الحرفي عمار زكري:

أعمالي مكملة للسياحة وطموحي الارتقاء بالحرفة اليدوية

أعمالي مكملة للسياحة وطموحي الارتقاء بالحرفة اليدوية
  • 1145
ع. بزاعي ع. بزاعي
تعد الحرف الشعبية القديمة التي ما تزال تمارس حتى وقتنا الحاضر، جسرا لربط الماضي العريق بالحاضر المشرق، والمتفق عليه أن هذه الحرف تجسد أصالة الآباء والأجداد وتذكرنا بتاريخهم المجيد وبنتاجهم الإبداعي الإنساني العريق المتمثل في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية في وقت تفتقر فيه الوسائل العصرية الحديثة لتقنيات الإبداع الطبيعي المميز.
من البديهي أن يستلهم الفنان أحاسيسه من محيطه ويخلق لنفسه فضاءات يتقاطع فيها الإبداع لونا وشكلا ومضمونا مع طموح كل مبدع. وهي الحقيقة التي وقفنا عليها ونحن نقوم بجولة سياحية بثاموقادي الأثرية عروس الأوراس التي تحاكي الحضارة، التقينا بالفنان الحرفي عمار زكري الذي نصب طاولته بمدخل المدينة الأثرية ليعرض منتجاته التي صنعتها أنامله للزوار الذين يتوافدون يوميا على أطلال ثاموقادي. ولو دفعك الفضول لمعرفة أسعار ما يعرضه من مجسمات لقوس طارجان المصنوعة من مادة الجبس وأشياء أخرى تعكس اهتمام هذا الحرفي بتراث المنطقة المتأصل في جذور الحضارة، فإنك من دون شك سوف تقف على حقيقة الإبداع والحس المرهف لهذا الفنان.
يقول المختص في أعمال الجبس الفنية والنقش بأن الدافع وراء عمله كمصمم للحرف اليدوية نابع من مهارته وقدراته الإبداعية ويتطلع بعد إتقان عمله إلى الإلمام بتاريخ المدينة الأثرية ثاموقادي، للارتقاء بالحرفة اليدوية، مشيرا إلى أن ذلك يعد واجبا وطنيا لإحياء التراث الشعبي وتطوير الحرف اليدوية، والجمع بين التراث الشعبي والفن المعاصر خاصة أن تصاميمه تجلب السواح الذين يقتنون كل ما له علاقة بالتراث.
وعن طبيعة عمله، جاء على لسان محدثنا أنه يعدها بمنزله في غياب محل يفجر فيه طاقاته ويحرص كل الحرص على إرضاء كل الأذواق، ويعتبر هذا حسبه جهدا إضافيا للمبدع باعتبار الإنسان ميالا للحرف اليدوية الشعبية للحاجة النفعية، ومن طبعه حب الزخرفة والجمال، وبالنظر للتطور الحاصل وانعكاساته على الحاجة النفعية، فإن ذلك يتطلب حسبه، مجهودا إضافيا لحماية هذا الفن واستكمال مسيرة التطور لتصبح هذه الحرف أكثر ملائمة مع ظروف العصر والمتحولات الحضارية خصوصا في المجال العمراني وما تتطلبه البناءات الحديثة من ديكورات أعمال التجبيس.
وعن تقييمه لنشاط الحرفيين بالولاية وتصوراته لمقومات نجاح الحرف اليدوية،  أضاف محدثنا صاحب الاختصاص لأكثر من 15 سنة، أن ثمة عوامل يجب أن تتوفر لبلوغ المسعى الحقيقي، مثمنا في نفس الوقت جهود الحرفيين الذين صقلت مواهبهم بمراكز تكوين جزائرية. مشددا على ضرورة مرافقة المبدعين الشباب ودعم أنشطتهم للحفاظ على الحرف اليدوية، لاسيما أن المنتوج الذي تصنعه الأنامل يروق للأذواق ولا تعوض جمالياته الآلات الحديثة للتصاميم.  ينتظر الحرفي زكري من السلطات المحلية المبادرة بتشجيعه كحرفي، بتمكينه من مقر يتفرغ فيه للإبداع، لاسيما أن ما يعده من حرف تقليدية كان لها دور فعال في التشهير بتراث المنطقة.