المتحدة بقدر ما يزيد في تعقيدها.
وفي كل مرة يصعد فيها الرئيس ترامب لهجته تجاه الصين إلا وعاد لتبرير مواقفه بالتداعيات التي تركها تفشي وباء "كورونا" وتكرار القول أنه لولا تأخر السلطات الصينية في الكشف عن ظهور أولى حالات الإصابة وتكتمها على انتشاره في إحدى مقاطعاتها نهاية ديسمبر الماضي لما تسبب في حصد أرواح اكثر من 450 الف شخص في العالم في أقل من أربعة أشهر ضمن أكبر كارثة إنسانية تواجهها البشرية منذ الحرب الثانية.
وتؤكد عودة الرئيس الأمريكي في كل مناسبة إلى تداعيات هذا الوباء أن "كوفيد ـ 19" اخلط عليه فعلا حساباته الانتخابية بعد أن تسبب في تهاوي شعبيته خمسة أشهر قبل موعد رئاسيات الثالث نوفمبر القادم وسط تزايد سيل الاتهامات بفشل إدارته في كيفية التعاطي مع تداعيات الوباء بسبب تأخرها في اتخاذ الإجراءات الوقائية لتفادي ما حصل من مآسي وهلاك قرابة 120 ألف أمريكي.
ويضاف إلى ذلك أن الفيروس خلف أثارا كارثية على الاقتصاد الأمريكي وهو الذي كان يأمل أن يجعل من الشق الاقتصادي ورقته الرابحة الأخرى على الأقل من حيث تقليص نسبة البطالة في أوساط اليد العاملة الأمريكية قبل أن تخيب كل حساباته في آخر المطاف بعد أن فقد قرابة 46 مليون أمريكي مناصب عملهم وأضيفوا إلى قوائم العاطلين بعد ان دخل الاقتصاد الأمريكي حالة ركود لن يخرج مها قبل سنوات.
ولا يستبعد أن تكون خرجة الرئيس الأمريكي ضد الصين، أملاها مضمون "الكتاب ـ القنبلة" الذي جاء تحت عنوان "الغرفة التي تم فيها كل هذا" والذي ينتظر أن ينشره مستشاره الأمني السابق، جون بولتن بداية من يوم الثلاثاء القادم في محاولة منه لتحويل اهتمام الأمريكيين عن حقائق صادمة تضمنها هذا الكتاب الذي فضح ممارسات الرئيس ورغبته في الفوز بعهدة رئاسية ثانية حتى على حساب المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة.وقال بولتن الذي أقاله الرئيس ترامب من منصبه شهر سبتمبر من العام الماضي، أشهر فقط بعد تعيينه أن هذا الأخير لا يصلح لقيادة الولايات المتحدة بسبب سقطاته في إدارة القضايا والمصالح الخارجية الأمريكية.
ودخل الرئيس الأمريكي بسبب هذه الحقائق وأخرى، سباقا ضد الساعة وحربا قانونية لمنع توزيع الكتاب الذي قد يزيد في تدهور شعبيته المتهالكة منذ ظهور فيروس" كورونا" وكل المتاعب التي رافقته.
وقال بولتن إن المكالمات الهاتفية التي تمت بين ترامب ونظيره الصيني أكدت ليس فقط عدم تجانس مواقف سياسته التجارية مع الصين ولكن أيضا عدم انسجام أفكاره إلى الحد الذي أدى إلى حدوث تداخل بين المصالح العليا للدولة الأمريكية وبين مصالحه الشخصية كرجل أعمال.
وفضح بولتن المعروف عنه مواقفه الجريئة في كتابه أيضا نفاق كاتب الخارجية، مايك بومبيو الذي قال إنه وصف ترامب في جلسات جانبية سنة 2018 بأنه لا يقول في أحاديثه وتصريحاته سوى "سخافات" وهو ما أثار سخط هذا الأخير وجعله ينعت بولتن بـ«الخائن الذي يريد إغراق أمريكا" بأكاذيبه.
ويمكن القول إن ارتدادات "الكتاب ـ القنبلة " مازالت في بداياتها وهزاته مرشحة لسجال سياسي قوي في الولايات المتحدة بمجرد أن يصبح الكتاب في متناول الأمريكيين واستغلال الحزب الديمقراطي لحقائق مضمونه لاستخدامها في حملة انتخابية مرشحة لأن تبلغ ذروتها خلال الأسابيع القادمة وتجعل من هذا الصيف أسخن صيف تعرفه الولايات المتحدة.