بين اللعب والترفيه والعبادة

أطفال قسنطينة يستمتعون بأجواء رمضان

أطفال قسنطينة يستمتعون بأجواء رمضان
  • القراءات: 802
زبير. ز زبير. ز

وجد الأطفال الصغار بعاصمة الشرق، متعة كبيرة خلال شهر رمضان الكريم، حيث صادف النصف الأول من الشهر الفضيل، عطلة الربيع، التي سمحت لهذه الفئة العمرية، بالاستمتاع سواء من الناحية الروحية أو من ناحية التسلية والترفيه وعدم التقيد بالوقت، الذي كان يحد نشاطهم، بسبب الدارسة.

وجدت كل فئة من الأطفال مبتغاها في هذا الشهر، حيث استمتع الأطفال باللعب إلى أوقات متأخرة من الليل، خاصة أن توقيت اللعب والمرح، خارج المنزل، كان يتوافق مع صلاة التراويح، حيث كان الأولياء يتوجهون إلى المساجد من أجل أداء هذه السنة المتوارثة منذ قرون، ويتركون المجال لأبنائهم من أجل اللعب داخل الأحياء وأمام المنازل، وبمجرد العودة من صلاة الترويح، يكون توقيت اللعب قد انتهى ويعود الأطفال إلى منازلهم رفقة أبائهم.

وإن كان عدد من السكان قد اشتكى من الضجيج الذي يحدثه الأطفال، خلال فترة اللعب الليلية، يبقى هذا التوقيت، عند هذه الفئة، من أحسن أجزاء اليوم، من أجل ممارسة هواياتهم المفضلة في اللعب والجري والقفز، وممارسة بعض الألعاب التي بدأت في الاندثار، على غرار لعبة "الغمايضة"، حيث يغمض أحد الأطفال عينيه، بينما تختفي المجموعة، وعليه إيجاد أصدقائه واحدا واحدا، قبل أن يخرج من هذه الضائقة، وكذا لعبة " التيلة"، أين يكون الطفل وحده في مواجهة مجموعة من الأطفال، حيث يركض ليلمس أحد زملائه، وإن تمكن من ذلك، انتقل الدور للذي يلمسه، في البحث عن ضحية أخرى، ينتقل إليها الدور.

أطفال قسنطينة، الذين احتفظوا ببعض الألعاب القديمة، رغم الانتشار الكبير لوسائل الترفيه من هواتف ذكية وألعاب إلكترونية، باتوا لا يعرفون الألعاب الجماعية، التي اندرت مع مرور السنوات، على غرار لعبة "حين ضباب"، التي ينتظم فيها الأطفال في شكل حلقة، تكون مجموعة جالسة وأخرى واقفة، تغمض أعين الجالسين، مع اختيار أحد الأطفال من الواقفين وإعطائه اسم معين أو كنية دون ذكر اسمه الحقيقي، حيث يقوم بضرب، ضربا خفيفا، طفل من الجالسين على الرأس، مع ترديد أغينة "حين ضباب حين ضباب يا لمعلق في السحاب"، ويجب على هذا الأخير أن يعرف من ضربه، مستعملا مختلف الحواس من سمع ورائحة، باستثناء العين، وإذا نجح في ذلك، سيسمح لفريقه من لعب دور الواقفين.

بعيدا عن اللعب، هناك من الأطفال، من اغتنم فرصة العطلة خلال شهر رمضان، لحفظ ما تيسر من القرآن الكريم، خاصة أن عددا كبيرا من المساجد نظم مسابقات في حفظ سور من كتاب الله، على غرار مسجد "النبي الزكرياء" عليه السلام، بحي المجاهد "عبد الرزاق بوحارة"، "6 آلاف مسكن عدل"، الذي حدد حفظ سور "الملك" لتلاميذ الطور المتوسط وأية "الكرسي" وأواخر سورة "البقرة" لتلاميذ الطور الابتدائي، وكان التكريم، في ليلة القدر، حيث تم منح شهادات وجوائز تشجيعية لأكثر من 80 طفلا وطفلة، وسط استحسان كبير للأولياء، الذين ثمنوا مثل هذه المبادرات الهادفة.

من جهتهم، فضل أطفال أخرون، اكتشاف أجواء العبادة وصلاة التراويح، حيث رافق عدد معتبر منهم أولياءهم إلى مختلف المساجد، وحاولوا قدر المستطاع أداء هذه السنة الشريفة، التي تدوم في حدود ساعة إلا ربع إلى الساعة، حسب طريقة تجويد معدل حزبين، كل ليلة، وزاد توافد الأطفال على المساجد، خلال العشر الأواخر من الشهر الفضيل، خاصة أن هذه الفترة التي تسبق مناسبة عيد الفطر، يقدسها كثيرا الجزائريون، وهي مناسبة إحياء ليلة القدر، التي تعادل في ميزان الأجر عند الله عز وجل، عبادة أكثر من 80 سنة، والتي يتفق عدد معتبر من العلماء، على أنها توافق ليلة 27 من شهر رمضان.