36 شهيدا في مجزرة بمركز لإيواء النازحين في غزة
وصمة عار جديدة على جبين المجتمع الدولي

- 242

استشهد 36 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وأغلبهم باتوا جثثا متفحّمة، فيما أصيب عدد آخر بجراح، أمس الإثنين، جراء غارة شنّها جيش الاحتلال الصهيوني على مركز إيواء للنازحين الفلسطينيين، في مدينة غزة.
ذكرت مصادر إعلامية وطبية فلسطينية أنّ قوات الاحتلال ارتكبت فجر أمس، مجزرة مروعة بحقّ النازحين في مدرسة "فهمي الجرجاوي" بحي "الدرج"، ما أدى إلى ارتقاء 36 شهيدا، إضافة إلى عشرات الإصابات نتيجة الحرائق التي اشتعلت في الخيام.
وقالت مصادر محلية، إنّ النار اشتعلت في المدرسة، جراء الغارة الصهيونية، حيث هرعت فرق الدفاع المدني لنقل المصابين وإطفاء الحريق، والبحث عن مفقودين تحت الركام. وأظهرت مقاطع مصوّرة متداولة للحرائق المشتعلة في خيام المدرسة عددا كبيرا من الأطفال بين شهداء وجرحى.
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إنّ المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني فجر أمس، بقصفها مدرسة فهمي الجرجاوي بحي الدرج في مدينة غزة "وصمة عار" جديدة على جبين المجتمع الدولي وإحدى أبشع حلقات المقتلة المفتوحة التي يقودها الكيان المتطرّف بحقّ المدنيين العزل في قطاع غزة.
وأوضح فتوح في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إنّه "لم يعد مقبولا استمرار الصمت ولا جدوى من لغة الشجب والاستنكار"، مطالبا مجلس الأمن الدولي وشركاء العدالة في العالم بـ«الخروج الفوري من مربع التصريحات، والتحرّك العملي والعاجل لوقف عدوان الموت والجوع والدمار".
وتابع إن "الاحتلال لم يترك بيتا أو خيمة أو مأوى إلا وجعله هدفا للقصف والترويع، وأن الآلة الحربية الصهيونية تمارس حرب إبادة منهجية أمام أعين العالم إنها مسؤولية أخلاقية وقانونية على كل من يدّعي التزامه بالقانون الدولي وحقوق الإنسان".
واعتبر فتوح، أنّ "صمت العالم منذ 20 شهرا على العدوان تواطؤ، وأن عجز المنظومة الدولية عن اتخاذ إجراءات فاعلة جعلها شريكا فعليا في الجريمة"، مشدّدا على أن "الشعب الفلسطيني لم يعد بحاجة إلى المزيد من التصريحات والبيانات بل إلى تدخل دولي حقيقي وفاعل يترجم بنود القانون الدولي الإنساني وإعلان روما إلى إجراءات توقف شلال الدم، وتعيد للفلسطينيين حقّهم في الحياة والكرامة على أرضهم".
مرصد حقوقي: استهداف مراكز النازحين سياسة متكرّرة ومقصودة
من جهته، أكد المرصد الأورو- متوسطي لحقوق الإنسان، أنّ استهداف قوات الاحتلال الصهيوني المدارس التي تؤوي نازحين في قطاع غزة، خصوصا النساء والأطفال، بات سياسة صهيونية "متكرّرة ومقصودة وليس سلوكا عرضيا"، ويشكّل أحد أوجه جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الفلسطينيين منذ أكثر من 19 شهرا.
وقال المرصد في بيان له إنّ قوات الاحتلال الصهيوني تواصل ارتكاب مجازر مروعة من خلال قصف مراكز الإيواء وتدمير ما تبقى من المباني وفرض ظروف معيشية يستحيل معها البقاء، كان آخرها استهداف مدرسة تؤوي نازحين في حي "الدرج" وسط مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد 36 مدنيا على الأقل، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
وأكد المرصد الحقوقي أن قصف المدرسة يعد "حلقة جديدة في نمط منهجي من الهجمات المتعمّدة على مراكز الإيواء يكشف عن نية واضحة في تدمير أي شكل من أشكال الحماية وتجريد المدنيين من أبسط وسائل الأمان". ونبّه إلى أن الاحتلال الصهيوني "يتوسّع في القتل ضمن تصعيد واسع واعتماد سياسة الأرض المحروقة والتدمير الشامل لما تبقى من الأحياء والبنية التحتية في قطاع غزة"، مطالبا بتوفير حماية خاصة لمراكز الإيواء والعمل على فتح ممرات إنسانية آمنة تضمن إيصال المساعدات وإجلاء المصابين. كما دعا المجتمع الدولي إلى "التحرّك الفوري" لوقف حرب الابادة الصهيونية وفرض تدابير فعالة لحماية المدنيين الفلسطينيين.
استشهاد 19 فلسطينيا في قصف منزل بجباليا
واستشهد 19 مواطنا فلسطينيا، وأصيب آخرون، أمس، في قصف الاحتلال الصهيوني منزلا بمنطقة جباليا البلد، شمال قطاع غزة، وفق ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) التي نقلت عن مصادر محلية، تأكيدها أن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلا في جباليا، ما أدّى لاستشهاد 19 مواطنا بينهم أطفال ونساء.
.. و7 شهداء وعدد من الجرحى في قصف للاحتلال على القطاع
كما استشهد، أمس، 7 فلسطينيين وأصيب آخرون، بقصف الاحتلال مناطق في غزة وخان يونس ودير البلح، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة عدد آخر، بعد قصف مسيرة للاحتلال الصهيوني منطقة الكرامة في جباليا شمال، غرب مدينة غزة. كما استشهد شخصان آخران، إضافة إلى عدد من المفقودين، بعد قصف طيران الاحتلال منزلا بمنطقة المنارة، جنوب شرق مدينة خان يونس. واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون بعد قصف مسيرة للاحتلال خيمة نازحين بمنطقة المشاعلة، جنوب غرب دير البلح، وسط قطاع غزة.
وأعلنت مصادر طبية في القطاع عن استشهاد 60 مواطنا منذ فجر أمس، مشيرة إلى أن قوات الاحتلال الصهيوني نسفت مباني سكنية غرب مدينة بيت لاهيا، شمال قطاع غزة. وارتكبت قوات الاحتلال، صباح أمس، مجزرتين، الأولى عندما استهدفت مدرسة فهمي الجرجاوي، التي تؤوي نازحين في حي الدرج بمدينة غزة وسط قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد 36 مواطنا بينهم 6 أطفال، والثانية عندما استهدفت منزلا في جباليا البلد، شمال القطاع، وأسفرت عن استشهاد 19 مواطنا.
مستنكرة الانتهاك الصارخ لقدسيته لدى الأمة الإسلامية
"حماس" تحذّر من تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى
حذّرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أمس، من تصاعد اقتحامات المستوطنين الصهاينة داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، في انتهاك صارخ لقدسية ومكانة الأقصى لدى الأمة الإسلامية جمعاء.
ذكرت الحركة، في بيان لها، إنّ الاقتحام السافر الذي نفذه المتطرّف الذي يسمى بوزير "الأمن القومي" لدى الكيان الصهيوني، برفقة مجموعات كبيرة من قطعان المستوطنين، لباحات المسجد الأقصى المبارك، وأداء طقوس تلمودية استفزازية فيه، "يمثل انتهاكا صارخا لقدسية ومكانة الأقصى لدى الأمة الإسلامية جمعاء، ومحاولة مستميتة من الاحتلال لإنفاذ التهويد الكامل للمسجد".
وحذّرت الحركة، في ذكرى احتلال القدس من تصاعد الاقتحامات والطقوس التلمودية داخل ساحات الأقصى، مؤكدة أن "الشعب الفلسطيني سيواصل الرباط والدفاع عن المسجد الأقصى، ولن يسمح بتمرير مخطّطات التقسيم أو التهويد". وأهابت بجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى "تكثيف الرباط وشدّ الرحال للمسجد الأقصى، والتصدي للاقتحامات وعربدة المستوطنين".
ودعت حركة "حماس"، أحرار الأمة العربية والإسلامية إلى "الوقوف عند مسؤولياتهم تجاه حماية المسجد، ودعم وتعزيز صمود الفلسطينيين في القدس الذين يتعرضون لمحاولات التهجير، والعمل على إيقاف عدوان الاحتلال على الشعب الفلسطيني ومقدساته".
كما أدان الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، أمس، تصاعد الانتهاكات الصهيونية بحقّ المسجد المبارك بالقدس المحتلة، محذّرا من أن استمرار الصمت على هذه الانتهاكات سيؤدي إلى "أحلك وأقسى" الأحداث على الأقصى وعلى المنطقة. وقال الشيخ عكرمة صبري في تصريحات صحفية إنّ "الاحتلال ماض في مخططاته الممنهجة، والأقصى مستباح يوميا تحت حماية عسكرية مشدّدة، والمستوطنون لا يكسبون أي حقّ بما يقومون به من اعتداءات واستفزازات، فالأقصى للمسلمين بقرار رباني".
وفي سياق تصريحه، أكد المتحدث أن "المسجد الأقصى يعاني من حصار خانق، حيث يمنع المصلون من الوصول إليه، في سياسة تهدف إلى تفريغ المسجد وتقييد حركة المقدسيين، مقابل تسهيل اقتحامات المستوطنين وحمايتهم عسكريا". وشدّد على أن الاحتلال يحاول "خنق كل صوت يعارض مخططاته، ويمنع نقل الصورة الحقيقية، ويستمر في تنفيذ إجراءات انتقامية ممنهجة بحقّ أهل القدس، في محاولة لثنيهم عن الدفاع عن مقدّساتهم". وحذّر خطيب الاقصى من أنّ استمرار الصمت على هذه الانتهاكات سيؤدي إلى "أحلك وأقسى" الأحداث على الأقصى وعلى المنطقة، داعيا إلى "موقف حقيقي بحجم الاعتداء الذي يتعرّض له المسجد الأقصى المبارك".