قال إن بلاده لن تمنحه إرادة قتال تنظيم "الدولة الإسلامية"

وزير الدفاع الأمريكي يحمّل الجيش العراقي مسؤولية انتكاساته

وزير الدفاع الأمريكي يحمّل الجيش العراقي مسؤولية انتكاساته
  • القراءات: 644
وجّه وزير الدفاع الأمريكي، اشتون كارت، أمس، اتهاما خطيرا باتجاه الجيش العراقي عندما أكد أن عناصر وحداته بمدينة الرمادي، لم تكن لهم الإرادة  القتالية لصد هجمات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، مما سهل عليهم بسط سيطرتهم على هذه المدينة الإستراتيجية. وقال الوزير الأمريكي، إن ما حدث في الرمادي الأسبوع الماضي، أكد افتقاد القوات العراقية لإرادة القتال ورغبة في قتال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية والدفاع عن أنفسهم.

ولم يجد المسؤول العسكري الأمريكي أي مبرر منطقي لتفسير سقوط المدينة بتلك السرعة، وقال إن تعداد الجنود العراقيين كان أكبر من عدد مقاتلي الدولة الإسلامية ولكنهم لم يقاتلوهم وفضّلوا الانسحاب من مواقعهم. وألقى باللائمة على الجيش العراقي في حدوث هذه الانتكاسة غير المسبوقة وقال "لقد دربناهم ومنحناهم الأسلحة والتجهيزات الحربية التي يريدون ولكنه ليس بإمكاننا منحهم إرادة القتال". وجاءت تصريحات الوزير الأمريكي ردا على الانتقادات التي وجهت للتحالف الدولي الذي تقوده بلاده ضد ما يعرف بتنظيم "داعش"، وفشل عمليات القصف في وقف زحف مقاتلي هذا التنظيم الذي استولى ـ حسب آخر التقديرات ـ على قرابة نصف الأراضي العراقية. 

ودافع عن عمليات القصف الجوي التي تشرف عليها بلاده، وقال إنها فعّالة ولكن لا شيء بإمكانه الحلول محل الإرادة القتالية التي تبقى أمرا شخصيا والنصر لا يحققه الأمريكيون ولكن العراقيين وحدهم. وعبّر الرقم الأول العسكري الأمريكي، عن أمله في أن يتحلّى الجنود العراقيون بإرادة قتالية صادقة لأنه بدونها لا يمكن التغلّب على تنظيم الدولة الإسلامية.  وجاء تصريح الوزير الأمريكي بعد أن أكدت  تقارير عسكرية أن عناصر وحدات الجيش العراقي فضّلوا الفرار أمام زحف تنظيم الدولة الإسلامية، بدلا من التصدي لهم وإرغامهم على  الانسحاب.

وهو ما فسر السقوط المفاجئ لهذه المدينة الاستراتيجية على طريق العاصمة بغداد، وأيضا بالنظر إلى موقعها  الجغرافي المتاخم لدول سوريا والعربية السعودية والأردن. وهو ما يؤكد أن بسط السيطرة على عاصمة محافظة الأنبار، يعني أن التنظيم أعطى لنفسه مجالا استراتيجيا للتحرك في العمق السوري، وأيضا فتح المجال أمام تزويده بالأسلحة التي يريد.  وتأكدت هذه الخطة أمس، عندما فرض التنظيم سيطرته على مركز الوليد الحدودي بين سوريا والعراق، رغم العملية العسكرية التي شرعت فيها تعزيزات القوات النظامية العراقية والحشد الشعبي الشيعية الداعمة لها. وتكمن أهمية المركز في كونه سقط بين أيدي التنظيم العراقي، في نفس الوقت الذي استولى فيه الجناح السوري للتنظيم على مدينة الطنف السورية التي ضمن بواسطتها سيطرته على الطريق الدولي بين سوريا ومحافظة الأنبار. 

وقال ضابط شرطة عراقي، إن تنظيم الدولة الإسلامية، بسط سيطرته على مركز الوليد بعد انسحاب جيش حرس الحدود العراقي بمبرر أن الجنود لم يحصلوا على الدعم اللازم وعددهم لم يكن كافيا للتصدي لمقاتلي التنظيم.  ويبدو أن هذا التنظيم الذي لم يكن له أي وجود قبل عام، يعمل وفق خطة مدروسة استولى في بدايتها على المدن الصناعية في سوريا والعراق، ثم على أبار النفط للحصول على الأموال الضرورية لشراء الأسلحة، وهو الآن يسعى لفرض سيطرته على المدن الاستراتيجية للتحكّم في طرق المواصلات الدولية. وهي خطة متكاملة تزيد في صعوبة القضاء على مقاتليه ودحرهم ما لم يتم تشكيل قوة قادرة على ذلك.