تشكل غابة بوشاوي، التي تقع على بعد 20 كلم غرب الجزائر العاصمة، متنفسا طبيعيا وفضاء عائليا ترفيهيا، حيث يفوق عدد زوارها تزامنا والعطلة الربيعية 1000 زائر يوميا، حسبما أفادت به السيدة هجيرة حلاس، المكلفة بالإعلام في مديرية الغابات والحزام الأخضر لولاية الجزائر.

في هذا الإطار، أشارت السيدة حلاس إلى أن غابة بوشاوي التابعة للمقاطعة الإدارية للشراقة، التي تمتد على مساحة تزيد عن 140 هكتارا، أضحت منذ بداية العطلة الربيعية متنفسا طبيعيا للمواطنين، قدموا من مختلف بلديات العاصمة ومن مختلف الولايات المجاورة، بحثا عن الاستجمام والراحة، مضيفة أن عدد الزوار يفوق خلال فترة العطلة الربيعية 1000 زائر يوميا من جميع الفئات العمرية، لاسيما في نهاية الأسبوع.

أشارت المسؤولة إلى أن هذا الفضاء الغابي الذي يعد من أهم الكتل الغابية في الجزائر العاصمة ”يعد جرعة أوكسجين ويمثل رئة ثانية للعاصمة بعد غابة باينام”، حيث يوفر مختلف الخدمات كمحلات بيع الأكل السريع والمشروبات وحظيرة ركن السيارات، مما يستقطب مختلف شرائح المجتمع للظفر بسويعات من الترفيه والاسترخاء.

ذكرت أن فترة بعد الظهيرة تعرف عادة توافدا قياسيا للعائلات التي تجتمع على موائد الشاي والقهوة والحلويات، فيما تفضل عائلات أخرى اقتناء المأكولات الخفيفة بعين المكان، إلى جانب تخصيص جلسات لعبة الدومينو إلى غاية وقت متأخر من المساء، مع توفر الأمن وانتشار عناصر الدرك الوطني بمداخل ومخارج الغابة.

حسبما أكدته السيدة حلاس، فإن إقبال المواطنين على غابة بوشاوي، مرتبط أيضا بممارسة لرياضة، حيث أصبحت المكان” المفضل” لعدد كبير من ممارسي مختلف الرياضيات، منها رياضة المشي والعدو ولوحظ وجود اكتظاظ مروي وطابور من السيارات عند مدخل ومخرج الغابة، خاصة في ساعات ذروة الزيارة مساء بسبب تدفق الزوار دفعة واحدة.

أبرزت المتحدثة، أن القائمين على صيانة ومتابعة هذه الغابة من عمال النظافة، ويقدر عددهم 20 عونا موسميا خصصتهم مصالح ولاية الجزائر لتنظيف الغابة ”يجدون صعوبة في عملهم ترتبط أساسا بإهمال متعمد أحيانا، ولامبالاة ترسخت في تصرفات بعض الزوار، عكسها حجم النفايات التي يتم رفعها يوميا، حيث يتم جمع أزيد من 30 كيسا من النفايات (50 كلغ للكيس الواحد) نهاية الأسبوع، كما يتعين عليهم تمشيط عشرات الهكتارات لرفع بقايا المأكولات والمشروبات لتفادي نشوب الحرائق، حفاظا على جمال ونظافة المكان”.

من جهة أخرى، ذكرت السيدة حلاس بالنتائج الإيجابية لتطبيق البرنامج التحسيسي ”محيطي أخضر”، وهو في طبعته الثالثة، وقد اختير له هذه السنة شعار ”فكر أخضر” موجه لفائدة تلاميذ المدارس ومختلف شرائح المجتمع. يشارك في عملية التحسيس أيضا مختلف الفاعلين والجمعيات التي تعنى بحماية البيئة،       بغية ترسيخ الثقافة البيئية لدى الأطفال.

أجمع رواد غابة بوشاوي على أن هذا الفضاء عائلي ”بامتياز” لتوفر عاملين مهمين هما ”النظافة والأمن”، فيما اعتبرها الرياضيون القادمون إليها بهدف ممارسة مختلف أنواع الرياضة، مكانا لتجديد نشاطهم البدني والذهني.

تتوفر ولاية الجزائر على ثروة غابية تفوق مساحتها 5.000 هكتار، موزعة عبر 113 موقعا غابيا، عدد هام منها موجود عبر النسيج العمراني ويشمل مساحات تتراوح بين 1 إلى 8 هكتارات، فيما تتفاوت مساحة الغابات الكبرى بالعاصمة بين 300 و600 هكتار، على غرار غابات ”مقطع خيرة” و«بوشاوي” و«بوزريعة” و«بن عكنون” و«باينام” و«19 جوان”.