استقالة عباس من على رأس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير

هل هي بداية انسحابه من الحياة السياسية الفلسطينية؟

هل هي بداية انسحابه من الحياة السياسية الفلسطينية؟
  • 837
هل يريد الرئيس الفلسطيني رمي المنشفة والانسحاب فعلا من الحياة السياسية الفلسطينية، وهو الذي ترأس مشهدها منذ وفاة الزعيم الراحل ياسر عرفات عام 2004؟.. سؤال يطرح بقوة بعد ما أبدى الرئيس محمود عباس، عدم رغبته في الترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر بمثابة الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وهو الذي استقال من على رأسها مؤخرا بحجة فتح المجال أمام تنظيم انتخابات جديدة بغرض تجديد القيادة الفلسطينية. وبرر الرئيس عباس، موقفه بأنه أصبح يشعر بالتعب وأنه ضاق ذرعا بممارسات سلطات الاحتلال وعدم التزامها باستحقاقات عملية السلام. بما يكشف عن رغبة ملحة لديه ليس فقط في الانسحاب من منظمة التحرير، وإنما من كل المناصب الرسمية الأخرى.
رغبة أكدها أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة الفتح الذي قال إن عباس أبلغ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بعدم رغبته الترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية. بل واعتبر مقبول أن موقف عباس "ينطلق من توجه كبير لديه منذ فترة باعتزال كافة مناصبه الرسمية نتيجة ممارسات سلطات الاحتلال وعدوانها المتواصل". فهل دفع الفشل المتوالي لمساعي السلام التي قادها عباس، طيلة السنوات الماضية للتوصل إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة إلى تبنّيه مثل هذا التوجه، أم أنه يكون قد تعرض لضغوط من جهة ما أو أنه فعلا أصبح يشعر بالتعب ولم يعد لديه ما يقدمه في تسوية أقدم وأعقد صراع في العالم.
ومهما تكن الأسباب فالمؤكد أن الرئيس الفلسطيني، يريد الانسحاب تدريجيا من الحياة السياسية الفلسطينية من خلال إتباع سياسة الخطوة ـ خطوة بإعلان استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير كالخطوة أولى، في توجه يبدو أن عباس ماض في تنفيذه.  والمؤكد أن توجه عباس يأتي في ظروف عصيبة تمر بها الأراضي الفلسطينية التي أصبحت تعيش على وقع توتر دائم في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني.
وفي هذا السياق اندلعت أمس، مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين من مخيم جنين جنوب الضفة الغربية، وقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم أسفرت عن إصابة خمسة فلسطينيين بجروح متفاوتة. وذكرت مصادر أمنية فلسطينية أن قوات الاحتلال كانت تبحث عن بسام السعدي، الذي تعتبره مسؤولا جهاديا والذي تمكن من الفرار لحظات قليلة بعد اقتحامها المخيم. وهو ما جعل قوات الاحتلال تتوجه إلى المنزل المجاور لمجدي ابو الحجة، مسؤول حركة المقاومة الاسلامية بحجة أن السعدي مختبئ بداخله. وتسبب ذلك في حدوث صدامات عنيفة مع مئات الفلسطينيين من سكان المخيم الذين رشقوا جنود الاحتلال بالحجارة وردت هذه الأخيرة كعادتها بإطلاق الرصاص الحي مما أدى إلى إصابة خمسة فلسطينيين.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية من المقرر أن تعقد اللجنة المعنية بممارسة الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وبالتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية الاثنين القادم، اجتماعا دوليا حول القضية الفلسطينية بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، بعنوان "المستوطنات الإسرائيلية عقبة في طريق السلام ـ الطرق الممكنة للمضي قدما". وسيركز الاجتماع على تأثير المستوطنات ودور المجتمع الدولي بما في ذلك المنظمات الإقليمية والمؤسسات الوطنية والمبادئ التوجيهية للاتحاد الأوروبي، حول استيراد ووسم السلع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية واتخاذ إجراءات من جانب البرلمانيين والمجتمع المدني والسلطات المحلية بهذا الشأن.