عولت عليه واشنطن لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا

هل تنجح الرياض في توحيد صفوف المعارضة؟

هل تنجح الرياض في توحيد صفوف المعارضة؟
  • 798

هل تنجح المعارضة السورية المجتمعة بشقيها السياسي والعسكري بالعاصمة السعودية الرياض على توحيد صفوفها والخروج بموقف موحد يسمح لها بالمشاركة في المحادثات التي تسعى الدول العظمى إطلاقها مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاحتواء الأزمة المستفحلة في سوريا ؟

سؤال يطرح بقوة وقد وحضر، أمس، ما لا يقل عن 100 موفد يمثلون عددا من أطياف المعارضة السورية إلى الرياض السعودية، حيث بدأوا اجتماعا تحت إشراف عبد العزيز صاجر رئيس مركز الخليج للأبحاث المتواجد مقره بمدينة جنيف السويسرية. ويشارك في اجتماع الرياض أطراف المعارضة الداخلية وتلك المتواجدة في المهجر باستثناء المجموعات المحسوبة على التنظيمات الإرهابية على غرار تنظيم "الدولة الإسلامية" و«جبهة النصرة" الفرع المحلي لتنظيم القاعدة في سوريا.

ويعد لقاء المعارضة السورية الذي انطلق أمس بجلسات مغلقة بعيدا عن أعين الصحافة الأول من نوعه الذي يعقد بالرياض السعودية منذ بداية النزاع المسلح في سوريا شهر مارس 2011 والذي خلف إلى غاية الآن حصيلة ثقيلة تجاوزت عتبة 250 ألف قتيل واجبر ملايين السوريين على النزوح واللجوء. ولم يخف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قبل انطلاق الاجتماع آماله في أن ينتهي بنتيجة ايجابية تقود الى أرضية توافقية بين مختلف الأطراف المشاركة لتوحيد الصف والموقف.

فهل تنجح الرياض في تحقيق هذا الهدف خاصة وأن محاولات عدة للم شمل المعارضة السورية المشتتة باءت بالفشل طيلة الخمس سنوات الماضية وهو ما حال دون وجود جهة سورية يمكن لها الحديث باسم المعارضة في مختلف المساعي الرامية لاحتواء الصراع الدامي في سوريا. ويجد هذا السؤال مصداقيته خاصة وأن الدول العظمى تعول عليه كثيرا في إقناع المعارضة بتوحيد صفوفها حتى تتمكن من مواصلة مساعيها في حلحلة مسار تسوية الأزمة السورية.

وهو ما يفسر مسارعة الولايات المتحدة للترحيب باجتماع العاصمة السعودية الذي اعتبرته بمثابة خطوة مهمة في إيجاد زخم للمفاوضات حول الأزمة في سوريا. وهو الموقف نفسه الذي عبر عنه وزير الخارجية الألماني فرانك والتر شتاينماير الذي اعتبر اجتماع الرياض "بادرة أمل لإحلال السلام في المنطقة". وقال إنه "لا يمكن الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية إلا بإستراتيجية طويلة المدى تتضمن خطوات عسكرية وإنسانية وسياسية في المقام الأول".

وكانت هذه الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والمملكة العربية السعودية وإيران والقوى الأوروبية وضعت في اجتماعاتها الأخيرة بالعاصمة النمساوية فيينا خارطة عمل لاحتواء الأزمة السورية تتضمن عقد لقاء مع بداية العام الجاري بين المعارضة والنظام السوري قبل وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية حلال الستة الأشهر التي تلي اللقاء مع تنظيم انتخابات عامة في ظرف 18 عاما.

ومن المقرر أن يعقد الاجتماع الدولي القادم حول سوريا على شكل اجتماعات فيينا بعد حوالي أسبوع من الآن بمدينة نيويورك الأمريكية. وضمن مسعى لإنجاح هذا الاجتماع أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري امس انه سينتقل الأسبوع القادمة الى العاصمة موسكو من اجل البحث مع المسؤولين الروس سبل الدفع قدما بالجهود الرامية لإطلاق عملية سلمية في سوريا.