نظمت جمعية "آن الأوان" الثقافية من ولاية باتنة، المهرجان الوطني للتطوع بركح المسرح الجهوي لمباركية بباتنة، تحت شعار "معا من أجل غد مشرق"، شمل في مضامينه دعوة إلى نشر روح التعاون، والمبادرة بالمشاركة في الأعمال التطوعية، وبيان أهميتها في بناء الأفراد في إطار السعي إلى خلق مجتمع يعي ويثمّن دور التطوع والمتطوع في بناء المجتمعات. أكدت رئيسة الجمعية كريمة بن حمزة التي لم تستثن شريحة المعاقين في هذه المناسبة التي خصت فيها برنامجا خاصا بشريحة ذوي الهمم وقامت بتكريمها في نهاية الأمسية الشعرية التي حضرها طلبة ومثقفون، أكدت أن البادرة تأتي انطلاقا من دور الإدارة في خدمة الوطن، واستشعارا للمسؤولية تجاهه؛ من خلال طرح دورات إثرائية لجميع منسوبيها، وللمهتمين بالعمل التطوعي؛ للتعريف بالتطوع، وماهيته، ومجالاته المختلفة التي يمكن من خلالها خدمة الوطن.

وفي السياق ذكّرت السيدة بن حمزة، بدور "التويزة" في المجتمع؛ احتفاء بالقيام بعمل خيري؛ بإضفاء الصورة الحقيقية لأهمية التضامن الاجتماعي، الذي يساعد في مثل هذه اللقاءات على رأب الصدع، وحل المشاكل، وتقوية رباط العائلات؛ من خلال إتاحة الفرصة للشباب للتعارف والزواج. كما إنها تحقق نوعا من الاكتفاء الذاتي للقرويين، باستغلال سواعدهم وطاقاتهم في العمل الخيري. وأضافت أن المناسبة تشكل فرصا للمشاركين وأصحاب الاختصاص والجهات المعنية والمهتمين بالتطوع، لتبادل الخبرات، والتدريب، والاطلاع على أحدث البرامج المتعلقة بالعمل التطوعي، وبيان مدى تأثيره في حياة الأفراد والمجتمعات. وركزت فعاليات الملتقى على التعرف على النماذج التطوعية في مواجهة جائحة كورونا، بالإضافة إلى التعرف على التجارب العالمية الناجحة في ما يخص مجال الخدمة المجتمعية، وسبل وعوامل الارتقاء بالعمل التطوعي والخدمة المجتمعية، حيث نظمت الجمعية صبيحة تحسيسية بوجود فريق طبي؛ من مختصين نفسانيين ومختصون في التغذية، قدّموا الاستشارة  والنصائح لذوي الاحتياجات الخاصة. 

وعرضت جمعية "آن الأوان" لترقية الفكر، برنامجها السنوي الجديد في حفل افتتاح الموسم الثقافي، تم خلاله تكريم الأسرة التربوية، وفتح أبواب الجمعية لتقديم عدة خدمات؛ منها التكوين بالتنسيق مع الغرفة الصناعية. وقدّمت الأخصائية النفسانية روببي إيمان بالمناسبة، نصائح خاصة بالدخول المدرسي، وتأثير أزمة كورونا على الحالة النفسية. ويتضمن برنامج الجمعية المزمع تنفيذه طوال السنة مع الأخذ بالاحتياطات الوقائية من وباء كورونا، عدة أنشطة تربوية وثقافية هادفة، ولم تستثن أدب الطفل. كما تراهن على نقل النشاط الثقافي إلى مناطق الظل، لتنويع الأنشطة بهذه المناطق. يُذكر أن جمعية "آن الأوان" تعمل على تجسيد رسالة الثقافة والعلم في التفاعل مع المجتمع المحلي، وهي منبر تعليمي وثقافي، تسعى للقيام بدورها في تقديم تعليم نوعي متميز، وتشجيع المواهب من أجل تحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات الحياتية، بالإضافة إلى التفاعل مع المجتمع المحلي، وخدمة أبنائه، والمشاركة في الأعمال التطوعية. وكانت الجمعية شاركت في عدة مبادرات لإبراز قيم التضامن في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى التاسعة والخمسين لعيدي الشباب والاستقلال؛ منها زيارة المركز الجهوي للسرطان بباتنة المرحوم الدكتور المجاهد بلقاسم حمديكن، وزيارة أخرى للمستشفى الجامعي بباتنة.

وعمل متطوعو الجمعية من خلال هذه المنصة، على التعريف بأدوار المركز الجهوي للسرطان، الذي يؤدي أدواره بإتقان منذ افتتاحه. المناسبة شهدت أمسية شعرية أثرت موضوع الملتقى بمشاركة شاعرات؛ منهن الشاعرة الوطنية رونق وتيقاني دليلة المعروفة باسم الشهرة "كسور الوجدان"، التي ألقت قصيدتي "أنا والليل"، و"قصيد من شجن"، ونادية زردومي بلقاسم من باتنة، التي ألقت قصيدة “نجمتي” للشاعر عبد السلام بزاعي بدلا عنه،  وقصيدة لها بعنوان "حين يحتضر الحب". أما نسيمة بن سالم من عنابة، فقدمت عرضا مصورا بعنوان “خذ بيدي”. والشاعر المسرحي ياسين تربش من تلمسان، قدّم قصيدة بعنوان "باتنة"، وأخرى حول الشباب، ومسرحية فكاهية. وتخللت الأمسية عروض لفرقة المهرج شوشو، الذي أطرب الحضور بأغاني فرقته؛ حيث أضفت جماليات المشهد على خشبة المسرح نكهة خاصة.