ليلى والي رئيسة "الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد في الجزائر"
أطلقنا برنامجا تكوينيا لتجسيد مشروع "الأم المعالجة"
- 1197
يقدم الأخصائيون في مجال التكفل بأطفال التوحد، العديد من الأساليب العلاجية التي تساعد على التقليل من معدل حركتهم، ولعل آخرها كان ضبط نظامهم الغذائي الذي يلعب دورا كبيرا في التأثير على نشاطهم اليومي، ويساهم في زيادة فرط الحركة لديهم. ولأن دور الأولياء غاية في الأهمية من حيث المرافقة والتكفل، للمساهمة في تسريع عملية الإدماج الاجتماعي، بادرت السيدة ليلى والي، رئيسة "الجمعية الوطنية لاضطراب التوحد في الجزائر" إلى تنظيم دورات تكوينية لفائدة الأمهات، الغاية منها تمكينهن من ضبط سلوك أبنائهم المتوحدين.
حسب رئيسة الجمعية، السيدة والي في حديثها مع "المساء"، بمناسبة إطلاقها لبرنامجها التكويني، فإن الجمعية اختارت أن يكون أهم مشروع تعمل عليه الجمعية في مخططها السنوي لعام 2019، هو التكوين، ببرمجة دورات بمعدل مرة في الشهر بالمجان، تفتح المجال واسعا للأمهات لاكتساب عدد من المهارات التي تمكنهن من التحكم في سلوك أبنائهن المصابين باضطراب التوحد، دون الحاجة إلى مساعدة من أخصائي. مشيرة إلى أن البرنامج التكويني انطلق مع بداية السنة الجارية، وهو موجه لفائدة المنخرطين والمنخرطات في الجمعية، تجري فعالياته على مستوى بلدية الجزائر الوسطى، بدعم من رئيس البلدية السيد عبد الحكيم بطاش، الذي أعطى الجمعية في إطار دعم الحركة الجمعوية، قاعة بشارع العربي بن مهيدي، لتنفيذ البرنامج التكويني.
عن أهم ما يراهن عليه البرنامج التكويني، أشارت المتحدثة إلى أن المشرفة على تنشيط الأيام التكوينية، أمّ قبل كل شيء لطفل مصاب بالتوحد، مهندسة بيولوجية في التغذية، لديها تكوين في كل ما يتعلق باضطراب التوحد واطلاع على كل الوسائل المتاحة للتخفيف من اضطراب التوحد لدى الأطفال، وحسبها، فإن أهم ما يراهن عليه البرنامج التكويني؛ الاعتماد على نظام غذائي صحي وليس حمية، بإبعادهم عن كل الأغذية التي تحوي على مركبات تساهم في تهييجهم، مثل "الشيبس"، مع التركيز على جلسات التدليك وممارسة الرياضة اللتين تلعبان دورا كبيرا في ضبط الاضطراب لديهم والتحكم فيه.
حول الدافع إلى الاهتمام بتكوين أمهات المصابين باضطراب التوحد، أوضحت المتحدثة أن الجمعية في وقت مضى، كانت تؤكد على تكوين الأخصائيين الذي يشرفون على التكفل بهم، غير أن الوقت الذي يمضيه الطفل التوحدي مع الأخصائية قصير، بمعدل مرتين في الأسبوع، إذا ما تم مقارنته مع ذلك الذي يقضيه مع والدته، انطلاقا من هذا تقول "فكرنا في استهداف الأمهات للرفع من مستوى الوعي لديهن، حول كيفية مرافقة ومتابعة أبنائهن والوصول بهن إلى ما يسمى بـ«الأم المعالجة"، وهو مشروعنا الذي نعول عليه ليلعب دورا كبيرا في الحد من اضطراب التوحد لدى الأبناء، ومساعدتهم على الاندماج بشكل طبيعي في المجتمع، وهي الغاية المرجوة".
فيما يتعلق بمدى تجاوب الأمهات، أوضحت المتحدثة أن الإقبال على طلب التكوين كبير جدا، حيث كانت الورشة عند إطلاق البرنامج التكويني تسع لـ20 أما، ومع الطلب الكبير، تم رفع العدد إلى 30، وفي أحيان أخرى يصل إلى 40 مشاركة. مشيرة إلى أن أهم ما يقدمه التكوين الميداني أيضا، إمكانية استفادة المشاركات من خلال متابعة الفيديو في نقله المباشر عبر الفضاء الأزرق "فايسبوك"، حول كيفية التكفل باضطراب التوحد، كما تتاح لهن أيضا فرصة طرح الأسئلة على الأخصائية مباشرة.
من جهة أخرى، أوضحت رئيسة الجمعية أن بعض أولياء الأمور لا يعيرون اهتماما كبيرا لبعض الأساليب العلاجية، كورشة "التدليك"، رغم أنها تلعب دورا هاما في الحد من اضطراب التوحد لدى الأطفال. وعن تجربة شخصية تقول "أبادر مباشرة عندما أشعر أن ابني المصاب باضطراب التوحد انتابته نوبة فرط الحركة إلى تطبيق ما تعلمته من أساليب بتدليك جسمه ببعض الزيوت العطرية، وسرعان ما يزول عنه الاضطراب". مشيرة إلى أنه من المهم التعرف على النظام التمثيلي للطفل الذي يساهم في اختبار الطريقة الأنجع للتكفل بالحالة، لأن الطفل قد يكون حسيا أو بصريا أو سمعيا، ولكل حالة تمثيلية طريقة في التعامل، من المهم على الأمهات معرفتها، وهذا لا يتحقق إلا بالخضوع للتكوينات الدورية.