أخصائيون في التغذية يحذرون:
«المرقاز» و»القازوز» خطر يهدد الجهاز الهضمي
- 1040
أعرب عدد من الأخصائيين في التغذية عن أسفهم لعدم تقيّد أغلب الصائمين بالتغذية الصحية في شهر رمضان وانصرافهم وراء شهواتهم، الأمر الذي أدى إلى تعقيدات لدى حالات المرضى المصابين بالسكري والضغط الدموي وارتفاع معدل الشحوم في الدم.
حسب الأخصائية في التغذية كريمة سعودي، فإنّ احتكاكها بالمخابر الطبية خلال الشهر الفضيل كشف عن ضعف الثقافة الاستهلاكية بالنظر إلى عدد الوافدين عليها من الصائمين، طلبا لإجراء فحوصات بسبب سوء حالتهم، خاصة في الأيام الأولى من الشهر الفضيل نتيجة المبالغة في تناول الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات وكذا المشروبات المحلاة تقول «ما يعني أنّ الجهود المبذولة للتحسيس لم تأت أكلها وأن المواطنين بحاجة إلى مزيد من التحسيس والتوعية».
الحديث عن الثقافة الاستهلاكية لا يتوقف على شهر رمضان فحسب، وإنما يطرح إشكالا كبيرا بعد العيد، لأنّ الصائمين كانوا قد تعودوا على صيام 16 ساعة، وبالتالي تقول الأخصائية في التغذية «جسم الإنسان يحتاج إلى التعامل بحذر بعد العيد، وهو للأسف الشديد ما نجده غائبا في ثقافتنا، إذ يقبل عدد كبير من المواطنين من مختلف الشرائح العمرية على المبالغة في تناول الحلويات والمشروبات الغازية التي عادة ما تكون حاضرة صبيحة العيد بكلّ البيوت الجزائرية»، مشيرة إلى أنّ الخطر الكبير الذي يتهدّد الصحة ويعتبر من بين العوامل التي تقود المستهلك إلى مصالح الاستعجالات الطبية «تناول المرقاز المشوي صبيحة العيد»، وهي العادة التي ترسّخت في مجتمعنا تقول «وارتبطت بالعيد»، وبالمناسبة تردف «أدعو كل المواطنين إلى تجنب هذا النوع من الأغذية بالنظر إلى ما تشكله من خطر حقيقي على الصحة، يكفي فقط القول أن المرقاز عبارة عن فضلات ممزوجة ببعض الملونات التي من شأنها أن تؤدي بحياة المستهلك إلى الهلاك، خاصة تلك التي تعد في الشارع حيث تغيب أدنى شروط النظافة».
من جهة أخرى، ترى المتحدثة أن الوقوف على حقيقة أن سرطان القولون يحتل المرتبة الأولى في الجزائر بسبب التغذية غير الصحية يدعونا إإلى التعامل بوعي مع أغذيتنا. وبالمناسبة تقول «اقترح على الصائمين بعد العيد تجنب العصائر المصنعة والاعتماد على العناصر المنزلية المعدة بطريقة صحية كعصائر الليمون المعدة بماء الزهر والعصائر المحضرة من بعض التوابل الصحية كالقرفة والابتعاد كليا عن اللحوم خاصة المشوية مع تطبيق قاعدة التذوق والإكثار من شرب الماء الذي من شأنه أن يعطي الشعور بالشبع إلى غاية أن تعتاد المعدة على النظام الغذائي الجديد».
من جهته، اعتبر الأخصائي في التغذية كريم مسوس، العيد بمثابة همزة الوصل بين الصيام والإفطار، وبالنظر إلى خصوصية هذه المرحلة الانتقالية، يقول إنّ المواطنين وخاصة المصابين ببعض الأمراض الهضمية مدعوون لأخذ الحيطة والحذر من الأغذية الغنية بالدهون، لأن المعدة اعتادت على إخراج عصارتها في موعدين وهما الإفطار والسحور وبعد العيد تتغيّر المواعيد، يشرح «ما يعني أنها تكون غير مهيأة، الأمر الذي يفتح الباب للإصابة بوعكات صحية وهو ما تشهده بعض المصالح الاستعجالية التي تستقبل حالات مصابة بمشاكل هضمية».
وعما يجب تناوله صبيحة العيد لتهيئة المعدة للتعود على النظام الغذائي الجديد، أشار محدثنا إلى ضرورة الاعتماد على الفواكه والخضر لغناها بالألياف والمعادن يقول «إن كنا نفتقر إلى هذه الثقافة خاصة وأننا نعلم أن كل المنازل تقريبا صبيحة العيد تعد «القازوز» والحلويات وتلزم كل من يدخل للمعايدة على تناول الحلويات الأمر الذي يتعب المعدة وهو ما نتمنى أن يتغيّر».
رشيدة بلال