التحذير من بلوغ مرحلة التبذير

«الصولد» إدمان المهووسين بالشراء

«الصولد»  إدمان المهووسين بالشراء
  • 617

يعاني الكثيرون من هوس حقيقي متعلق بالشراء، ويزداد خلال فترة «الصولد»، بسبب الأسعار المغرية التي يعرض بها أصحاب المحلات سلعهم خلال هذه الفترة، والتي تدفع بالكثيرين إلى اقتناء ما هم في غنى عنه، مما يجرهم على الدخول في باب التبذير والإسراف، وهو سلوك حذر منه مصطفى زبدي، رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلكين.

أصبحت الجزائر في السنوات القليلة الأخيرة تواكب العالم في مجال الموضة، بعدما فتحت العديد من الشركات العالمية للألبسة الجاهزة فروعا لها في العاصمة وبعض الولايات الكبرى الأخرى، لتتبنى بذلك تلك الثقافة بكل ما تحمله معها، لاسيما سياسة التخفيضات و»الصولد» الذي بات ينظم في الجزائر في الفترة نفسها مع مختلف دول العالم الأخرى.

أصبحت الجزائر، على غرار باقي البلدان، تشهد هذه الفترة من السنة تطبيق مختلف المحلات لسياسة «التخفيض» عبر تعليقها للافتات على واجهاتها مكتوب عليها كلمة «الصولد»، ونسبة التخفيضات التي تمر عادة عبر ثلاث إلى أربع مراحل، في كل مرة تحدد نسبة التخفيض، لترتفع تلك النسبة في كل مرة. تخلق من جهة أخرى تلك السياسة نوعا من الحمى لدى المهووسين بعملية الشراء، وصفه بعض الخبراء بمرض نفسي، إذا اشتدت حالته، هو معروف باسم «انيوماني» أو «المشتري القهري»، وهي حالة نفسية حللها بعض النفسانيين، على أنها وسيلة لتعويض نقص معنوي لدى الفرد الذي يعاني منه، تتمثل أعراضه في اقتناء سلع لا حاجة له بها، أو اقتناء عدد كبير من نفس السلع دون وعي بذلك، وإنما في حقيقة الأمر هو لتعويض نقص عاطفي يتعذر عليه إيجاده من جانب آخر، وهذه الحالة النفسية يشير الخبراء إلى أنه لا يمكن القياس عليها خلال فترة «الصولد» من السنة، إذ أن الإدمان يكون على السلوك وليس على مادة معينة، ويتعلق هذا الأمر بصفة خاصة بالحاجة إلى شراء وتراكم الأشياء، فكل شخص لديه رغبة شديدة في تلبية الاحتياجات، لكن في حالة التسوق القهري، الفرد لا يمكن أن يقاوم الدافع الذي يمكن للشخص العادي التخلص منه ومقاومة تلك الرغبة، فهو يشعر نوعا ما بالحاجة التي لا يعوضها إلا بالشراء، ليشعر بعدها بالذنب والندم لاقتنائها ولا حدود له سواء من الناحية المالية أو من حيث الكمية المقتناة، ولا يرتبط ذلك الهوس بالسلعة في حد ذاتها، وإنما بالفعل، إذ تجد من يقتني سلعة لا حاجة له إليها، وقد لا يستعملها أبدا.

في هذا الخصوص، حذر مصطفى زبدي من الوقوع في فخ «الصولد»، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية التي انعكست على شريحة كبيرة من المجتمع، حتى بالنسبة لذوي الراتب المتوسط، بسبب ارتفاع أسعار السلع وانخفاض القدرة الشرائية للفرد، لهذا يعد من الضروري معرفة كيفية إرشاد الاستهلاك وعدم إنفاق المال على كماليات الفرد في غنى عنها، لذا يجب ترشيد المصاريف واستغلال   الفرد هذه الفترة من أجل اقتناء ما يحتاجه، لكن دون الوقوع في الفخ وترك الأسعار تغريه، لتدفعه إلى الخروج من المحل دون معرفة السبب الحقيقي وراء اقتنائه لتلك السلعة أو الهدف منها. 

نور الهدى بوطيبة