الإبراهيمي يواصل تحركاته لضبط آخر اللمسات قبل عقدها

واشنطن تغلق الباب أمام مشاركة إيران في ندوة جنيف الثانية

واشنطن تغلق الباب أمام مشاركة إيران في ندوة جنيف الثانية
  • القراءات: 1387

تمسكت الولايات المتحدة بموقفها الرافض لكل مشاركة لإيران في ندوة ”جنيف الثانية” حول الأزمة السورية على عكس المشاركة السعودية التي كانت موضوع نقاش أول أمس بمدينة جنيف بين ممثلين أمريكيين وروس بحضور المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي.

وتمسكت الإدارة الأمريكية بموقفها بخصوص المشاركة الإيرانية رغم الموقف المدافع الذي أبدته روسيا وحتى الأخضر الإبراهيمي اللذان اعتبرا أن إيران بإمكانها أن تعلب دورا مساعدا في إنهاء هذه الأزمة بحكم علاقاتها مع النظام السوري.

وقال الإبراهيمي في توضيح لما جرى في لقائه مع ممثلي الولايات التحدة وروسيا ”إن الولايات المتحدة لم تكن مقتنعة بمشاركة إيران رغم أن رغبة الأمم المتحدة في إشراكها في أشغال هذه الندوة لم يعد سرا خافيا على أحد”.

وهو ما يؤكد أن إصرار واشنطن على موقفها الرافض تغلب في الأخير على الرغبة الأممية وحتى الروسية.

وتكون الولايات المتحدة قد عبرت بقرارها عن موقف المعارضة السورية وكل الدول الغربية والدول الخليجية التي أبدت منذ البداية اعتراضا على أي دور لإيران في المعضلة السورية بمبرر موقفها المنحاز للنظام السوري على حساب المعارضة المسلحة.

وعلى نقيض ذلك، فقد تم حسم المشاركة السعودية في هذه الندوة بعد أن تم إدراجها ضمن قائمة الدول التي ستشارك في هذا اللقاء المصيري رفقة عشر دول عربية أخرى ودولتين إسلاميتين هما تركيا وأندونيسيا، بالإضافة إلى دولة البرازيل من أمريكا اللاتينية وكندا من أمريكا الشمالية والهند واليابان من آسيا ودولة جنوب إفريقيا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وسبع دول أوروبية.

وستعرف الندوة أيضا مشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

ويكون صد الباب أمام إيران هو الذي جعل الدبلوماسي الجزائري يجري اتصالا مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تناول ما جرى في المحادثات التي تمت، أول أمس، بمدينة جنيف، حيث يكون قد وضح له أسباب عدم السماح لبلاده المشاركة في هذه الندوة رغم أنها كانت من بين الدول الإقليمية التي أبدت رغبة ملحة في المشاركة فيها كقوة إقليمية لها كلمة تقولها في أزمة تهم كل دول المنطقة.

ولكن الأخضر الإبراهيمي لم يقفل الباب كلية أمام المشاركة الإيرانية وقال إننا سنواصل مفاوضاتنا حول هذه القضية وهو ما أعطى الاعتقاد بإمكانية توصل الأطراف إلى اتفاق حول السماح لطهران لأن تكون الدولة السابعة والعشرين في هذه الندوة.

وأكد الابراهيمي أن المسؤولين الإيرانيين أكدوا له رغبتهم الملحة في حضور هذه الندوة إذا كان ذلك ممكنا وإذا تعذر ذلك فإنها لن تكون نهاية العالم. وقال إنه دافع عن مشاركة إيران في هذا المؤتمر بقناعة أنها تبقى أكبر متعامل اقتصادي مع سوريا وحليفها الاقتصادي والعسكري.

وتحرك الإبراهيمي على أكثر من صعيد هذه الأيام من أجل وضع آخر اللمسات تحضيرا لعقد ندوة جنيف الثانية وضمان نجاحها. ويبقى رهانه منصبا الآن بعد وضع قائمة الدول المشاركة على ضمان مشاركة المعارضة السورية بوفد موحد يمثل مختلف الأطياف والتيارات المعارضة للنظام السوري.

وإذا كان الإبراهيمي أكد أن الحكومة السورية سلمته قائمة بأسماء وفدها المشارك في الندوة رافضا الكشف عن هوية أعضائه إلى حين فإن رهانه يبقى منصبا على أطياف المعارضة التي وجدت صعوبات جمة في التوصل إلى اتفاق حول تركيبة وفدها بسبب اختلاف توجهاتها ومنطلقاتها الإيديولوجية من أقصى اليمين الإسلامي إلى أقصى اليسار اللائكي.

وهي المعضلة التي تبقى قائمة ثلاثة أسابيع قبل انطلاق أشغال ندوة جنيف كون حسمها سيكون أكبر مؤشر إيجابي على نجاح المفاوضات التي قال الإبراهيمي إنها قد تدوم يوما أو يومين أو حتى ثلاثة أيام وإذا سارت في الاتجاه الصحيح فإن مدتها ستكون أطول في تلميح إلى صعوبة القضايا التي ستطرح على الطاولة.

وهي المفاوضات التي من شأنها أن تنتهي إلى اتفاق يتم بمقتضاه وضع خطة خارطة طريق ندوة جنيف الأولى المتوصل إليها شهر جوان 2012 على سكة التجسيد الميداني على أمل إنهاء حرب أهلية لم تعد تخدم مصلحة أي طرف داخلي او إقليمي أو حتى دولي بقدر ما أصبحت تهدد مصالح الجميع.